ما سمات الصراع بين القوى العظمى في القطب الشمالي؟

خاص آسيا - فادي صايغ

2021.01.12 - 09:16
Facebook Share
طباعة

 عقد في 10-11 ديسمبر  المنتدى الدولي العاشر تحت "عنوان القطب الشمالي .. الحاضر والمستقبل" في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية. 

حيث تم من خلاله الإعلان عن العديد من المشاريع الرئيسية لمواصلة تطوير القطب الشمالي، كما كان هناك أيضا حديث عن طريق بحر الشمال،  التي تشكل اراضي روسيا 80 في المئة منه. 

يذكر ان طريق بحر الشمال هو أقصر طريق بحري بين الجزء الأوروبي من روسيا والشرق الأقصى، و يمر عبر بحار المحيط المتجمد الشمالي مثلى بارنتس ، كارا لابتيف ، شرق سيبيريا وتشوكتشي ، وكذلك بحر بيرينغ في المحيط الهادئ.

تاريخيا ، يقول خبراء ان طريق بحر الشمال ينتمي إلى روسيا ، لكن هذا الرأي لا يناسب عدد من البلدان الأخرى و على رأسها الولايات المتحدة  و هذا شيء طبيعي نظرا لصراعات المصالح بينهما فالولايات تريد أن تضع يديها على مثل هكذا طريق حيوي. 

ولم يعد خافيا" على احد أن الطريق البحري الشمالي هو طربق الذهب ، فهو قاع النفط والغاز في الجرف القطبي الشمالي ، ومنطقة ذات أهمية استراتيجية ، والسيطرة عليه ترجح كفة المعارضين الجيوسياسيين للولايات المتحدة-روسيا والصين على حد تعبير خبراء و محللين. 

تحاول واشنطن الحد من أنشطة موسكو في المنطقة الشمالية بدعم من مجلس القطب الشمالي ، وهو منظمة دولية لتعزيز التعاون في مجال حماية البيئة وتنمية المناطق القطبية. 

وأعضاء هذا المجلس يشمل إلى جانب الاتحاد الروسي ، دول القطب الشمالي والدول القريبة من القطب الشمالي مثل : الولايات المتحدة ، والدانمرك ، وأيسلندا ، وكندا ، والنرويج ، والسويد ، وفنلندا. 

و جميعهم تقريبا (باستثناء فنلندا) هم أيضا أعضاء في الناتو ، وهو تحالف عسكري لا يخفي مواجهته مع روسيا.

كل هذه التفاصيل تسمح لأمريكا باستخدام قدرات المجلس للضغط على روسيا. على وجه الخصوص ، مثل إلقاء اللوم على جميع أنواع الانتهاكات في القطب الشمالي (البيئة وحقوق الإنسان ، وما إلى ذلك) و ذلك كوسيلة للحد من الأنشطة الاقتصادية والعسكرية للكرملين هناك.

في الوقت نفسه ، تكثف الولايات المتحدة وحلفائها نشاطهم في المنطقة، فقد استعرضت التشكيلات المسلحة لحلف شمال الأطلسي قواتها و أساطيلها مرارا وتكرارا في مياه القطب الشمالي بالقرب من طريق بحر الشمال.

في مايو من هذا العام ، دخلت أربع سفن – ثلاث منها أمريكية و واحدة بريطانية – بحر بارنتس كجزء من عملية فونوب ، والتي تترجم إلى"عملية لضمان حرية الملاحة".

يرى خبراء بحسب تحليلهم حول عملية فونوب أن البيت الأبيض لا يخفي استعداده لإطلاق أعمال عسكرية من أجل السيطرة على طريق الشمال ، فهذه ليست أول عملية لحلف شمال الأطلسي في بحار الشمال كما يواصل  زيادة وجوده العسكري على طول طريق بحر الشمال.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4