"سيناريو كورونا لبنان" لا يشبه غيره.. وهل ينهي اللقاح الأزمة؟

يوسف الصايغ – بيروت

2021.01.04 - 05:41
Facebook Share
طباعة

 "انتهت سكرة رأس السنة وجاءت الفكرة"، هكذا يمكن تلخيص المشهد في لبنان مع بداية العام الجديد، إذ أن عداد الإصابات بكورونا بظل الارتفاع اليومي بات مرشحاً لبلوغ عتبة الأربعة آلاف إصابة يومياً، في ظل الانتشار السريع للوباء في مختلف المناطق والأقضية اللبنانية، ما يعكس حجم الإهمال الشعبي في التعاطي مع الفيروس الذي حصد في لبنان فقط منذ شباط الفائت وحى اليوم حياة 1486 شخصاً بينما بلغ عدد المصابين التراكمي  189278 مصاباً.

وفي ظل هذا "السيناريو الكوروني المخيف" أصبح واضحاً أن التوجه للإقفال العام بات أمراً محسوماً، ولهذه الغاية تعقد اللجنة الوزارية الخاصة بكورونا سلسلة اجتماعات لبحث كافة  التدابير قبل تحديد موعد الإقفال العام، الذي من المرجح ان يبدأ مطلع الأسبوع المقبل او نهاية الأسبوع الحالي، وبالتزامن برزت المعلومات عن وصول مستشفيات جبل لبنان وبيروت الى قدراتها الاستيعابية القصوى لمرضى كورونا، بينما أشارت معلومات إلى رفض بعض المستشفيات الخاصة استقبال مرضى كورونا.

في هذا السياق يشير رئيس "اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية" والاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري في حديث لـ"وكالة أنباء آسيا" إلى أن "البعض يتحدث عن اقفال بعد أيام والبعض الآخر يرجح ان يكون مطلع الأسبوع القادم، وعن احتمال تأجيل الاقفال عدة أيام إضافية يدعو البزري الى سؤال الحكومة عن هذا الأمر فهي من اتخذت قرار فتح البلد على مسؤوليتها".

وحول التحذيرات من احتمال وصول عدد الاصابات اليومي الى حوالي أربعة آلاف إصابة، يلفت البزري إلى أن لا أحد يعلم ما هو الرقم الذي يمكن أن تصل إليه الإصابات، فقد كان هناك حالة تفلت خلال فترة الأعياد، والآن يتجهون إلى اقفال البلد ومن ثم نقوم بفتحه من جديد على أن نعود لنبحث متى سنقفله مرة أخرى، وبالتالي تبقى المراوحة هي في نفس الدوامة".

وتعليقاً على مقولة البعض أن وصول لقاح كورونا إلى لبنان يعني نهاية أزمة كورونا في لبنان، يعتبر الدكتور البزري أن أصحاب هذه النظرية لا يعرفون شيئاً بهذا الخصوص، وإذ يأمل أن يصل اللقاح الى لبنان في شباط المقبل، يلفت إلى أن اللقاح تبدأ نتائجه بالظهور بين الستة أشهر وسنة، بعد أن تكون أعداد كبيرة من الناس تلقت اللقاح، وبالتالي لا يمكن الرهان على وصول اللقاح من اجل انهاء الأزمة غداً".

ويلفت البزري إلى أن دول كبيرة كالولايات المتحدة وبريطانيا التي بدأت عمليات التلقيح لم تكن لديها أرقام ضخمة، ويعتبر البزري أن هناك شيء اسمه "السيناريو اللبناني" بعيداً عما يحكى عن سيناريو إيطالي وآخر إسباني، ففي تلك الدول هناك من يعوض على أصحاب المصالح التي تقفل، أما في لبنان فهناك أناس تمرض ولا تجد من يقدم لها الطبابة، والبعض الآخر أقفل مصالحه ولم يجد من يدعمه ويقف  الى جانبه".

وفي ظل الكلام عن رفض بعض المستشفيات الخاصة استقبال مرضى كورونا، يشير البزري إلى أن هذه المستشفيات تصرخ وتقول أنه بات لديها عدد كبير من المرضى، في وقت يرى البعض أن بإمكان المستشفيات الخاصة أن تقدم خدمة أفضل، ولكن لا يمكن مطالبة المستشفيات الخاصة بأن تقدم كل شيء بينما الدولة لا تقوم بشيء".

ويضيف: "إذا لم توقع وزارة الصحة الفواتير كي تقوم الدولة بدفعها واذا الجهات الضامنة لا تقوم بالدفع بينما شركات الضمان تتشاطر على المريض، فسيكون عندنا ردة الفعل هذه من قبل المستشفيات الخاصة، فهناك إدارات في الدولة عليها أن تقوم بدورها على صعيد وزارة الصحة، وكذاك الأمر بالنسبة للجهات الضامنة التي قرر بعضها أنها لن تغطي علاج مرضى كوفيد -19".

ويختم الدكتور البزري حديثه مشيراً إلى أن "المواطن يبقى هو المفتاح لأي حل في ظل غياب الدولة وعدم وجود تنسيق بين وزاراتها، وإذا تحمل المواطنون مسؤولياتهم بشكل جدي فهم يوفرون الكثير من المآسي عليهم وعلى البلد".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3