تشكيل الحكومة اللبنانية أمام "بوادر حلحلة"

إعداد - جميل يوسف

2020.12.19 - 03:49
Facebook Share
طباعة

 لا يبدو أن الحل في لبنان يلوح في الأفق، على الرغم من زيارة البطرك بشارة الراعي لبعبدا وإعلانه تأكيداً لا تشكيك فيه بأن رئيس الجمهورية ليس متمسكاً بالثلث المعطل، فيما كان الرئيس المكلف سعد الحريري قد أكد بأنه همه حكومة استثنائية لا تشبه ما سبقتها وبحجم التحدي الكبير الذي يواجه لبنان اقتصادياً ومعيشياً.

أوساط مقربة من الرئيس الحريري، تؤكد بأنه أبدى مرونة كبيرة خلال لقاءاته السابقة مع رئيس الجمهورية ميشال عون، لكنه في ذات الوقت متمسك بحكومة تخصصية غير حزبية فيما التيار يرى التشكيلة الحكومية الموقعة من قبل الرئيس الحريري لا تتوافق مع الدستور وصلاحيات رئيس الجمهورية لجهة التعدي عليها وفق تعبير التيار الحر نفسه.

وسط هذا التلاطم السياسي بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، تطفح معلومات على السطح تفيد بأن الأمل في تشكيل الحكومة لا زال منبثقاً، لأن قوى سياسية وازنة في البلد باتت قلقة من استمرار هذا الستاتيكو السلبي والذي سيؤدي إلى مفاعيل أمنية خطيرة.

وفي المعلومات أن أقنية تلك القوى السياسية الوازنة تعمل حالياً على إحداث خرق أو فجوة أمل، لأن خطر الفراغ الحكومي لن يؤدي فقط إلى ثورة جياع، بل إلى تعزيز البيئة الخصبة لأعمال تخريبية وفتنوية تستهدف جميع فئات الشعب، بما سيزيد من التدهور الاقتصادي.

تلك القوى الوازنة مقربة من التيار الوطني الحر، لذلك يتوقع البعض أن تحرز تلك المحاولات تقدماً، يكون على شكل لقاء بين الرئيسين عون والحريري والاتفاق على تشكيلة وزارية ترضي الجميع.

وسط تلك المعلومات صدر عن مقربين من التيار الحر تسريبات تقول بأن تأليف الحكومة لن يستغرق ربع ساعة في حال تجاوب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مع مطلب اعتماد وحدة المعايير في تشكيلته الوزارية، موضحةً أنّ هذا ما أكده رئيس التيار للبطريرك الماروني وتوافق معه على أحقية تكريس الشراكة الدستورية بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف باعتبارها مفتاح تذليل كل العقد التي تعترض عملية التشكيل.

الخوف من اندلاع ثورة جياع كبرى، وانفلات الوضع الأمني، والانهيار الاقتصادي الشامل، جعل عدد من القوى تسرع في مساعيها لحلحلة تشكيل الحكومة التي قد تبصر النور قريباً، وفق مصادر ضليعة بهذا الملف.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8