بعد لقاء البطرك والرئيس.. هل الثلث المعطل "هرطقة"؟

إعداد - روبير عويدات

2020.12.19 - 03:20
Facebook Share
طباعة

 بعد أن زار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، توجّه الأخير إلى بعبدا والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون ليطلعه على تفاصيل ما دار بينه وبين الحريري، والهدف تقريب وجهات النظر ورأب الصدع.

البطرك الراعي بعد لقائه بالرئيس عون قال إنه لم يلمس على الاطلاق من رئيس الجمهورية انّه متمسك بالثلث المعطّل، خاصة وأن هناك اتفاقاً ورأياً عاماً يقومان على وجوب الّا تكون الحكومة سياسية ولا حزبية، بل مكونة من اختصاصيين غير مرتبطين بأي حزب، كاشفاً أنه لا يعرف كافة الأسماء المطروحة، وأن مسألة تقييمهم وإسناد الحقائب لكي تكون هناك فعلاً حكومة اختصاصيين وكل واحد في مكانه، تعود إلى فخامة الرئيس والرئيس المكلّف.

وعلمت مصادر "وكالة أنباء آسيا"، أن البطرك الراعي أبلغ الرئيس عون بأنه مستعد لأي مساعدة من أجل تقريب وجهات النظر، وضرورة استمرار التواصل بين رئيسي الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، ليؤكد عون أن "لا مشكلة في ذلك، ومتى رغب الرئيس الحريري بالتواصل فنحن نفتح أبوابنا بكل حب".

اللقاء بين المرجعية المسيحية الكبرى والرئاسة الأولى، بالتزامن مع فترة الأعياد جعل منه لقاءً روحياً ممزوجاً بألم سياسي، وفق تعبير البعض.

فيما رأت ناشطة سياسية مقربة من القوات اللبنانية لو أن اللقاء جمع البطرك بقادة المسيحيين كرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل لكان أفضل، لأن الرئيس عون "هو سبب ما نحن فيه،" بحسب اعتقادها.

كذلك فقد دعى مؤيديون لأحزاب ضمن قوى 14 آذار بلقاء مسيحي موسع يعمل على رفع الغطاء عن الرئيس ميشال عون كزعيم مسيحي ورئيس للجمهورية.

أما الناشط أديب سبع أعين فقد تساءل لماذا لا تبدأ الإنتفاضة من بكركي ؟ عندها سيستقطب البطرك كل الناس حوله ومن جميع الأقطاب، وفق تعبيره.

جزء من البيئة المسيحية يرى أن البيت المسيحي الداخلي الآن غير مرتب ومنقسم عاموديا وأفقيا، والهوة تتسع بين شرائحه وأي انتفاضة من أي فريق معارض في ظل حكم التيار الحر قد يدخل البلاد في فوضى لا تعرف عواقبها، لذلك فإن الحل بيد البطرك الراعي، إذ ينبغي عليه أن يتخذ موقفاً علنياً حازماً من العهد، بحسب اعتقادهم.

من جهتهم اعتبر مناصرو التيار الوطني الحر، أن ما قاله البطرك الراعي للوزير جبران باسيل بأن "لا يفرط بحقوق المسيحيين"، يُعتبر بمثابة انتصار من المرجعية الروحية المسيحية للوزير باسيل ورد على خصومه المسيحيين في القوات والكتائب قبل غيرهم.

كل ما سبق لم يقترب من نقطة الخلاف والاتهام الذي يُلصق بالتيار الحر كونه يريد الثلث المعطل، ما يجعل هذا المطلب مجرد "هرطقة" تم صرفها في حساب السجال السياسي بين التيار وخصومه السياسيين وفق رأي كثيرين بعد تأكيدات البطرك أن الرئيس عون ليس متمسكاً به.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 10