الدور الروسي في السويداء: مصالح موسكو أولاً

كتب أمجد أميرالاي - دمشق

2020.12.18 - 11:23
Facebook Share
طباعة

 هدوء اجتماعي حذر يسيطر على غالبية أنحاء محافظة السويداء، جنوب سوريا، هدوء إجتماعي بطابع اقتصادي مرهق، شأنه كشأن باقي المحافظات السورية، بفعل العوامل الاقتصادية الداخلية والمتأثرة حكماً بالعقوبات الخارجية، إلا أن لمحافظة السويداء، خصوصية تميزها، ولا تخفى على أحد، فهي المحسوبة على  فئة شعبية من المؤيدين للحكومة السورية، ولكن ما يحصل فيها منذ سنوات أخطر من أن يتم تجاهله. 

محاولات قلب الشارع السوري في المحافظة لم تتوقف قط. من الاختراقات الامنية التي يقف خلفها مرتبطون بوليد جنبلاط الى تلك الي تؤثر في بعض الوجهاء المرتبطين بمصالح في الاردن استغلتها واستتغلتهم استخبارات الملك الأردني التي تعمل كمؤسسة مرتزقة لصالح واشنطن وتل أبيب وصولا الى الاسرائيلي الشديد على استغلال العلاقات العائلية لدروز فلسطين المحتلة مع بعض أهالي السويداء لزراع بذور الشقاق بين أهلها ودعم عصابات مسلحة تنشر الرعب والفوضى باسم الأمن الذاتي. 

كل ما سبق خطير، لكن لكن يزيده خطورة وضع حليف السلطة الأول اي موسكو لمصالحها اولا وقبل مصالح السوريين في الجنوب السوري. ولموسكو للأسف حسابات اسرائيلية لا تفيد مصالح السوريين بتاتا.

اَخر ابداعات الأصدقاء الروس في السويداء كانت المعركة التي شنتها عصابات الارهاب في درعا ضد أهالي السويداء وهي القوى التي ترفع لواء أحد الفيالق النظامية التي تدير شؤونها موسكو بما يخدم تل أبيب ويمنع دمشق من فرض سيادتها الكاملة على الجنوب بحجة أتفاقات المصالحة.

وجديد التحركات الروسية المشبوهةةأن "الجيش الروسي يسعى لإنشاء فرقة عسكرية جديدة في السويداء تشابه ما هو قائم في درعا. 

و لم يعد سراً بين أبناء الريف والمدينة، اللذين تزداد أمورهم المعيشية صعوبة، سيغريهم راتب الانضمام الى  التشكيل العسكري الجديد، 

وتقول معلومات حصلت عليها وكالة أنباء أسيا ان التشكيل "الروسي" الجديد سيكون تحت إشراف الفيلق الخامس المخصص لتأمين حماية و مستلزمات لوجستية للقوات الروسية العاملة في سوريا.

وكل هذا يحدث بالتنسيق مع الدولة السورية التي تمانع وتعاند الطروحات الروسية التي تمس بالسيادة لكن موسكو لا تتوقف عن المراوغة والمعاندة الى أن تحصل على ما تريد.

وليس بعيدا عن هذه الطروحات ما يجري الحديث عنه من عقوبات أميركية تنفذها روسية بحذافيرها وبطريقة أشد حدة الى أن تحصل على تنازلات من السلطة السورية.

مصدر محلي في السويداء ينفي انفراد روسيا في مشروع الفصيل "النظامي" الجديد وسؤكد انه  "حل  لمشكلة المتخلفين والمطلوبين للخدمة الإلزامية والإحتياطية في السويداء والذين يزيد عددهم عن 40 ألف، وقد يدأ الحديث عن هذا التشكيل منذ شهر أو اكثر قليلاً".

وجهاء من المدينة في اتصال من الوكالة بهم رحبوا بالفكرة وأكدوا علمهم بأن الأمر ليس سوى حل نهائي للمطلوبين 

وفي المعلومات الخاصة عن  فكرة التشكيل العسكري الجديد، يحكى عن دور للمدعو  "صادق العبد الله"، وهو من أبناء المحافظة، عمل مع القوات الرديفة للجيش السوري، ويُعرف عنه، علاقاته القوية مع قيادات الفيلق الخامس، وقد التقى "العبدلله" ببعض الوجهاء من المحافظة.

الموالين للدولة ينفون نفيا قاطعاً أي دور للمذكور او للمخابرات الروسية في السعي لتكرار تجربة الفصائل التابعة للروس في درعا، وزعموا أن الامر ليس سوى 

اطار نظامي لتقديم دعم أكبر و أكثر تنظيماً، للجيش السوري، على الجبهة الجنوبية. ولم ينفي مصدر موالي للسلطة في السويداء وجود المنسق الروسي، لتسوية موضوع المتخلفين عن الخدمة، و المطلوبين أمنياً، لكنه ينفي ان يكون للروس دور في ادارة التشكيل الجديد.

 .

يجزم  مصدر عسكري في الفيلق الخامس، أن "روسيا تعتزم تكرار تجربة أحمد العودة، قائد اللواء الثامن في الفيلق، مرة ثانية، بانشاء لواء خاص ذو هوية طائفية، تحت وصاية موسكو، لكن لا يوجد اقتناع أهلي من قبل أبناء المحافظة بهذه الفكرة".

يذكر أن الجيش الروسي، قام بالتواصل عبر وسطاء مع العديد من أبناء محافظة السويداء، لتجنيدهم في صفوف فرق عسكرية تم إرسالها إلى ليبيا و فنزويلا لحماية المصالح و المشاريع الروسية هناك، على غرار التجربة التركية شمال البلاد، التي أوصلت المسلحين السوريين إلى أذربيجان و كشمير بين الهند وباكستان و أخيراً في الصومال للقتال إلى جنب تنظيم القاعدة "حركة الشباب".

وقد سافر العشرات من شباب السويداء الى فنزويلا بعقود مع شركات أمن روسية. لكن غالبية السوريين الذين تم إرسالهم إلى فنزويلا، تم قتلهم معارك صغيرة ضد المهربين والمخربين على المعابر الحدودية مع كولومبيا.

في السويداء اشاعات كثيرة عن عواقب التعاون مع الروس. ويضؤبون مثلا عن سبعين شابا سوريا سافروا الى فنزويلا من دمشق، وهم من سكان منطقة التضامن، عاد منهم ثلاثة فقط أحياء.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 5