مخاوف لبنانية من "كورونا الإليزيه"

إعداد - جميل يوسف

2020.12.18 - 06:36
Facebook Share
طباعة

 في الوقت الذي كانت فيه تتحضر النخب السياسية واللبنانيون ينتظرون زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت ولقائه بالرئيس اللبناني ميشال عون وبقية القادة السياسيين، تلقف اللبنانيون نبأ إصابة الرئيس الفرنسي بفايروس كورونا بإحباط، حيث يعتقد كثيرون أن هذا الفايروس الذي أصاب جسد ماكرون ستكون له تأثيرات جانبية سياسية على الوضع في لبنان بينما رأى آخرون أن زيارة سيد الإليزيه لم تكن ستغير شيئاً.

حتى وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض وبدء ممارسة صلاحياته، ستكون حالة السجالات والخلافات مفتوحة على كل الاحتمالات مع ما تتضمنه من منعكسات اقتصادية وامنية أيضاً، فقد نُقل عن مقربين من قوى 8 آذار مخاوف من أعمال أمنية تنفذها خلايا نائمة لبث المزيد من الفوضى والعبثية في المشهد اللبناني.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر قريبة من بعبدا، أن هناك مخاوف حقيقية من تفجير الوضع الأمني في لبنان، إذ أن هناك حوالي الشهر حتى مباشرة الرئيس الأمريكي لصلاحياته، وهذه المدة في ظل الظروف الراهنة للبنان هي كبيرة وطويلة جداً وقد تخبئ مفاجآت غير متوقعة وبطبيعة الحال غير سارة أمنياً فضلاً عن المزيد من التدهور الاقتصادي.

ولعل التحركات نحو بكركي تصب في خطة وقائية لاستباق أية تطورات لا تُحمد عقباها، إذ كان الرئيس المكلف سعد الحريري قد زار البطريرك بشارة بطرس الراعي وأطلعه على مسار التأليف الحكومي، ليتم الإعلان بعد انتهاء هذه الزيارة عن نية البطرك زيارة الرئيس ميشال عون في بعبدا.

وفي هذا الإطار ترى مصادر محلية مقربة من بكركي أن غبطة البطرك سيعمل جاهداً لتقريب وجهات النظر بين عون والحريري، وأنه سيكون له دور مهم في دفع عجلة التشكيلة الحكومية، والهدف اختصار ما يمكن من الوقت، لأن إطالته تعني الوقوع في المحظور اقتصادياً ومزيداً من التأزم السياسي الذي قد يؤدي إلى قلاقل أمنية.

إذاً فإن زيارة الرئيس الفرنسي لن تتم حالياً، لأن الرجل بحاجة إلى مدة أقلها أسبوعين ليتماثل للشفاء ويتخلص من الفايروس، ما يعني أن بدء بايدن إلى مهامه كرئيس للولايات المتحدة سيكون سابقاً لزيارة ماكرون، فهل يتحرك العرب لملء الفراغ أو لعب دور صمام الأمان ريثما تمر الثلاثين يوماً القادمة؟

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 1