بعيون ديبلوماسي روسي.. ما هي احتمالات الانتقام الإيراني؟

د. رياض شحيبر – موسكو

2020.12.04 - 07:41
Facebook Share
طباعة

 يسود القلق موسكو من مآلات التصعيد بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وبين الجمهورية الإسلامية في إيران من جهة أخرى، فآخر ما تريد موسكو رؤيته هو نيراناً تشتعل في حديقتها الخلفية. 

لكن الأوضاع خطيرة جداً - كما يقول مصدر روسي لآسيا- فما خسرته إيران باغتيال العالم النووي لا يمكن أن يمر بلا ردٍّ عاجل؛ وربما فوري، لأن الأمر لم يحصل في العراق ولا في دمشق، بل في ريف طهران الذي يتجول فيه كبار مسؤولي الجمهورية الإسلامية بلا حراسة تقريباً.

ويتابع المصدر الذي عمل لسنوات طويلة في السفارة الروسية في طهران، ويتحدث الفارسية بطلاقة قائلاً: الشارع الإيراني موحد على طلب الانتقام مهما كان الثمن. الملف لا يتعلق بالعواطف بل بالبراغماتية الإيرانية العاقلة. وأي دولة تكون في وضعٍ مماثل لإيران لن تقبل أن يمر الاعتداء على أراضيها دون ردّ، خصوصاً وأن الإسرائيليين تبنّوا الأمر بشكل شبه علني.

أين سيحصل الرد، وما هو موقف الداخل الإيراني والقوى المعتدلة؟

يجيب المصدر فيقول: ساحة الرد المحتمل واسعة، وأخشى أنه سيكون مدوياً؛ وربما صاعقاً، بحيث لا يمكن إلا الرد على الرد وهنا تكمن المشكلة.

موسكو قلقة، والكرملين يجري اتصالات بكل الأطراف المعنية، لكن الزعيم الإيراني بحسب معلومات موسكو أعطى الأجهزة الإيرانية أوامر صارمة بوجوب الرد. وتقول التقارير الواردة من طهران إنه "طلب رداً صاعقاً ومدوياً وكبيراً وبوقت محدود".

وهل سيؤدي الانتقام الإيراني إلى انقسام بين الإصلاحيين والأصوليين؟

يرى الديبلوماسي الروسي أن الحديث عن إصلاحيين وأصوليين ليس أمراً دقيقاً، هنا أصوليون إصلاحيون، وهناك إصلاحيون أصوليون جداً، وفي الوجدان الشعبي ليس هناك في إيران ملف يتوحد عليه الإيرانيون مثل مسألة الكرامة الوطنية، وهم يرون أن عدم الرد إهانة للكرامة الوطنية الإيرانية.

هل تملك موسكو معطيات حول مكان الرد وشكله؟

"هذه أمور تفصيلية، لكن لا أتصور إلا قيام إيران بضرب هدف إسرائيلي كبير يحدِث التعرض له نتائج ترضي الشعب الإيراني" كما يقول الديبلوماسي الروسي. ويضيف قائلاً "إن ثمانين مليون إيراني سيهتفون لمن يأمر بالرد، وسينزلون إلى الشوارع احتفالاً بالانتقام".

ولكن؛ هل يمكن لإيران أن تؤذي إسرائيل وهي دولة محصنة؟، يجيب الديبلوماسي الروسي قائلاً: الإسكندر المقدوني هزم داريوس في العام 331 قبل الميلاد لأنه نفّذ خطة حربية كان قد ابتدعها قورش الكبير، مؤسسة الإمبراطورية الفارسية الإخمينية العظمى التي حكمت من المحيط الهندي إلى قزوين، ومن المتوسط إلى الخليج والتي وصلت إلى الصين، وضمت القوقاز واليونان وبعضاً من قلب أوروبا واستمرت لثلاثة قرون.

قورش هزم داريوس على يد الإسكندر، وفي إيران دولة قوية، بعض حلفائها دمروا فرقاً للجيش الإسرائيلي، وبعض حلفائها الآخرين سحقوا جيوش حلفاء واشنطن في اليمن، فهل سيعجزون عن تنفيذ الانتقام؟

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 3