هل يكون لبنان جزءاً من الرد الإيراني على اغتيال زاده؟

يوسف الصايغ _ بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.11.30 - 08:19
Facebook Share
طباعة

أرخت عملية اغتيال كبير علماء الذرة الإيرانيين محسن فخري زاده بظلها على الساحة اللبنانية، وفي وقتٍ برزت فيه مخاوف من حصول عملية اغتيال مشابهة على الساحة اللبنانية، ضمن الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية لتنفيذ علميات أمنية تكون بديلاً عن الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة، رجحت بعض المعلومات أن تنعكس عملية اغتيال زاده على الساحة اللبنانية، من باب إمكانية أن يكون لبنان جزءاً من الرد الإيراني على اسرائيل عبر جبهة الجنوب، خصوصا بعد الكلام الأخير لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني، والذي أشار فيه إلى إنشاء تحالفات من أجل الرد على اغتيال زاده، وهو ما رفع منسوب المخاوف من احتمال ان تكون جبهة جنوب لبنان جزءاً من سيناريو رد إيران الأمني والعسكري على إسرائيل.
في هذا السياق يشير الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد د. أمين حطيط في تصريح لوكالة أنباء آسيا الى أن" الحديث عن دخول لبنان في مخطط الرد على اغتيال زاده متوقف على حجم الرد الإيراني، مؤكداً أن رد طهران سيكون حتمياً، لكن هناك اعتبارات ستراعيها إيران في هذا الظرف، مشيرا الى أن لا خيار أمام إيران سوى الرد، ولكن الخيار متروك لها لتحديد نوعه ومكانه وزمانه، وهذا الرد سيكون في البداية بأيدٍ إيرانية، لأن الأمر يتطلب أن ترد بنفسها دون ان تلجأ إلى تكليف احد من مكونات محور المقاومة".
ويتابع حطيط: "في حال بقي الرد محصوراً بين إيران وإسرائيل فإن لبنان سيكون بمنأى عن مشهد التصعيد، أما في حال تطورت الأمور وتدحرجت بشكل يدفع بإسرائيل إلى استجلاب مساعدة لها واشترك حلفائها إلى جانبها، فهذا يستوجب بالمقابل دخول محور المقاومة إلى جانب إيران، وبالتالي ستكون الجبهات جميعها مفتوحة وستكون الجبهة اللبنانية جزءاً من هذه المواجهة".
وعليه يستبعد العميد حطيط أن "يكون لبنان جزءاً من الرد الإيراني في البداية، مرجحاً أن تبقى المواجهة محصورة والأمور تحت السيطرة، خصوصاً بعد الإشارات التي صدرت اليوم عن الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما من الرئيس بايدن والمقربين منه، ويبدو أن إدارته لا تريد ان تذهب الأمور إلى حرب شاملة، لأن الأمريكي غير مستعد للحرب الشاملة، وكذلك فإن إسرائيل غير قادرة على تحمل نتائج هذه الحرب".

وعن المخاوف من سيناريو عسكري يسبق مغادرة الرئيس ترامب البيت الأبيض وتسلم بايدن لمقاليد الحكم، يشير حطيط إلى ان "الولايات المتحدة دولة مؤسسات وهي دولة عميقة، وحتى ترامب لا يستطيع ان يورط أمريكا بقرار جنوني، لكن إسرائيل تحاول استثمار الوضع، أما في العمق فهناك قرار أمريكي مرتبط بالدولة العميقة ومصالحها". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5