هل يُستخدم الكورونا كسلاح سياسي في الرياضة؟

خاص _ آسيا

2020.11.27 - 05:40
Facebook Share
طباعة

 لقد أصاب وباء فايروس كورونا المستجد بشكل موجع جميع مجالات الحياة البشرية، و للأسف لم تكن الرياضة استثناء، فقد تم إلغاء العديد من المسابقات ، بما في ذلك تلك التي على أعلى مستوى دولي.

بالنسبة للرياضيين والمشجعين الذين فقدوا متعة متابعة رياضتهم المفضلة داخل الملاعب و الصالات ، فإن هذا الوضع يمثل دراما و تراجيديا حقيقية، لكن على ما يبدو فإن هناك أيضًا من يحاول استخدام فيروس كورونا كأداة في المكائد السياسية و أيضا" على أعلى مستوى.

في أوائل شهر نوفمبر الجاري ، أنهت محكمة التحكيم الرياضية (CAS) التي يقع مقرها في  لوزان جلسات الاستماع في قضية الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) والوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (روسادا).

عبر الجانبان من خلال هذه الجلسات عن حججهما ، والآن يعود الأمر للمحكمة للبت في القضية ، فإما أن تتخذ قرارًا لصالح روسيا أو ضدها.

للوهلة الأولى قد نستغرب من هكذا توصيف لقرار محكمة متعلق بقضية رياضية و هذا يعود لأن الحاصل  ليس مجرد نزاع بين منظمتين ، بل مزاعم تتعلق بالرياضة  الروسية بأكملها ، و إلى حد كبير ممكن اعتبارها بأنها تتعلق بروسيا نفسها. 

سيتم الإعلان عن القرار النهائي بحلول نهاية هذا العام، لكن المؤشرات تدل على أنه لن يصدر مع نهاية هذا العام فهناك قوى مهتمة بتأجيل البت في هذه القضية.

دعونا نتذكر سوية" جوهر المطالبات المتبادلة بين طرفي الادعاء.

تطالب الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات الرياضة الروسية بقبول العقوبات المفروضة عليها في ديسمبر الماضي ، حيث اتهمت روسيا بانتهاك قانون مكافحة المنشطات ، ومنعتها لمدة أربع سنوات من إقامة مسابقات رياضية دولية كبرى ، كما منعت الرياضيين الروس من المنافسة في بطولات العالمية والألعاب الأولمبية تحت العلم الوطني.

 من جهتها روسيا تتحدى هذه العقوبات القاسية، دون إنكار حقيقة أن بعض المشاركين الروس في بطولة العالم في السنوات الأخيرة قد أدينوا بتعاطي المنشطات ، لكن تعتقد موسكو أنه ينبغي عليهم تحمل المسؤولية الشخصية .

في حين أن المنظمة العالمية لمكافحة المنشطات فرضت العقوبات على جميع الرياضيين في الاتحاد الروسي ، على الرغم من أنه ، و وفقًا للجانب الروسي لم تقدم الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات دليلًا على استخدامهم المكثف للعقاقير المحظورة.

سبق أن نظرت محكمة التحكيم الرياضية في دعاوى مماثلة ضد روسيا.

 ففي عام 2018 ، برأت محكمة التحكيم الرياضية 28 رياضيًا روسيًا تم استبعادهم مدى الحياة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لانتهاكهم قواعد المنشطات، حيث وجدت المحكمة أنه لا يوجد دليل قاطع على إدانتهم.

من الممكن هذه المرة أيضًا أن تتفق محكمة التحكيم الرياضية كليًا أو جزئيًا مع حجج الجانب الروسي و أن تقوم بإلغاء أو تخيفف العقوبات التي فرضتها عليها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.

و في هذه الحالة ، ستكون روسيا قادرة على المشاركة في المسابقات الدولية الكبرى في عام 2021 تحت العلم الوطني ، ولعل أهمها – استحقاق الألعاب الأولمبية الصيفية بطوكيو.

معارضو روسيا السياسون لا يريدون عودة موسكو إلى الساحة الرياضية العالمية، بما في ذلك في الرياضات الكبيرة. 

و أبرز المستفيدين هي الولايات المتحدة ، التي تعتزم الفوز في الألعاب الأولمبية ، وفقط الصين وروسيا الاقوتان الرياضيتان التي يمكنهما منع الولايات المتحدة من القيام بذلك.

وهذا غير مستغرب فوفقًا لتقاليدها العريقة ، فإن واشنطن في الرياضة تقضي على المنافسين بأساليب غير رياضية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 5