واشنطن أمام خيارين لا ثالث لهما في لبنان: الضغط الزائد يولّد الانفجار

إعداد - سيمار خوري

2020.11.26 - 01:44
Facebook Share
طباعة

 
يبدو أن قدر المنطقة هو انتظار دخول الرئيس الأمريكي الجديد إلى البيت الأبيض، لكشف ملامح سياسته تجاهها، ولبنان ليس استثناءً إن لم يكن في مقدمة دولة المنطقة المتأثرة وفق رأي البعض.
لبنان قد لا يشكل أولوية قصوى في أجندة الإدارة الأمريكية، لكن فيما يخص موضوع ترسيم الحدود فإنه سيكون مفصولاً عن أيّ مسار آخر يتعلّق بلبنان. وهذا ما أكده أكثر من مسؤول أمريكي، وآخرهم ديفيد شينكر الذي أشار في الوقت نفسه إلى استمرار سياسة الضغط بالعقوبات على أحد الأحزاب السياسية الوازنة وحلفائه، مؤكداً أنّ هذا الأمر لن يتوقّف في المستقبل القريب. وحتّى بعد تولّى بايدن الرئاسة، فهو لن يتخلى بسهولة متناهية عن سياسة الضغط على تلك الجهة اللبنانية، وذلك لكون العقوبات تحلّ مكان العمليات العسكرية، بل إنّه قد يستغلّ هذه العقوبات للوصول إلى نتيجة في وقت لاحق.
بحسب تقارير إعلامية، فإن بايدن يختلف مع ترامب على تفصيل واحد، وهو أنه يرى عدم وجود مصلحة لواشنطن في انهيار لبنان، ليس حباً بهذا البلد، ولكن خوفاً من استغلال قوى إقليمية ودولية لأي انهيار والولوج إلى تلك الساحة اقتصادياً ومالياً ومن بوابة المساعدات، فروسيا والصين عرضتا أكثر من مرة على لبنان مشاريع فيما يتعلق بالطاقة وإقامة معامل واستثمارات، لكن الفيتو الأمريكي عبر الأفرقاء اللبنانيين المؤثرين كان حاضراً، اما في مرحلة الانهيار حتى هؤلاء الذين يُحسبون على المحور الغربي لن يكونوا فعالين في منع جهة أخرى تتقدم لملء فراغ في جزء من الساحة اللبنانية، وتستقطب الناس الذين باتوا منهكين معيشياً.
الصحفي والكاتب اللبناني خضر عواركة لمّح في منشور على صفحته الشخصية في "فيسبوك" إلى أن واقع ٦ ملايين لبناني واثنين مليون سوري وفلسطيني ومليون من الأفريقيين والآسيويين سيأكلون ويشربون وينيرون بيوتهم من منتجات (فارس والشام) إذا انهار اقتصاد البلد، معتبراً إحدى التقارير التي قدمتها قناة لبنانية رسالة شجاعة للأمريكيين لإنقاذ لبنان وعدم المضي في سياسة المناكفات ، في الوقت الذي يقوم فيه نتنياهو بالضغط عبر لوبي اسرائيلي من ضمنه عرب ولبنانيين في أمريكا لتحطيم اقتصاد لبنان بشكل كامل.
من جهته، يتفق مصدر خاص مع ما قاله عواركة ويضيف: الأمريكيون أمام خيارين لا ثالث لهما، إما المضي بسياسة التضييق على لبنان استجابةً للكيان الإسرائيلي، وبالتالي تدمير الاقتصاد اللبناني، ما سيجعل هذا البلد يتجه إلى من تخشى واشنطن أن يذهب إليهم، أو أن تقوم الولايات المتحدة بتهدئة اللعب و إبداء مرونة في تشكيل الحكومة، والكف عن سياسة العقوبات، لأن الوضع الداخلي لا يحتمل.
ويختم المصدر بالقول: على واشنطن أن تدرك بأن تدهور الوضع اللبناني اقتصادياً سيؤدي إلى منعكسات سياسية وأمنية، ما سيجعل الإدارة الأمريكية الجديدة أمام تحدٍ صعب للغاية لتبدأ عهدها به، وفق قوله.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4