الحكومة اللبنانية العتيدة مؤجلة بفعل التجاذبات ..ودور السفيرة الأمريكية المعرقل لتشكيلها

إعداد - جميل يوسف

2020.11.23 - 02:55
Facebook Share
طباعة

 
لا يمكن الاستعانة بعصا سحرية لقلب الواقع اللبناني المثقل بالتحديات والتعقيدات والخلافات، حيث يتصدر ملف تشكيل الحكومة قائمة تلك الاستحقاقات المستعصية.
المباحثات والمشاورات بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري لا تزال مستمرة، دون الخروج بمعلومات قد تجعل اللبنانيين يتنفسون الصعداء.
أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا قادة لبنان في بيان له إلى الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة والاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني.
فيما كان الرئيس اللبناني ميشال عون قد دعا إلى تحرير عملية تشكيل الحكومة الجديدة من التجاذبات والاستقواء، في ظل الأوضاع الضاغطة التي يمر بها لبنان والتي تقتضي وجود حكومة فعّالة.
من جهته، اعتبر الوزير السابق ​غازي العريضي​ أن المرحلة تتطلب أن نتطلع إلى ​لبنان​ من المحيط، وأن نقرأ ما يجري في المحيط من لبنان، وأن ما يجري في المرحلة الحالية هو استكمال لما جرى في العقود الاخيرة، وأن ما نعيشه اليوم هو نهاية الفصل الأخير من حرب 1975، خاتماً بالقول: "إننا نواجه مأزقاً حقيقياً، لأننا دخلنا في دائرة ارتدادات وانعكاسات ​الانتخابات الأمريكية"​.
في حين شدد الصحافي جوزيف أبو فاضل على أن الحكومة عالقة بين مطالب ترضي الغرب والأمريكيين بشكل خاص، والعقوبات التي تخيف كل المسؤولين في لبنان دون استثناء، وبين عملية إسقاط الوزراء في الحكومة، وفق رأيه.
ورأى الوزير السابق مروان شربل أن عدم تشكيل الحكومة يعود بالدرجة الاولى إلى عدم إتمام المصالحة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري قبل إجراء الاستشارات النيابية وتسمية الحريري كي يمر التأليف.
وفيما يتعلق بفرض العقوبات الأمريكية على البعض ووضع فيتو على وجود بعض القوى في التشكيلة الحكومية، قال النائب حسن فضل الله :إذا كان الأمريكي يتدخل بتشكيل الحكومة اللبنانية ويشترط عدم تمثيلنا فيها ،عندها سنتمسك أكثر بموضوع التمثيل في وجه الأمريكي وشروطه لا في وجه الأفرقاء اللبنانيين.
التباين في الموقفين الأمريكي والفرنسي لا زال موجوداً على الرغم من الحديث عن تنسيق كامل بينهما إزاء الملف اللبناني عموماً، وجزئية التشكيلة الحكومية وفق بعض المصادر.
فالجانب الفرنسي محاصر بمهلة زمنية منحها للطبقة السياسية، ويعمل من دون الحديث عن قضايا الفساد، لإعادة تدوير الطبقة السياسية وتشكيل حكومة بمشاركة أحد الأحزاب الوازنة، على خلاف الموقف الأمريكي، إذ فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على جبران باسيل، كما ترفض أي وجود وزاري لذلك الحزب الوازن في الحكومة.
من جهته، يقول مصدر خاص مقرب من التيار الوطني الحر لوكالة آسيا: إن السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا تلعب دوراً سيئاً للغاية، إذ أن مهمتها تكمن في عرقلة أي حل في لبنان حالياً ريثما يتبلور المشهد داخل الولايات المتحدة.
ويختم المصدر بالقول: ما تقوم به شيا حالياً يذكّرنا قليلاً بدور كونداليزا رايس عام 2006، مع الفرق في التراتبية الوظيفية، لكن الهدف واحد، ولا تخفي المعلومات اهتمام السفارة الأمريكية في بيروت بملف المصارف والبنوك والحركات المالية، إذ تستغله كمصدر للمعلومات فيما يتعلق بالعقوبات التي فُرضت أو التي سيتم فرضها على شخصيات لبنانية وفق المصدر.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2