قرار أمريكي بتصفية كل من يتواصل مع دمشق: "شرق الفرات" مسرح جديد لـ "بلاك ووتر"

نضال الفارس - وكالة أنباء آسيا

2020.11.21 - 08:40
Facebook Share
طباعة

 كشفت مصادر كردية لـ "وكالة أنباء آسيا" أن قادة القوات الأمريكية المتمركزة في "حقل العمر النفطي عقدت اجتماعاً مع عدد من الشخصيات القيادية في "قوات سورية الديمقراطية"، داخل الحقل يوم أمس، على إثر اجتماعها مع أعضاء "المجلس المدني بدير الزور"، التابع لـ "الإدارة الذاتية". وبحسب المعلومات فإن الاجتماع حضره عدد من الشخصيات المرتبطة بـ "حزب العمال الكردستاني" المتواجدين كقادة لقطاعات ريف دير الزور الواقع إلى الشرق من نهر الفرات، والبادية الممتدة إلى ريف الحسكة الجنوبي.

الاجتماع حمل تطميناً من القوات الأمريكية بأن "كوادر الكردستاني" لن تجبر على الخروج من مناطق ريف دير الزور والحقول النفطية، وهو أمر تطالب به العشائر العربية التي تعيش في المنطقة، إلا أنه من المتوقع أن تعلن "قسد" عن فك الارتباط مع "الكردستاني" خلال المراحل القادمة كواحد من الشروط التركية الموضوعة لتسوية ملف الشمال بشكل نهائي وتجنب ذهاب أنقرة إلى عملية عسكرية جديدة في الداخل السوري ضد "قسد".

أبرز ما ورد في الاجتماع بحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة أنباء آسيا من مصدر فضل عدم الكشف عن هويته، أن القوات الأمريكية أبلغت الحاضرين عزمها على تصفية أي شخص من وجهاء العشائر العربية يقوم بالتنسيق أو التواصل مع الدولة السورية فيما يخص ملف الحقول النفطية واحتمالية أن يعمل لصالحها في المنطقة التي تنتشر فيها القوات الأمريكية شرق نهر الفرات.

ولفت المصدر إلى أن اغتيال شيخ قبيلة العكيدات "امطشر الهفل"، قبل ثلاث أشهر كان واحدة من الخطوات الأمريكية المتخذة لمنع حدوث أي تنسيق بين العشائر العربية ودمشق بخصوص التأسيس لمقاومة شعبية ضد الوجود الامريكي في المنطقة، وهو واحد من الملفات التي كان "امطشر" قد عمل عليها خلال الأشهر الأخيرة من حياته، كما أنه كان قد رفض قبل أيام من اغتياله حضور اجتماع مع القائد العام لـ "قسد"، المدعو "مظلوم عبدي"، ومثّل العشائر العربية فيه عدد من الوجهاء الموالين لـ "قسد".

المصدر أشار إلى أن شركة "بلاك ووتر"، الأمنية المتورطة باغتيال شيخ قبيلة العكيدات، دربت مجموعات من العاملين لصالح القوات الأمريكية على تنفيذ عمليات الاغتيال بشكل سريع في المنطقة، والتي سيكون من بين أساليبها زراعة العبوات الناسفة وعمليات القنص، وليس من المستبعد أن يكون الهجوم المباشر على مقر إقامة المستهدفين بقائمة الاغتيالات الأمريكية من ضمن السيناريوهات المستخدمة من قبل المجموعات التي دربت ضمن معسكر يتبع للقوات الأمريكية بالقرب من قاعدتها العسكرية في مدينة الشدادي النفطية.

وتواصل القوات الأمريكية عملية تدريب قوة مؤلفة من نحو ٢٠٠٠ مقاتل ليكونوا عناصر حماية لـ "المنشآت النفطية" تحت مسمى "القوة العربية"، الموالية للتحالف الذي تقوده واشنطن، وبحسب المعلومات، فإن هذه القوة تقسم على معسكري تدريب حالياً، الأول بالقرب من مدينة الشدادي، والثاني بالقرب من "صوامع صباح الخير"، الواقعة ضمن منطقة صحراوية مكشوفة إلى الجنوب الغربي من مدينة الحسكة بحوالي ٢٠ كم، ما يسهل عملية مراقبة وحراسة هذا المعسكر من قبل القوات الأمريكية.

يذكر أن ابراهيم الهفل، شقيق الشيخ "امطشر الهفل"، كان قد أكد لـ "وكالة أنباء آسيا"، في حديث نشرته خلال شهر أيلول الماضي، وجود تنسيق بين وجهاء القبيلة مع الحكومة السورية، كما أكد حينها أن المهل التي أعطيت للقوات الأمريكية لتطبيق الشروط التي قدمتها العشائر العربية، كانت مرهونة بالمواجهة السلمية من قبل المدنيين في المنطقة نظراً لعدم وجود القدرة العسكرية للمواجهة مع "قسد"، ومن خلفها القوات الأمريكية، إلا أن الأخيرة استخدمت أسلوب المماطلة لإنهاء حالة التوتر التي شهدتها المنطقة إبان اغتيال "الهفل"، بما أسهم بلفلفة الملف دون أي مواجهة أو تقديم تنازلات للعشائر العربية من قبل "قسد"، أو القوات الأمريكية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7