السوريون غاضبون و"المعارضة" تتشفى: اعتداء إسرائيلي"تضخمه" تل أبيب وتقلل دمشق من تأثيره

نضال الفارس - وكالة أنباء آسيا

2020.11.18 - 09:57
Facebook Share
طباعة

 نشر المتحدث بإسم جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم، الأربعاء، تسجيل فيديو يظهر بحسب زعمه استهداف مواقع للجيش السوري والقوات الإيرانية في سورية والذي كان قد وقع في ساعة مبكرة من فجر اليوم، وكان قد أشار في وقت سابق إلى أن العملية استهدفت أربع نقاط أساسية من بينها مقر قيادة الفرقة السابعة بريف دمشق الجنوبي، ونقاطاً اطلقت منها مضادات أرضية استهدفت الطائرات الإسرائيلية المنفذة للهجوم.

 ويأتي الاعتداء الإسرائيلي الأخير بعد إعلان "ادرعي"، صباح الثلاثاء عن اكتشاف حقل عبوات ناسفة مزروعة خلف خط "ألفا" المحدد كخط أخير لانتشار القوات السورية بالقرب من شريط الفصل تبعاً لاتفاق فض الاشتباك الساري منذ العام ١٩٧٣، الأمر الذي اعتبرته قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه من تنفيذ القوات الإيرانية العاملة في سورية.

تشير مصادر ميدانية خلال حديثها لـ "وكالة أنباء آسيا" إلى أن زراعة عبوات ناسفة ضمن منطقة فض الاشتباك يمثل فشلاً للتعزيزات الأمنية الإسرائيلية المنشورة على طول الشريط، الأمر الذي سيدفع قوات جيش الاحتلال لتنفيذ عمليات تمشيط لكامل قطاع شريط الفصل وفي عمق الأراضي المحتلة خلال الأيام القليلة القادمة، لافتةً إلى أن الكيان الإسرائيلي كان قبل فترة قد رمى منشورات ورقية ضمن الأراضي السورية يهدد فيها المدنيين وعناصر الجيش السوري من الاقتراب من شريط الفصل أو التعاون مع ما أسماه بـ "خلايا حزب الله"، التي يدّعي بأنها تنشط في المنطقة.

تؤكد المصادر أن الضربات الجوية الأخيرة التي نفذت بعدد محدود من الصواريخ أطلقت من عمق الأراضي المحتلة، وأنها لم تنجح بالشكل الذي يتم الحديث عنه في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وقد تسببت بأضرار محدودة، وعلى ما يبدو فإن جيش الاحتلال لا يملك معطيات حقيقية كما يزعم حول مواقع الجيش السوري، ففي الوقت الذي زعم فيه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باستهداف مقر قيادة الفرقة السابعة، فإن الاستهداف طال إحدى النقاط العسكرية البعيدة نسبياً عن مقر الفرقة، وهي نقطة ارتكاز مؤقت لإحدى النقاط العسكرية لحماية وتأمين القرى المحيطة بالنقطة، وأقيمت في مقر كتيبة دفاع جوي مهجورة حالياً، كما تؤكد المصادر أن المعلومات التي روجتها بعض المواقع عن احتمال إصابة قادة رفيعي المستوى من الفرقة السابعة أو سواها من قطع الجيش السوري خلال الاستهداف عارية عن الصحة، وأن نسبة وصول الصواريخ المعادية إلى أهدافها كانت متدنية للغاية نظراً لوضع وحدات الدفاع الجوي في حالة الاستنفار من الدرجة اﻷولى منذ إعلان العدو الإسرائيلي عن اكتشاف لحقل العبوات الناسفة، لكون ردود فعل جيش الاحتلال باتت معروفة بالنسبة للجيش السوري.

يؤكد مصدر خاص لـ "وكالة أنباء آسيا"، إن القوات السورية تعاملت مع الصواريخ المعادية بثلاث أنواع من المضادات الأراضية، هي "باستنر - تورم إم ٢ - أس ٢٠٠"، وفيما يعتبر الأخير من الصواريخ القديمة التي تعمل القوات السورية على تحديثها باستمرار، فإن النوعين الأول والثاني يستخدمان على الارتفاعين المتوسط والمنخفض من عمليات الاشتباك مع الصواريخ المعادية، وقياساً على تعداد الصواريخ المعادية فإن نسبة التصدي في العدوان الأخير كانت مرتفعة.

تؤكد مصادر سورية متابعة أن الوضع الميداني والاقتصادي في سورية من الأسباب التي تدفع دمشق لضبط النفس وعدم الانزلاق في حرب واسعة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال الرد المباشر على الضربات المعادية بضربات مماثلة تنفذ في عمق الأراضي المحتلة، حيث تكتفي الحكومة السورية حالياً بالوضعية الدفاعية ضد أي اعتداء إسرائيلي نظراً لعدم رغبة دمشق بزيادة طين الحرب بلة في ظل وقوف الاقتصاد السوري على حافة الهاوية.

أما عن الموقف الروسي، فيشير مصدر صحفي إلى أن عدم تدخل القوات الروسية في صد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة من خلال وسائط الدفاع الجوي التي تمتلكها، يأتي نتيجة للعلاقات الروسية - الإسرائيلية العميقة من جهة، إضافة لكون الروس يرغبون فعلياً بانسحاب القوات الإيرانية وخروجها من الأراضي السورية، وهذا ما تم الحديث عنه كثيراً في الأوساط السياسية خلال العام المنصرم.

تركز الضربات الصاروخية الإسرائيلية على المحيط الجنوبي والجنوبي الشرقي للعاصمة السورية، وتحديداً في محيط مطاري دمشق الدولي والمزة العسكري، وهي نقاط تزعم قوات الاحتلال الإسرائيلي احتوائها على مقاتلين أو قيادات من الحرس الثوري الإيراني أو حزب الله، وفي الوقت الذي لا يمكن فيه التقليل أو تحجيم خطورة هذه الاستهدافات المتواصلة منذ ما يزيد عن أربع سنوات، فإن نتائج أي من الاعتداءات يتم المبالغة فيها من قبل وسائل الإعلام، وتقول مصادر عسكرية إن ضربة جوية بسيل من صواريخ "أرض - جو"، كان من المفترض أن تحدث تدميراً كاملاً للنقاط المستهدفة، وأن توقع خسائر بشرية كبيرة قياساً على تطور الأسلحة الإسرائيلية التي يتم الحديث عنها، فيما أكد المصدر العسكري الرسمي في بيان حول العدوان الإسرائيلي، بأن الخسائر البشرية اقتصرت على وفاة ٣ من عناصر الجيش السوري، وإصابة رابع.

خارطة الاعتداءات الإسرائيلية المنفردة، أو المشتركة مع القوات الأمريكية خلال السنوات السابقة تشمل "محيط دمشق"، مطاري "التيفور - الشعيرات"، الواقعين إلى الشرق من محافظة حمص - مراكز البحوث في كل من "مصياف - اللاذقية - جمرايا بريف دمشق"، إضافة إلى نقاط تنتشر فيها القوات الرديفة والصديقة للجيش السوري جنوب حلب، كما تم تسجيل عدد من الاستهدافات لمواقع القوات المدعومة من الحكومة الإيرانية بريف دير الزور الجنوبي الشرقي (البوكمال ومحيطها).

"محاربة الوجود الإيراني في سورية"، هي الحجة التي تعمل من خلالها قوات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية، وتأتي ضمن محاولة الضغط على الحكومة السورية لإبلاغ الحكومة الإيرانية بضرورة سحب قواتها من الداخل السوري، إضافة لدفع دمشق نحو إخلاء المواقع التي يتواجد فيها "حزب الله"، الأمر الذي كررت رفضه الحكومة السورية في أكثر من مناسبة على اعتبار أن المعركة ضد المجموعات التكفيرية هي من استوجبت وجود القوات الصديقة من إيران وحزب الله وروسيا، وبالتالي لا يمكن إنهاء وجود هذه القوات إذا لم يتم حسم المعركة بشكل نهائي مع التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها "جبهة النصرة".

على مواقع التواصل الاجتماعي يلمس حالة من الغضب الشعبي السوري من الاعتداءات المتكررة وعدم رد الحكومة السورية عسكرياً على هذه الاعتداءات، وفيما يهاجم الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الوجود الروسي غير النافع في حماية الأجواء السورية من الاعتداءات الإسرائيلية، فإن فريقاً آخراً يعتبر أن الوجود الإيراني هو السبب ولابد من تحقيق انسحاب القوات المحسوبة على طهران من الميدان السوري لإفقاد الحكومة الإسرائيلية الحجة في مواصلة الاعتداءات، الأمر الذي يتزامن مع تحويل المنصات الإعلامية المحسوبة على القوى السياسية المعارضة والمعادية لدمشق موضوع الاعتداءات للسخرية من الحكومة، متهكمين على جملة "في الوقت والزمان المناسبين"، وقد رصدت "وكالة أنباء آسيا"، عدداً كبيراً من التعلقيات على منشورات المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي "افخاي أدرعي"، تهلل للضربة، ومن بين المعلقين أشخاص يحملون الجنسية السورية وآخرون من جنسيات عربية أخرى.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2