بين الأمريكي والفرنسي.. كيف ستُحل عقدة الشروط التعجيزية للقوى الدولية في لبنان؟

إعداد روبير عويدات

2020.11.17 - 12:50
Facebook Share
طباعة

 
اتجهت الأنظار المحلية إلى باريس، ‏حيث يحضر الملف اللبناني، في اجتماعين متتاليين. الأول، يجمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موفده باتريك ‏دوريل الذي زار بيروت الأسبوع الماضي، لوضعه في أجواء اتصالاته مع القيادات اللبنانية. والثاني، يجمع سيد ‏الإليزيه إلى وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، وبحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة فإن هذه المحادثات من الصعب أن تحقق خرقاً في ‏المشهد اللبناني في ظل تصلب كل القوى السياسية وتمسّكها بشروطها، وفق المصادر.
فيما أفادت معلومات صحافية أن لقاءً سرياً جمع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة ‏سعد الحريري عصر أمس في قصر بعبدا، إلا أنه لم يسجل أي تقدم وأبقى العقد على حالها.
الخارجية الأمريكية أصدرت بياناً قالت فيه إنّ الوزير مايك ‏بومبيو بحث مع المسؤولين الفرنسيين في ما سمّاه تأثير إحدى القوى اللبنانية الوازنة سلبياً في لبنان، والجهود التي تقوم بها واشنطن في اتجاه ‏تشكيل حكومة استقرار وإصلاحات في لبنان".
فيما أشارت فرنسا إلى أنها "‏وافقت على استقبال بومبيو بِطَلب منه، وفي شفافية كاملة مع ‏فريق الرئيس (الأميركي) المنتخب جو بايدن"، في وقت تدعو الحكومة ‏الفرنسية إلى إعادة بناء العلاقة عبر ضفّتَي الأطلسي بمناسبة ‏تبدل الإدارة الأمريكية، وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس ‏برس : كان من الطبيعي ومن اللائق تجاه المؤسسات الأمريكية، أن ‏يتم استقباله ، لأنّ ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تستمر حتى ‏‏20 كانون الثاني المقبل.‏
لكن مصادر أخرى رأت بأن حرص الأمريكيين على التقدم بطلب للقاء ماكرون للتباحث فيما يخص لبنان، يعني بأن واشنطن مهتمة للغاية بهذا البلد ولن تترك لغيرها دوراً مركزياً للتأثير، ولعل مسألة التمديد لمدير مخابرات الجيش طوني منصور، وتلقيه دعماً أمريكياً، إشارة على بعض المفاصل التي تهم واشنطن، وتضيف المصادر: قد تتفق الولايات المتحدة مع فرنسا على تعيين الأخيرة كوكيل دولي للعمل في لبنان ، لكن الإرادة الأمريكية يجب أن تكون حاضرة في أدق تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية المزمع هندستها عبر الحكومة المنتظرة وفق قولها.
الأمريكيون متمسكون بموقفهم الرافض لتمثيل أحد الأحزاب الوازنة في لبنان ضمن الحكومة، وهو ما يعتبره الحريري مطلباً تعجيزياً، لأن ذلك الحزب من بين الأقوى، وله تمثيل شعبي واسع، وكتلة نيابية ووزارء في كل الحكومات المتعاقبة ، بالتالي من الصعب تحييده.
وفي المقابل، تسود قناعة في الإليزيه بأن العوامل الداخلية ليست وحدها ما يعيق ‏التقدم في عملية تشكيل الحكومة، ولا يبدو الرئيس الفرنسي مرتاحاً لتوقيت العقوبات ‏الأمريكية على باسيل، ويعتقد أنها زادت الأمور سوءاً، لكن هذا لا يلغي الاعتقاد ‏الراسخ بأن كل الأطراف اللبنانية لم تقدم ما هو مطلوب منها للدفع باتجاه إحداث خرق ‏جدي يعيد إحياء المبادرة الفرنسية.‏
يأتي ذلك مع معلومات تتناقلها وسائل الإعلام اللبنانية حول تمسك فرنسا بتسمية وزيري المال والطاقة، إضافةً لمعلومات أخرى تتحدث عن نية فرنسا تفعيل دورها في المنطقة انطلاقاً من لبنان، لا سيما بعد النشاط التركي سياسياً في المنطقة والذي يغضب باريس.
من جهته، تساءل الوزير جبران باسيل مغرداً: هل من الصدفة التزامن بين صفقة القرن والحصار الاقتصادي والمالي على لبنان؟ ام هو تقاطع مقصود؟
بينما غرد غسان عطا الله وزير المهجرين السابق قائلاً: "أرجأ رئيس الجمهورية الاستشارات أسبوعاً لمعالجة بعض المشكلات العالقة فقامت الدنيا ولم تقعد، أمّا اليوم فلا نسمع أحداً يطالب الرئيس المكلّف بالإسراع في التأليف وبإيجاد الحلول، للأسف كل يوم نتأكد أنّ الهجوم مركّز على جهة واحدة لأسباب بات الجميع يعرفها" .
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3