الجمعيات الخيرية اللبنانية.. سند لآلاف العائلات المحتاجة في ظل غياب الدولة وتفاقم الأزمة الاقتصادية

وكالة أنباء آسيا-غنوة طعمة

2020.11.17 - 12:27
Facebook Share
طباعة

 
يخوض الشعب اللبناني منذ أشهر عدة، أي منذ اشتداد الأزمة الاقتصادية الخانقة، معركة تقشف كبيرة لتأمين لقمة العيش وشراء الأساسيات من الاحتياجات، وخاصةً بعد ارتفاع الأسعار الجنوني وأزمة الدولار، والتي يرى مراقبون أن لا أفق لحلها في المستقبل القريب.
وعلى الرغم من كل هذه المصاعب في الواقع اللبناني، إلا أن وجود جمعيات خيرية على الأراضي اللبنانية، كان ولا يزال بمثابة الضوء الذي ينير عتمة الأيام بالنسبة للعديد من اللبنانيين، الذين باتوا بحاجة إلى أي دعم وعلى الصعد كافة.
في هذا السياق، أجرت وكالة أنباء آسيا سلسلة مقابلات مع عدد من القائمين على بعض الجمعيات الخيرية اللبنانية، والتي كان لها الأثر الكبير في إحداث تغيير إيجابي في حياة العديد من العائلات، من خلال تقديم ما تيسر من الحاجيات الضرورية لها.
-بنك الغذاء اللبناني: 250 جمعية على كل الأراضي اللبنانية
تعرف "ود اللبان" منسقة الجمعيات ببنك الغذاء اللبناني، عن المؤسسة قائلة: "مؤسسة بنك الغذاء اللبناني مؤسسة غير حكومية تأسست عام 2014، وهي متخصصة بتوزيع الغذاء كما يشير اسمها".
وتقول اللبان: "تقوم المؤسسة شهرياً بتوزيع صناديق مؤونة غذائية تكفي لـ 4 أشخاص لمدة شهر كامل، ولعبت المؤسسة دوراً كبيراً ومهماً في كل الأزمات التي حلت بالبلاد، من خلال مد يد المساعدة للمحتاجين وإغاثتهم، وآخرها الانفجار المروع الذي حصل في مرفأ بيروت، إذ تم توزيع طعام ساخن للأفراد والعائلات التي فقدت منازلها و مطابخها، على مدى 14 يوماً".
وعند سؤالها عن استمرارية عمل المؤسسة في ظل الظروف الصعبة التي يتخبط فيها لبنان، قالت اللبان لـ"آسيا": "ترتبط استمرارية المؤسسة بمدى حصولها على التبرعات، لتوزيعها على أكبر عدد من المحتاجين، وبخاصة حليب الأطفال والحفاضات للصغار وكبار السن، ومواد أولية للطبخ".
وتضيف اللبان: "لدينا 250 فرع للجمعية في كل لبنان، وعملنا لا يقتصر فقط على العاصمة بيروت، نتواجد في 26 قضاءً من الشمال إلى الجنوب، إلى طرابلس وسير الضنية والمنية، إلى عكار وعرسال وبعلبك والهرمل وبريتال، والبقاع الغربي والأوسط، والمتن وبشري وزغرتا".
وتتابع اللبان قائلة: "الحمل كبير على عاتقنا، وتعتبر مؤسسة البنك الغذائي اللبناني، المؤسسة الوحيدة التي تغذي كل الجمعيات في لبنان وهي تتمتع بالشفافية الكاملة، وكل متبرع يمكنه أن يكون معنا على الأرض لمزيد من الصدقية".
مؤسسة "طوارئ": مساعدة العائلات المحتاجة في طرابلس
هي منظمة غير حكومية تأسست عام 1992 في لبنان في منطقة "طرابلس المينا".
مهمتها توفير المستلزمات الغذائية لحوالى 600 أسرة محتاجة تعاني ظروفاً اقتصادية صعبة على مستوى لبنان.
تقول مايا حبيب حافظ، رئيسة مؤسسة الطوارئ، لـ"آسيا": "تعمل المنظمة من خلال مركز في طرابلس يفتح أبوابه كل يوم سبت للأُسر، وكل أسرة لديها الفرصة لزيارة المركز يوم سبت واحد في الشهر".
وتضيف حافظ قائلة: "تقدم المنظمة شهرياً للعائلات، ثياباً مجانية وجميع أنواع الأطعمة ومستلزمات النظافة، إضافة إلى حليب وحفاضات للأطفال، ومؤخراً افتتحت المنظمة سوقاً للفواكه والخضروات، وكذلك بدأت تقدم وجبات من الطعام المطبوخ الساخن للعائلات".
وتتابع حافظ قائلة: "طرابلس تعاني فقراً مدقعاًً، وبسبب الاحتياجات المتزايدة في لبنان بشكل عام؛ ومنطقة طرابلس بشكل خاص، في ظل الضائقة الإقتصادية التي يغرق فيها البلد، نسعى جاهدين لمساعدة أكبر عدد ممكن من العائلات شهرياً".
-منظمة "Together Stronger": تغطية 8000 حصة غذائية
يعرف الخبير الاقتصادي الياس نصار رئيس جمعية Together Stronger Lb عن الجمعيات قائلا: "نحن مجموعة من ثلاث جمعيات مجتمعة هي Together Stronger Lb وجمعية الشهيد لؤي فرحات، وجمعية شجن للإغاثة الإنسانية".
ويضيف نصار في تصريحات لـ"آسيا" أن "كل جمعية لها عمل معين تقوم به، كتأمين مساعدات غذائية تتضمن المواد الأساسية مثل السكر والطحين، والعدس والبرغل والحمص، والملح والفاصوليا والمعكرونة، والزيت والجبنة، بالإضافة إلى الخبز، كما نؤمن الأدوية والحليب والحفاضات للأطفال".
ويتابع قائلا: "مؤخرا بدأنا بتوسيع الخدمات، إذ أصبحنا ننظر في الحالات التي لا تملك فرشات وأسرّة للنوم، وأيضا الأفراد الذين لا يمتكلون ثيابا وألعاب أطفال".
وعن انطلاق عمل الجمعيات، قال نصار: "بدأنا في شهر آذار 2020 أي عندما بدأ فيروس كورونا بالانتشار، وبعد انفجار بيروت، استطعنا تغطية حوالى 8000 حصة غذائية خلال 15 يومًا، وُزعت على العائلات والمدارس والمستشفيات الميدانية، وعلى دور المسنين، وحتى اليوم تقوم الجمعيات بتقديم الطعام الجاهز كل إثنين وجمعة".
أما عن التحديات والصعوبات التي تواجهها الجمعيات حالياً، يقول نصار: "التحديات باتت كبيرة جدا، خاصةً وأن عدد العائلات المحتاجة يزداد يومًا بعد يوم، الحاجة تكبر يومياً، كما أنّ "كورونا" سبب لفريق المتطوعين الذي يتألف من 60 شخصاً إرباكاً في بعض الأحيان من ناحية التنقل والوصول إلى الأماكن التي نريد إيصال المساعدات إليها".
-أركانسيال Arcenciel: كل شخص لديه القدرة للتغلب على إعاقته
وهي منظمة لبنانية غير ربحية تأسست عام 1985، خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وتم الاعتراف بها كمنظمة غير حكومية ذات مصلحة عامة عام 1995.
هدف Arcenciel الرئيس، هو العمل مع كل شخص محتاج ويعاني صعوبات، بهدف تأمين دمجه في المجتمع.
وتهدف المنظمة أيضاً إلى تعزيز السياسات الوطنية بقوة في جميع القطاعات التي تنشط فيها، مع الحفاظ على موقف حيادي غير طائفي وغير سياسي.
تؤكد جمعية Arcenciel على مبادئ التكامل الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص والمجموعات المهمشة في المجتمع، وهي تعتقد أن كل شخص ، بغض النظر عن خطورة إعاقته، قادر على التغلب على الإعاقة والمساهمة في المجتمعات التي يعيش فيها.
تدعم Arcenciel تنوع المجتمع ، وتشجع على استدامة الموارد الطبيعية وحفظها في جميع جوانب عملها.
ومن أجل تحقيق تنمية مستدامة، تعمل الجمعية على ثلاثة أبعاد:اجتماعي، من خلال إشراك ودعم الأشخاص والمجموعات المستضعفة في جميع النشاطات. بيئي، من خلال المحافظة على الموارد الطبيعية. واقتصادي من خلال تأمين أقصى درجة من الاستقلالية المادية للبرامج، ضمانة لاستمراريتها.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7