ماذا يعني تلويح المبعوث الفرنسي إلى لبنان بدعم المنظمات المدنية إن لم تتشكّل حكومة الاختصاصيين؟

إعداد - كميل عريبي

2020.11.13 - 01:55
Facebook Share
طباعة

 
تنشغل وسائل الإعلام اللبنانية بزيارة المبعوث الفرنسي باتريك دوريل، ثمّة الكثير من الأسئلة تراود اللبنانيين، سياسيين وصحافيين؛ بل ومواطنين: هل سيستطيع الرجل تقديم مخرج أو حل للتشكيلة الحكومية، أم أنه جاء لزيادة الضغط على السياسيين اللبنانيين، بالتزامن مع التلويح بفرض عقوبات أمريكية جديدة على شخصيات لبنانية؟
صحيفة الديار قالت وفقاً لمعلوماتها، إن دوريل لم يحمل معه أي مبادرة، ولم يهدد بأي عقوبات، وكانت جولته استطلاعية، حثّ خلالها المسؤولين اللبنانيين على الإسراع في تشكيل حكومة اختصاصيين، خصوصاً في الوزارات التي تحتاج إلى اصلاح، لكنه تحدث عن موافقة جميع الأطراف عليها، ووفقاً للمعطيات؛ فإن كل الأطراف لا تزال على مواقفها.
فيما تؤكد أوساط بارزة في تيار المستقبل أن التشكيلة الوزارية لا تزال غير منجزة حتى الآن، والعقد التي اصطدم بها التشكيل لا يبدو أنها ستجد طريقها إلى الحل قريباً، لأن الفريق الآخر لم يقدم حتى الآن التنازلات المطلوبة التي تلبي تطلعات الرئيس الحريري الذي أبلغ الموفد الفرنسي أنه غير مسؤول عن التعثر الحكومي، ويجب على باريس الضغط على الجهات المعرقلة كي تتنازل عن "سقوفها العالية" والتي تعيد عملية التأليف إلى الطريق الصحيح، بحسب قول مصادر التيار.
كذلك، فقد أعلنت مصادر قريبة من الرئيس المكلف سعد الحريري أنه تم، خلال لقائه والموفد الفرنسي باتريك دوريل ، التأكيد مجدداً على أهمية تأليف حكومة اختصاصيين غير حزبيين لوقف الانهيار، عبر تطبيق البرنامج الإصلاحي الذي تم التوافق عليه في اجتماعات قصر الصنوبر وإعادة إعمار ما تهدّم عقب انفجار مرفأ بيروت.
في حين قالت صحيفة الجمهورية إنّ الموفد الفرنسي لا يملك عصا سحرية، وأنّ الكلام عن تهويل باريس باستخدام عصا غليظة ليس في محله، وإنما ستكتفي بتحذير المسؤولين من المصير الذي سيَلقاه لبنان في حال استمرت المراوحة في التأليف، بسبب الأزمة المالية، وعدم قدرة الدولة على فَرملة الأزمة المتدحرجة من دون المساعدات الخارجية.
بينما تساءلت صحيفة الأنباء عن أي تشاور يتحدث الرئيس عون، وهو الذي أجرى الاستشارات الملزمة لتكليف الرئيس الحريري، ثم عقد ستة لقاءات معه وصفت بالإيجابية وفق مكتبه الإعلامي، وكان استطلع رأي مختلف القوى السياسية سابقاً بعد تكليف مصطفى أديب ولم يصل إلى نتيجة؟
وفي سياق متصل، أشارت أوساط ديبلوماسية ان دوريل لا يحمل مبادرة او خطة، إنما رسالة تحذير واضحة وشديدة اللهجة مفادها "هل تريدون المبادرة الفرنسية أم لا، هل تراجعتم عن التزاماتكم وتعهداتكم التي قطعتموها للرئيس ماكرون في السفارة؟"، وأفادت أن دوريل سيعلن في نهاية زيارته النتائج، أما أن يتم تشكيل حكومة سريعاً وفق المعايير الفرنسية من اختصاصيين قادرين على تنيفذ الإصلاحات والورقة الفرنسية، وأما سيكون لباريس موقف متشدد، وستتعرض الطبقة السياسية إلى عقوبات قاسية. بيد أن ذلك لا يعني ترك الشعب، بل ستمضي فرنسا في تقديم المساعدات عبر المنظمات غير الحكومية.
في حين ترى مصادر وكالة آسيا بأن زيارة الموفد الفرنسي كانت بتنسيقٍ عالٍ مع واشنطن، إذ أن دوريل هدد بوقف أي مساعدات للدولة واقتصارها على المنظمات المدنية غير الحكومية، بالتزامن مع تلويح واشنطن بفرض عقوبات جديدة على شخصيات لبنانية، وتضيف المصادر بأنه بالعودة لحديث دوريل عن المنظمات المدنية غير الحكومية، فإن ذلك قد يفتح الباب أيضاً لحراك جديد من بوابة تلك الجمعيات، كما قالت المصادر .
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5