اتفاقيات سورية روسية خلال مؤتمر عودة اللاجئين السوريين..ولبنان يعلن عن قرب ترحيل اللاجئين بالاتفاق مع موسكو

وكالة أنباء آسيا – نور ملحم

2020.11.12 - 11:26
Facebook Share
طباعة

 اختتم اليوم الخميس 12 تشرين الأول- نوفمبر، المؤتمر الدولي الأول حول عودة اللاجئين السوريين، والذي عقد على مدى يومين متتالين في قصر المؤتمرات بدمشق، بمشاركة نحو 27 دولة و12 منظمة دولية غير حكومية، ناقش فيه الحاضرون سبل إعادة السوريين الذين أجبرتهم الحرب على مغادرة البلاد ووضع حد لمعاناتهم، في ظل غياب لممثلي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومعظم دول الخليج. 

وأشار معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان في تصريح لوكالة أنباء آسيا أن "أسباب الأزمة التي تعيشها سورية، والأسباب التي دفعت السوريين لهجرة بلدهم تتعلق بجوانب عدة، أولها الإرهاب الذي استهدف المدنيين في مناطق كثيرة من سورية، وأجبرهم بالقوة على مغادرة البلد أو النزوح داخلياً، إضافة إلى الإجراءات الاقتصادية القسرية التي فرضتها دول تدّعي أنها حضارية ومتقدمة، على الشعب السوري".

وتوصل الوفد اللبناني إلى تفاهمات مع الجانب الروسي حول مسألة اللاجئين السوريين بعد انعقاد الاجتماع الروسي-اللبناني في دمشق، حيث أكد رئيس الوفد اللبناني إلى المؤتمر، وزير الشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية في تصريح لوكالة أنباء آسيا أن معالجة قضية اللاجئين السوريين في لبنان تحتاج إلى متابعة دقيقة ومدروسة من قبل الجانبين بشكل يمكن السوريين من العودة بأقصى سرعة، كون الوضع الاقتصادي الضاغط في لبنان يجبر الدولة اللبنانية على معالجة هذه القضية وإنهائها بالسرعة الممكنة.

ولفت مشرفية إلى أن الحكومة اللبنانية أقرت خطة مع الحكومة السورية لإعادة النازحين، بشرط أن تتوافق مع المعايير الدولية وتضمن حق النازح بالعودة محفوظ الكرامة بالتنسيق مع روسيا ورعاية المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن "العودة التلقائية مستمرة، وتجري بتعاون وتنسيق بين الأمن العام اللبناني ونظيره السوري، ولكن تراجع زخمها بسبب فيروس كوفيد 19″، معتبراً أن "التجارب الدولية للحلول السياسية لعودة اللاجئين غير مشجعة".

وقال الوزير اللبناني إن لبنان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين نسبةً إلى عدد سكانه. وتقدر السلطات اللبنانية عدد اللاجئين السوريين بحوالي مليون و300 ألف، فيما المسجلون لدى مفوضية اللاجئين هو بحدود 900 ألف. 

وتوقع مشرفية "أن يبدأ ترحيل السوريين من المخيمات اللبنانية خلال فترة قصيرة، بعد اكتمال العديد من النقاط التي تم الاتفاق عليها مع الجانب الروسي". 

ثلاث شروط للعودة.. 

 وفي سياق متصل أكد السفير الصيني لدى سورية فنغ بياو في تصريح لوكالة أنباء آسيا، وجود ثلاثة شروط مسبقة لجعل عودة اللاجئين ممكنة، وهي أولاً الحل السياسي للأزمة السورية، والثاني مساعدة سوريا في عملية إعادة الإعمار الاقتصادي، والثالث هو استئصال ومكافحة الإرهاب من أجل توفير الظروف الآمنة لعودة اللاجئين.

وتابع يقول "نحن كبلد صديق لسوريا سوف نعمل مع المجتمع الدولي لمساعدة سوريا على تحقيق هذا الهدف، وتقديم ما في وسعنا من المساعدات لترتيب عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم".

اليوم الثاني ...

طغت على فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر اجتماعات ولقاءات ثنائية بين ممثلي الوفود المشاركة وممثلي عدد من المنظمات، وجرى خلالها التباحث في أسباب اللجوء ومفرزاته على الدولة المضيفة للسورين النازحين عن وطنهم، إضافة لندوات عمل في مختلف القطاعات؛ أبرزها الزراعة والكهرباء والنفط والتربية والإعلام، وجميعها ركزت على كيفية البدء بإعادة إعمار سوريا، إضافةً لإعادة ترميم نسيج المجتمع السوري 

وناقش المشاركون عدة قضايا تتعلق بتنظيم برامج خاصة لتعليم الإجراءات المتعلقة بالوقاية والتشخيص والعلاج من فيروس كورونا بالنسبة للمواطنين والعاملين في المجال الطبي، وكذلك الإسعاف الطبي في حالات الطوارئ والحالات العاجلة في طب الأطفال، وأحدث الطرق المستخدمة في تدريب وتعليم الأطباء على الإنعاش القلبي والرئوي الأساسي .

كما شهدت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الذي اختتم عند الساعة السابعة من مساء هذا اليوم؛ لقاءات ثنائية بين الجانبين السوري والروسي، وجرى خلالها التباحث في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبالشكل الذي ينعكس إيجابياً على الواقع الاقتصادي  والخدمي في سوريا، حيث اجتمع وفد سوري من وزارة المالية برئاسة معاون وزير المالية الدكتور رياض عبد الرؤوف؛ مع نائب رئيس الخزانة الفيدرالية الروسية ونائب رئيس إدارة المشروعات في وزارة الخزانة الروسية.

وأكد معاون وزير المالية السوري في تصريح لوكالة أنباء آسيا، أهمية تعزيز التعاون في المجالين المالي والضريبي، وأساليب الدفع المالي بين الجانبين في ظل العقوبات الاقتصادية، لافتاً إلى أنه تم وضع تسهيلات لعودة اللاجئين فيما يتعلق بالأمور المالية، من خلال  مراسيم العفو والإعفاء من الغرامات والضرائب، والتسهيلات المقدمة من وزارة المالية بالإعفاء من الضرائب أو تقسيطها، والإعفاء من الفوائد المترتبة على القروض وغيرها من التسهيلات.

كما جرى لقاء بين وفدين سوري وروسي في قطاع التربية والتعليم العالي وشؤون الجامعات والبحث العلمي، إضافة إلى اجتماعات ثنائية أخرى في قطاعات الصحة والعمل والإسكان والصناعة والإعمار ومجالات القانون والعدل والاستخبارات والأمن الداخلي.

وأشار وزير التربية السوري الدكتور دارم طباع في تصريح لوكالة أنباء آسيا أن "الاتفاقية تضمنت وضع لجان خاصة ومدرسين روس وسوريين وفق أحدث طرائق التعليم للأطفال والطلاب الذين سيعودون لسورية، إضافة لتأهيل المدارس التي تم تدميرها من قبل الإرهاب، وإنجاز الكتب المطورة لمختلف المواد في المراحل التعليمية كافةً، وإرفاقها بدليل مكون من أربع لغات (عربي، روسي، إنكليزي، فرنسي) لتوجيه المعلم نحو آلية التدريس وطرق التعليم والتبادل الثقافي والعلمي بين البلدين بنواحي تطبيقية تفيد سوريا في هذه المرحلة".

أوضاع متدهورة..

ويواجه السوريون الذين يعيشون كلاجئين في دول الجوار بشكلٍ خاص، وضعاً يزداد قساوةً، بحسب تصريح المحلل السياسي علاء الأصفر، لافتاً في تصريح لوكالة أنباء آسيا إلى أن "الوضع لبنان هو الأسوأ، كما أن وضع اللاجئين السوريين في تركيا تدهور هو الأخر في الآونة الأخيرة بسبب القضايا الداخلية والضغوط الخارجية" مضيفاً أنه "على الرغم من أن تركيا لا تضغط على السوريين للعودة، ولكنها تخطط لإقامة منطقة آمنة محتملة في المستقبل في شمال شرق سوريا ليقطنها مليون لاجئ سوري على الاقل".

وقال الأصفر "يتعرض اللاجئون السوريون في بعض البلدان الأوروبية لضغوط للعودة إلى ديارهم، مع أو بدون حل سياسي للصراع، أو ضمانات دولية سليمة للشروط الدنيا للعودة، وهدف هذا المؤتمر هو ضمان عودة آمنة وكريمة لهم".

وكان من أبرز الدول المشاركة في المؤتمر الذي عقد على مدى يومين، روسيا والصين والهند وإيران ولبنان وباكستان وسلطنة عُمان وفنزويلا والهند، على حين تشارك الأمم المتحدة بصفة مراقب.

 وكانت قد اعتذرت الإمارات في اللحظات الأخيرة قبل انعقاد المؤتمر، فيما قاطعت كل من الأردن ومصر  المؤتمر نتيجة الضغوطات الأمريكية" كما قال معاون وزير الخارجية السوري.


Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5