"مبادرة الإنقاذ".. هل تحل أزمة "القومي"؟

خاص وكالة أنباء آسيا

2020.11.09 - 10:39
Facebook Share
طباعة

 
لا يزال الحزب السوري القومي الاجتماعي يعيش حالة من الأزمة منذ انتخابات مجلسه الأعلى في أيلول الفائت، والتي أسفرت عن خسارة رئيس المجلس الأعلى السابق، النائب أسعد حردان للانتخابات، ما انعكس أزمة داخل أروقة القومي بعد رفض حردان لنتيجة الانتخابات واعتبارها غير شرعية، وتلا ذلك تقديم شكوى قضائية لدى القضاء اللبناني، ما أثار نقمة القوميين الاجتماعيين الذين يعتبرون ان اللجوء إلى اللقاء اللبناني الذي أصدر حكم الإعدام بحق الزعيم أنطون سعاده، والذي حكم قبل سنتين على الأمين حبيب الشرتوني بالإعدام على خلفية اغتيال بشير الجميل في العام 1984.
قبل أيام أعلنت قيادة القومي المنتخبة في أيلول عن تعيين مجلس عُمُد جديد (سلطة تنفيذية) وذلك استعداداً لإعادة العمل إلى المؤسسات الحزبية، وذلك بعد أن تم انتخاب عامر التل رئيساً للمجلس الأعلى خلفاً لحردان، ولاحقاً انتخب المجلس الأعلى ربيع بنات رئيساً جديداً للحزب.
بالمقابل، يتم  العمل من أجل تعيين مجلس عُمُد آخر من قبل الفريق الحزبي برئاسة وائل الحسنية الذي يتولى مسؤولية رئاسة الحزب بعد استقالة الرئيس السابق للحزب فارس سعد من منصبه، ما يعني ان أزمة القومي لا تزال قائمة على الرغم من الجهود المبذولة من قبل أكثر من جهة سياسية ودبلوماسية، من أجل رأب الصدع لإعادة الوحدة الى حزب الأمة السورية.
وفي جديد المساعي للتوصل إلى قواسم مشتركة لحل أزمة "القومي" علمت وكاة أنباء آسيا أن رئيس الحزب السابق، والذي كان تقدم باستقالته، فارس سعد، قام بالتواصل مع قيادة حزب الله، حيث قدم طرحاً للحل يتمثل بتعيين موعد للمؤتمر القومي العام في شهر أيار المقبل، يسبق تنظيم  الانتخابات الحزبية على أن يشارك "الاغتراب" في هذه الانتخابات، وذلك من اجل ضمان التوصل إلى تمثيل أكبر شريحة من القوميين في صنع القرار.
وبحسب المعلومات، فإن قيادة حزب الله أبدت دعمها للمبادرة التي طرحها سعد، وللغاية نفسها تواصل سعد مع السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، حيث من المقرر أن يلتقيه في غضون ساعات قليلة من أجل طرح "مبادرة الإنقاذ" ولإطلاعه على تفاصيلها، بهدف تذليل العقبات من أجل التوصل إلى قواسم مشتركة، حيث يمكن للسفير علي ومن خلفه القيادة السورية أن تلعب دوراً من أجل فك العقد والتوصل إلى حلول عملية.
بالمقابل، فإن الفيادة الحزبية المنتخبة في أيلول الفائت ترى ادأن الانتخابات تمت بدعوة من حردان نفسه، والنتائج أفرزت قيادة جديدة، وبالتالي لماذا يصر الفريق الآخر على العودة إلى مربع الأزمة، بدل العمل على استنهاض المؤسسات الحزبية، حيث يتم العمل على استقطاب الجهات التي كانت خارج المؤسسة الحزبية، وترجم ذلك من خلال انخراط حركة النهضة (المعارضة سابقاً لسلطة حردان) في مجلس العمد الجديد.
وعليه لا تُبدي القيادة الجديدة للقومي حماساً تجاه مبادرة سعد، رغم أنها أبلغت من يعنيهم الأمر أنها ستقوم بطرح المبادرة على طاولة البحث من اجل دراستها، فهل ستنجح هذه المبادرة التي تتضمن عدم ترشح حردان شخصياً للانتخابات، في تذليل العقبات، وإعادة وصل ما انقطع بعد انتخابات المجلس الأعلى في أيلول الفائت، أم أن الأمور ستذهب إلى مزيد من التأزيم؟
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7