هل يطلق النزاع في "قره باغ" شرارة المعركة في إدلب؟

إعداد - حسام المدني

2020.11.07 - 01:42
Facebook Share
طباعة

 
تنتظر منطقة إدلب سيناريو إعادة الاشتعال مرةً أخرى، إذ على مايبدو فإن إرهاصات عملية عسكرية قد بدأت؛ وبوتيرة متسارعة يوماً بعد يوم.
المواقف الروسية التي تصدر كل يوم تؤكد ذلك السيناريو المحتمل، وفق رأي متابعين، والبداية التي أججت مواقف موسكو كانت من إقليم قره باغ ، حيث أكدت الخارجية الروسية تلقيها معلومات عن نقل مسلحين متشددين من الشرق الأوسط إلى منطقة الصراع الأرمني-الأذربيجاني في قره باغ، أتى ذلك على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في إشارة واضحة إلى تركيا التي تنقل مئات المقاتلين من شمال سوريا إلى الإقليم المشتعل .
فيما كشف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين، أن المخابرات الشريكة في الشرق الأوسط ساعدت موسكو في الحصول على معلومات دقيقة حول مشاركة مسلحين سوريين في معارك قره باغ.
وهذا التصريح هو أيضاً اتهام مباشر لتركيا في الضلوع بإرسال هؤلاء المقاتلين إلى الإقليم المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا.
يرى بعض المراقبين أن الحرب الأذربيجانية ـ الأرمينية ساعدت في تأجيج الخلاف التركي ـ الروسي، وأخرجت ملف إدلب من الثلاجة، ليتم وضعه على النار، من قبل الروس تحديداً .
في هذه الأثناء استهدف الطيران الروسي ـ السوري مقرات لفيلق الشام والجماعات المتحالفة معه في كل من أريحا وجبل الزاوية.
حول ذلك يقول الباحث الاستراتيحي علاء الأصفري: تركيز القصف كان على ما يُسمى بفيلق الشام المدعوم كلياً من تركيا، وما حدث هو رسالة من روسيا لتركيا على نفاذ صبر الأولى من مماطلات وخروقات الأخيرة.
وأضاف الأصفري: هناك أجندة مشتركة سورية ـ روسية في القضاء على الإرهاب شمال سورية، لكن تركيا تحاول أن تأخذ الفرصة تلو الأخرى من أجل تأخير القضاء على الإرهاب .
في حين رأى الباحث في المجلس الروسي للشؤون الدولية كيريل سيميونوف أن ما تم الاتفاق عليه بين روسيا والجانب التركي لم يُنفذ بشكل كامل، حيث لا تلتزم أنقرة بالشروط، كالتخلص من "جبهة تحرير الشام" وفصل المعارضة الإرهابية المتشددة عن تلك التي تُسمى بالمعتدلة، أيضاً هناك مسألة لم تُحل وهي مشكلة المراقبة على طريق m4 .
لم يكن القصف الروسي ـ السوري هو التطور الوحيد، فقد قامت أنقرة بسحب قواتها من عدة نقاط أبرزها شمال وجنوب طريق m4 وقبلها سحب قوات تركية من نقطة مراقبة في مورك، وهذا مؤشر بحسب البعض على خشية تركيا من انطلاق عملية عسكرية وشيكة، مما يجعل تلك النقاط أسيرة للجيش السوري كما قالوا.
فهل يتم الإعلان عن عملية عسكرية باتجاه إدلب قريباً، لا سيما وأن تركيا حولت تلك المنطقة إلى خزان لإرسال المقاتلين إلى عدد من مناطق النزاع آخرها إقليم ناغورني قره باغ؟
وهل سنشهد معركةً شمال سورية قبل صدور نتائج الانتخابات الأمريكية ؟ وهل تعول أنقرة على وصول بايدن لمساعدتها في ملفات محددة، سواء في ليبيا أو إقليم قره باغ، فضلاً عن الملف الأهم والمشترك بين تركيا والولايات المتحدة، ألا وهو الملف السوري؟.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 8