زيادة الطلب على أسطوانات الأوكسجين: مخاوف من ذروة ثانية لـ "كورونا"في سورية!

وكالة أنباء آسيا – حبيب شحادة

2020.11.03 - 02:57
Facebook Share
طباعة

 
شكلت الإجراءات الحكومية المبكرة لمواجهة "كوفيد19"، ارتياحاً عاماً لدى الشارع السوري، وخلقت انطباعاً شعبياً بأن الحكومة عازمةً -على غير عادتها-على مواجهة الجائحة ومنع تفشيها.
بيد أنّ الواقع الفعلي على الأرض بدّد الحلم، إذ أصيب ما يزيد عن 5843 شخصاً بالفيروس حتى اليوم الثلاثاء، كما تعرض ما لا يقل عن 25 ألف شخص للحجر حسب إحصائيات وزارة الصحة السورية، ولكن في أماكن غير صالحة للعزل، وسيئة صحياً كما يقول سوريون خاضوا هذه التجربة،
ولا تبدو الأرقام الرسمية محل ثقة لدى السوريين، وفقاً لما رصدته وسائل التواصل الاجتماعي، ومصادر "وكالة آسيا" التي تقول بأن الأرقام أعلى بكثير مما تم تسجيله "رسمياً".
ذروة ثانية!
ومع توقعات بحصول موجة انتشار ثانية لفايروس "كورونا"، أعلنت وزارة الصحة خلال شهر تشرين الأول تجهيز مستشفى طوارئ في مدينة الفيحاء الرياضية بدمشق يضم 120 سريراً لاستقبال المصابين بأعراض متوسطة، وبحاجة إلى دعم أوكسجين فقط. أما الحالات الحرجة فتنقل إلى المستشفيات الأخرى، كما خصصت الوزارة 100 سرير إضافي لاستخدامها عند الحاجة.
وفي هذا السياق، قال أحد الأطباء المؤسسين لمبادرة عقمها (رفض ذكر اسمه) لوكالة "آسيا" بأنّ "هناك زيادة طلب على أسطوانات الأوكسجين خلال الأيام الماضية، وأن مبادرة "عقمها" تنسق مع مختلف الجهات لتأمين أكبر عدد من الأسطوانات".
وحيال التوقعات بحصول ذروة ثانية للفيروس، قال الطبيب من "عقمها" أن هذا الأمر متروك البت به لوزارة الصحة، وأن المبادرة غير مُخوّلة بالحديث إن كان هناك ذروة ثانية أم لا".
تخوف من تصاعد الإصابات
ويتخوف أطباء في دمشق من توسع انتشار الفايروس وتفاقم عدد الإصابات في الأشهر المقبلة، وخاصةً مع افتتاح المدارس، حيث تشير تقارير صحفية إلى أن العدد الكلي للإصابات بفايروس "كورونا" في دمشق وحدها بلغ في الذروة الأولى لتفشي الفايروس أكثر من 700 ألف إصابة.
وأوضح طبيب مقيم في مشفى الأسد الجامعي بدمشق لوكالة "آسيا" بأنّ أغلب المشافي السورية غير قادرة على استيعاب الوضع الصحي في حال حدوث انفجار ثانٍ في عدد الإصابات، خصوصاً أن عدد المنافس في المشافي الحكومية والخاصة لا يتعدى 250 منفسة.
أما مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية هتون طواشي، فقالت إنّ الإصابات في المدارس وصلت إلى 200 إصابة توزعت ما بين الطلاب والكادر التعليمي والإداري، مشيرة إلى أن أعلى نسب انتشار الحالات كانت في محافظات ريف دمشق وحلب وحمص.
وأشارت الطوشي في تصريح خاص لوكالة "آسيا" إلى أن هناك تخوفاً في فترة الشتاء من ذروة ثانية لانتشار المرض بناء على المشاهدات التي تتم في دول العالم، حيث هناك زيادة في الأعداد، إنما حتى الآن في سورية لا يوجد ذلك الانتشار الكبير، ولكن يوجد تخوف ومراقبة للموضوع بحذر، ويتم التشدد في الإجراءات الاحترازية، خاصةً في المدارس.
وقالت الطوشي "يمكن اللجوء إلى إلزام المعلمين بارتداء الكمامات كإجراء احترازي، وخوفاً من ذروة متوقعة، ويعوّل هنا على الوعي، حيث يتم العمل على برنامج تثقيفي شامل بدأ تطبيقه في المدارس لزيادة الوعي الصحي لدى الطلاب".
بيانات الصحة
ووفقاً لوزارة الصحة، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا 5843إصابة، منها 295 وفيات و2061حالة شفاء، لغاية 2تشرين الثاني /نوفمبر.
وتشير الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة السورية إلى ارتفاع المنحنى البياني للإصابات بالفيروس في سورية بشكل متصاعد خلال شهري حزيران وآب. فيما يبلغ عدد الأشخاص الذين خضعوا للحجر الصحي، بحسب وزارة الصحة 22,567 شخص، ما يزال منهم 369 شخصاً تحت المتابعة حتى الآن.
خسائر القطاع الصحي
وبلغت خسائر القطاع الصحي في سورية، بحسب وزارة الصحة السورية حوالي 12 مليار ليرة سورية (قرابة 5.5 مليون دولار أميركي، بحسب سعر الصرف البالغ 2200 ليرة)، حيث تضررت 43 مستشفى بشكل كلي وجزئي، ومنها 21 مستشفى خرجت عن الخدمة، نتيجة العمليات العسكرية، كما تضرر 197 مركز طبي، وتعطل 75% من الصناعات الدوائية. فيما بيانات الصحة العالمية تؤكد أنه " لا يعمل في سوريا سوى 64% من المستشفيات و52% من مراكز الرعاية الصحية، كما خرج 70% من العاملين في القطاع الصحي خارج البلاد".
وفي الوقت الذي تقوم به أغلب الدول باتخاذ إجراءات احترازية مرة أخرى لمواجهة الجائحة، لم يبادر الفريق الحكومي المعني بالتصدي للجائحة لاتخاذ أيّة إجراءات احترازية جديدة رغم التحذيرات من احتمال بدء ذروة ثانية للفيروس.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 1