ترامب أم بايدن.. من هو المرشّح الأمريكي الذي تفضّله دمشق؟

وكالة أنباء آسيا - كيان جمعة

2020.11.02 - 03:27
Facebook Share
طباعة

 
يترقب العالم الإعلان عن اسم الرئيس الأمريكي السادس والأربعين، والذي سيعرف خلال الأيام القليلة القادمة؛ هل هو دونالد ترامب أم جو بايدن ؟
وتبدو الانتخابات الأمريكية حدثاً عالمياً بامتياز، ذلك أن سياسات الولايات المتحدة تؤثر بشكل أو بآخر في مختلف دول العالم ، وسوريا واحدة من هذه الدول.
وقد يحاجج كثيرون بأن اسم الرئيس الفائز لن يغير شيئاً جوهرياً فيما يخص الأزمة السورية، ذلك أن الإدارتين الجمهورية والديمقراطية في أمريكا متقاربتان إلى حد بعيد في رؤيتهما لهذه الأزمة، مع فوارق بسيطة ولن يكون لوصول أي منهما تأثير لجهة اتخاذ قرارات حاسمة تجاه الأزمة السورية، خاصةً أن واشنطن ليست اللاعب الوحيد أو القوي في الصراع على سوريا .
إلا أن آخرين يعتقدون بأن هذه الفروق في سياسات الحزبين ليست قليلة، وقد ينتج عنها سياسات مختلفة بما يخص شكل الانخراط الأمريكي في الأزمة السورية أو حجمه، فالولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تحتفظ بأكثر من ألفين من جنودها في سوريا، وتدعم الأطراف المعارضة لدمشق في الصراع الدائر منذ تسع سنوات، وتشجع المكون الكردي على الانفصال عن الوطن الأم، وتفرض عقوبات قاسية على الحكومة السورية وعلى حلفائها في الوقت نفسه، وبالتالي فإن أي خلافات بين الحزبين الحاكمين في واشنطن قد يكون له تأثير ما في هذه الملفات أو أحدها على الأقل .
ما هو موقف المعارضة؟
مع احتدام السباق نحو البيت الأبيض، ومع تواتر الأنباء من أمريكا التي تؤشر إلى حظوظ أكبر لبايدن، تبدو المعارضة السورية قلقلة للغاية، وهو ما عبّر عنه العديد من المعارضين السوريين.
في الواقع، كثيرة هي الأسباب التي تدفع بغالبية أوساط المعارضة السورية إلى تفضيل خسارة المرشح الديمقراطي جو بايدن أمام منافسه الرئيس الحالي دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية .
فالمؤيدون لترامب يشيرون إلى مواقفه الواضحة من القيادة السورية، خصوصا إقراره قانون عقوبات "قيصر"، بعد أن رفض الرئيس الأمريكي السابق الديمقراطي، باراك أوباما، تمرير مشروع القانون في فترة ولايته، وهي العقوبات التي تعول المعارضة عليها كثيرا، لدفع الأسد نحو تقديم تنازلات، من بينها احتمالية رحيله عن السلطة.
وقبل "قيصر"، وجهت إدارة ترامب في العام 2018، ضربات عسكرية محدودة ضد أهداف عسكرية سورية، بزعم استخدام دمشق السلاح الكيميائي في هجمات الغوطة الشرقية.
معارض سوري مقيم في باريس "فضّل عدم الكشف عن اسمه" قال لوكالة أنباء آسيا إن "ترامب له مواقف متشددة مع حليف النظام السوري الأقوى، إيران، وظهرت بشكل واضح بمقتل قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني، الداعم الأكبر للنظام في معاركه ضد المعارضة، والذي كان له أكبر الأثر في انتصار الجيش السوري على المعارضة في العديد من المدن والمناطق السورية".
ومن وجهة نظر المعارض السوري، فإن "ترامب ساهم بدعم الموقف التركي في شمال غرب سوريا بشكل صريح، وأسهم بذلك في منع روسيا ودمشق من اجتياح إدلب، وهو ما يدفع للاعتقاد بأنه أفضل من بايدن، الذي ستكون فترة رئاسته في حال الفوز، امتدادا لفترة حكم أوباما، الذي راوغ في الملف السوري، ولم يقم بتحركات جدية لحماية الشعب السوري".
وثمة سبب آخر يدفع بالمعارض السوري إلى تفضيل ترامب، يشرحه بقوله: "في حال حصل ترامب على ولاية ثانية، فإن احتمالية تحركه عسكريا ضد الأسد تكون أقوى؛ لأن الحسابات المتعلقة بالحصول على ولاية رئاسية ثانية -كما هو حال بايدن- غير موجودة".
ماذا عن دمشق؟
وسائل الإعلام الحكومية السورية تحاول تصوير الانتخابات الرئاسية الأمريكية على أنها شأن داخلي أمريكي، لكن من الواضح أن دمشق تعتبر بايدن أقل تشدداً من الرئيس الحالي ترامب.
وفي هذا الإطار، تترقب دمشق باهتمام واضح نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ أن ثمة اعتقاد سائد في دمشق بأن بايدن سيكون أفضل وألين في تعامله مع دمشق من ترامب، الذي انتهج سياسة عدائية ضد دمشق".
وترى دمشق أن وصول بايدن إلى البيت الأبيض سيقود إلى إعادة الحياة للاتفاق النووي مع إيران، وبالتالي تخفيف العقوبات عن أحد أهم حلفائها، ما سينعكس على الملف السوري بشكل ما، وخاصةً الشق الاقتصادي، باعتبار أن طهران هي الداعم الأكبر لدمشق اقتصادياً، ما سيخفف من الضغط الهائل عنها، والناتج عن العقوبات الأمريكية الأخيرة "قانون قيصر".
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام أمريكية، إن فوز بايدن بالرئاسة الأمريكية سيدفعه إلى محاولة إصلاح نهج الولايات المتحدة تجاه سوريا، النهج "الفاشل" منذ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
لكن الكاتب والمحلل السياسي السوري مازن بلال يرى في تصريحات لوكالة أنباء آسيا أنه "ليس هناك مؤشرات واضحة عن رغبة دمشق في فوز أحد المرشحين للرئاسة، وما تقدمه مؤشرات الخطاب السوري هو انسجام مع "محور المقاومة" وعدائه لترامب بسبب صفقة القرن وإلغاء الاتفاق النووي مع إيران".
مضيفاً "الموقف السوري تجاه ترامب يتعلق على ما يبدو بمناخ سياسي مرافق له أدى لعمليات التطبيع ما بين "إسرائيل" والدول العربية، ولكن من غير المؤكد أن لا يستمر المرشح بايدن بنفس المسار، وبالموقف السوري يتعامل مع الصورة التي رسمها ترامب عن سياساته خلال مرحلة وجوده في البيت الأبيض.
رغم ذلك – يقول بلال - فإن الموقف السوري يرتكز على السياسة الأمريكية عموماً، ويتم اعتبار ترامب ممثلا عنها، ومن الصعب خلق مقاربة بين الموقفين السوري والروسي، فموسكو التي تفضّل فوز ترامب لديها اعتباراتها الأوسع بكثير.
ويختم "عملياً يبدو بايدن مرشحاً لا يوحي بتحولات واضحة، وحتى مسألة العودة للاتفاق النووي الإيراني هي موضع شك، فالخيار بين مرشحين أمر لا طائل منه في ظل استراتيجية أمريكية لا تقدم مساحات جديدة".
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4