ماذا وراء تعاطف سورية مع أرمينيا .. ثم دعوتها لوقف القتال؟

لودي علي _ دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.10.05 - 08:49
Facebook Share
طباعة

 تستمر المعارك بين أرمينيا وأذربيجان والتي يرجع سببها الأساسي إلى النزاع القديم على إقليم "ناغورني قره باغ" بين البلدين، تاركاً أثراً ولو كان غير مباشر على الدولة السورية كما على الكثير من السوريين..

الخارجية السورية أعلنت بوضوح بعد اشتداد المعارك تعاطفها مع أرمينيا "في ظل العدوان الذي تتعرض له" حسب وصفها، لتدعو في اليوم التالي إلى وقف القتال، ومساهمة الدول ذات النفوذ في فض هذا النزاع والوصول إلى تسوية.
مصالح كثير من السوريين سوف تتأثر بتلك الحرب القائمة بشكل أو بآخر، بدءاً من المصالح الاقتصادية، وانتهاءً بمشاركة العديد من المسلحين السوريين المدعومين تركياً في هذا النزاع.

يقول نضال قبلان، سفير سورية السابق في تركيا لوكالة أنباء آسيا إن هناك علاقات جيدة بين سورية وأرمينيا، لاسيما وأن الرئيس الذي تسلم حكومة أرمينيا سوري الأصل، بالإضافة إلى وجود جالية سورية كبيرة في أرمينيا وستتضرر مصالحها الاقتصادية مع استمرار الحرب في تلك البلاد، إضافةً إلى المصالح الاقتصادية الكبيرة والاستثمارات بين البلدين، وأي نزاع سيؤثر عليها حتماً.

ويبرر قبلان الموقف السوري المتعاطف مع أرمينيا، بالإضافة إلى وجود العلاقات الجيدة بين البلدين، بأن "أذربيجان تعتبر حليف قوي جداً لتركيا وللكيان الصهيوني، حيث تربطهم علاقات متعددة، ولكن في نفس الوقت حاولت أذربيجان أن تلعب دور الوسيط في الأزمة السورية، وبالتالي أي زعزعة لاستقرارها سيؤثر على هذا الدور" كما يقول قبلان.

مضيفاً أن من الطبيعي أن تدعو سورية لعدم التصعيد، خصوصاً بعد تأكيد الأنباء عن وجود سوريين مغرر بهم يقاتلون في أذربيجان، لأن هذه الحروب أثبتت أن الجميع خاسر، وبالتالي حقن الدماء هو الحل الأمثل، وإن كان هناك خلاف على هذا الإقليم فيمكن تسويته في المحكمة الدولية بدل أن يبقى قنبلة موقوتة، شبيهة بما تركه الكيان الصهيوني من قنابل موقوتة في لبنان وفلسطين وسورية يفجرها متى يشاء.

من جهته، يرى الكاتب السياسي وعضو "التيار الديموقراطي العلماني الاجتماعي" مازن بلال في تصريح لوكالة أنباء آسيا أن المسألة ليست متعلقة بعلاقة سورية بالموضوع، القضية إقليمية وتأثر بها الأمن الإقليمي والإقليم بشكل كامل، وكان على سورية اتخاذ موقف من الحرب وليس موقف من الدول، فإقليم "قره باغ"، مشكلته الأساسية لها تاريخ وعمق، وهو إقليم أرمني، ومن هذا الإطار يمكن أن نفهم موقف سورية المتعاطف مع أرمينيا في هذا النزاع.

مضيفاً، أن مسألة عدم اتخاذ سوريا حالة عداء من أذربيجان لا يرتبط بالموقف من القضية الأساسية لتبعية الإقليم، بقدر ما يرتبط بتخفيض التوتر، ومن هذه الزاوية تحديداً يمكن أن نفهم دعوات سورية لحل المشكلة بعيداً عن الحرب، إضافة إلى أن هناك الكثير من الأسباب الأخرى، كوقوف تركيا إلى جانب اذربيجان، أو العلاقة الأساسية بين سورية وأرمينيا وذلك من الممكن أن يلعب دوراً لو استمر الصراع .

ويؤكد بلال أنه وحتى اللحظة لا يوجد أي تأثير لهذا الموضوع على الوضع السوري، فالمسألة عبارة عن إثارة ألغام والضغط على روسيا تحديداً من خلال إثارة هذا الصراع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8