العشائر قلقة و"قسد" تتذرّع بـ"داعش" : تعزيزات أمريكية تقابلها أخرى روسية في

وسام دالاتي – دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.09.19 - 09:56
Facebook Share
طباعة

 أعلنت قيادة التحالف الدولي الذي تقوده "واشنطن" عن نيتها إدخال عربات قتالية مصفحة من نوع "برادلي" إلى الأراضي السورية لضمان استمرارية محاربة "داعش"، والقضاء على احتمالات عودته، ويأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات من مسؤولي "قوات سورية الديمقراطية" العسكريين عن ازدياد عمليات الاغتيال، والعمليات التي تنفذ ضد نقاطها من قبل "خلايا داعش"، كما يتزامن الأمر مع نقل كل من الجيش السوري والقوات الروسية لتعزيزات إضافية إلى المناطق الواقعة في محيط بلدة "عين عيسى"، بريف الرقة الشمالي الغربي.

قواعد.. وتعزيزات

تنتشر القوات الأمريكية في عدد من القواعد بمناطق الجزيرة من ريف دير الزور الشرقي، والتي تعرف إعلامياً باسم (شرق الفرات)، أهمها "حقل العمر - حقل التنك - قاعدة الرويشد"، والأخيرة تقع بريف دير الزور الشمالي، وعلى بعد مسافة متساوية من الحقول النفطية الواقعة بريف دير الزور الشرقي من جهة، والحقول النفطية الواقعة في الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة من جهة أخرى (٦٠ كم تقريباُ)، وضمن هذه القاعدة تنتشر مجموعة من عربات "برادلي" منذ ما يقارب العام، بمهمة حماية المنشآت النفطية، إلا أنها لم تشترك في أي مهمة قتالية منذ انتشارها على الرغم من قيام القوات اﻷمريكية بتقديم الإسناد البرّي والجوي لـ "قسد" في عمليات المداهمة التي تشهدها مناطق التوتر في ريف دير الزور.

تشير المعلومات التي حصلت عليها وكالة أنباء آسيا، أن عمليات التمشيط المستمرة من قبل "قسد"، وعمليات الإنزال الجوي التي نفذتها القوات الأمريكية لم تقضِ على "خلايا داعش"، التي تنتشر على الطرقات الرابطة بين مناطق ريف دير الزور لتشكل "حواجز طيّارة"، تبقى طيلة ساعات الليل، وتعود لتختفي مع بزوغ الفجر، دون أي اشتباك أو مواجهة مع "قوات سورية الديمقراطية"، علماً أن الأخيرة تقوم بوقف دورياتها مساءً، خوفاً من التعرض لخسائر بشرية نتيجة للكمائن التي تنفذها "خلايا داعش"، أو "مجموعات مجهولة الهوية" لا ترتبط بالتنظيم، ومن غير الواضح ما هي توجهاتها السياسية حتى الآن، إذ لا يتبنى "داعش" عبر المعرفات الرسمية التابعة له على مواقع التواصل الاجتماعي كل العمليات المنفذة في مناطق دير الزور والحسكة، في حين أن بقية العمليات تبقى "مجهولة النسب"، الأمر الذي يجعل من "العمليات الانتقامية"، التعريف الأكثر منطقية لهذه العمليات، فيما يلمح مصدر عشائري خلال حديثه لوكالة أنباء آسيا، عن احتمال أن تقف "استخبارات قسد"، وراء بعض العمليات لإيهام قيادة التحالف بأن بقايا "داعش" تشكل خطراً أكبر من الواقع الحقيقي لها.

رسائل غير مباشرة

يقول مصدر من عشيرة "العكيدات"، خلال حديثه لوكالة أنباء آسيا إن الحديث عن زيادة القوات الأمريكية في هذا التوقيت بالذات، يعد بمثابة التهديد المباشر لـ "العشائر العربية"، في حال ذهبت إلى التظاهر ضد "قسد"، أو الاشتباك معها، ولايبدو أن قيادات التحالف ستقدم ردوداً إيجابية على مطالب مشايخ "العيكدات" التي منحت القوات الأمريكية مهلة ثانية تنتهي منتصف هذا الأسبوع، الأمر الذي من شأنه أن يعيد حالة التوتر إلى مناطق "الحوايج - ذيبان - البصيرة - الشحيل"، والأخيرة كانت قد شهدت يوم الجمعة اشتباك بين اﻷهالي ومجموعة من "قسد"، بالقرب من "المعبر النهري"، ما أدى لسقوط ثلاث ضحايا من المدنيين الذين كانوا متواجدين في المنطقة، وهم رجل وامرأتين مسنتين.


يؤكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، بأن الخطر الحقيقي الذي تواجهه "قسد" في مناطق ريف دير الزور المعروفة باسم "شرق الفرات" يتمثل بـ "فوبيا العشائر"، التي تعيشها قيادات "قسد"، خاصةً من غير السوريين، والتي تنتمي لمنظمة "حزب العمال الكردستاني"، وقد عملت "استخبارات قسد" في مراحل سابقة على تقديم معلومات مغلوطة وتقارير كيدية لـ "قيادة التحالف" عن انتماء شخصيات مدنية لـ "داعش"، الأمر الذي انتهى باعتقالات واغتيالات لعدد كبير من أبناء المنطقة، ولا يبدو حالياً أن القضاء على بقايا "داعش" يشكل هدفاً استراتيجياً بالنسبة للقوات الأمريكية، بقدر ما تحضر مسألة قطع الطريق على أي تواصل بين الحكومة السورية وعشائر المنطقة بما يحافظ على بقاء السيطرة الأمريكية على حقول النفط لأطول فترة ممكنة، وعلى هذا اﻷساس تعمل "واشنطن" على تدريب "قوة عربية" بهدف حماية المنشآت النفطية، إضافة إلى محاولتها "تدجين"، العشائر من خلال "وجهاء طارئين" تختارهم "قسد" ليكونوا ممثلين عن عشائرهم في الاجتماعات التي تعقد في "حقل العمر"، أو مع "قيادة قسد" نفسها.

بحسب المعلومات التي حصلت عليها "آسيا"، فإن شيخ مشايخ العكيدات في سورية والخارج "ابراهيم الهفل"، دعى وجهاء القبيلة إلى اجتماع يوم الثلاثاء في منزله بقرية "ذيبان"، لتدارس الموقف واحتمالات الرد السلبي من قبل قيادة التحالف الأمريكي على المطالب التي تقدمت بها القبيلة إثر جريمة اغتيال شيخها "امطشر الهفل"، في الثاني من الشهر الماضي، إلا أن "الهفل" كان قد استبعد في حديث سابق له مع وكالة أنباء آسيا أن يكون هناك مواجهة عسكرية مع "قسد" إثر انتهاء المهلة، مشدداً على أن خيار التظاهر والاعتصام السلمي هو الأكثر ترجيحاً لدى أبناء القبيلة لتحقيق مطالبهم التي تتمثل بتسليم قتلة الشيخ "امطشر الهفل"، وإطلاق سراح المعتلقين الذين يقارب عددهم نحو ٣٠٠٠ شاب، إضافة إلى تسليم إدارة منطقة "شرق الفرات" للمكون العربي، وإخراج القيادات الكردية من غير السوريين منها.

تعزيزات سورية - روسية

خلال 24 ساعة مضت، نقل الجيش السوري تعزيزات عسكرية إلى مقر اللواء ٩٣ الواقع بالقرب من بلدة "عين عيسى"، بريف الرقة الشمالي الغربي، والتي تقع على تماس مباشر مع القوات التركية والفصائل الموالية لها، الأمر الذي تزامن أيضاً مع نقل "الشرطة العسكرية الروسية" لتعزيزات إضافية لنقاط المراقبة والحماية التي نشرتها من "عين عيسى"، وصولاً إلى "مطار الكنطري"، الواقع إلى الشمال من مدينة الرقة، كما أرسلت قافلة تعزيزات لوجستية إلى "مطار القامشلي"، الذي يعد أهم نقاط ارتكاز القوات الروسية في الشمال الشرقي من سورية.

ولم تتضح الأسباب لنقل مثل هذه التعزيزات، إذ أنه وبرغم الخروقات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار الساري بين "قسد"، والقوات التركية الذي ترعاه الحكومة الروسية، فإن الحالة العامة على المستوى العسكري توصف بـ "الهادئة"، على امتداد خطوط التماس في محافظتي الحسكة والرقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2