ارتفاع الأسعار يطال التعليم: طلاب "المفتوح" يختارون الملخصات بدلاً عن الكتاب

حبيب شحادة _ دمشق وكالة انباء اسيا

2020.09.11 - 04:37
Facebook Share
طباعة

 ارتفاع أسعار طال كل شيء. أفقد الكثير من السوريين قدرتهم الشرائية. ولم يكن طلاب الجامعات بمعزلٍ عن ذاك الارتفاع، حيثُ يعاني طلاب التعليم المفتوح في جامعة دمشق، الذين يعتمدون على النوطات (ملخصات – كراسات) من ارتفاع أسعارها بشكل يفوق قدراتهم.

ووصل سعر النوطة للمادة الواحدة إلى حوالي 4000 ليرة، في حين أنّ كلفة تسجيل المادة بالتعليم المفتوح هي 5000 ليرة.

ويعتمد القسم الأكبر من طلاب مختلف فروع التعليم المفتوح على النوطات التي تقوم مكتبات الجامعة بإنشائها وطباعتها، بدلاً من اعتمادهم على الكتب المقررة بنظام التعليم المفتوح، ومرد ذلك كون أساتذة تلك المقررات يأتون بالأسئلة الامتحانية من النوطات، وليس من المقررات التي تحوي الكثير من الحشو، وفقاً لما قاله لوكالة "آسيا" عدد من الطلاب.

هبة محمد طالبة سنة ثالثة حقوق، قالت لوكالة "آسيا" "في السنوات الأولى والثانية كنت أشتري الكتب وأدرس منها، وكذلك كنت أحضر المحاضرات للدكاترة في الجامعة، وأقوم بالتسطير تحت العناوين والفقرات التي يشير إليها مدرس المادة". مضيفةً، أن تلك الطريقة كانت متعبة ومرهقة، وعوضاً عن ذلك لجأت لشراء النوطات التي تحتوي على ما يهم الطالب امتحانياً.

هبة ليست الأولى ولا الأخيرة التي تتبع أسلوب شراء النوطات للدراسة منها، حيث باتت تلك الحالة ظاهرة تنتشر في أغلب الفروع الجامعية.
إحدى الطالبات قالت لمراسل "آسيا" بأنّ "من يدرس من الكتاب يشكل 10% فقط، وهذه النسبة تعود للأوائل على كلياتهم".

ومع ارتفاع أسعار الملخصات لم يعزف الطلاب عن شراء المحاضرات، ولم يعودوا إلى الكتب، لكن البعض منهم استعاضوا عن كامل المحاضرات بملخص لكل مادة، وفقاً لعدد من الطلاب التقتهم وكالة "آسيا".

وفي هذا السياق، بيّنت د. صفاء أوتاني نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون التعليم المفتوح، في تصرح لوكالة "آسيا" بأن تلك الملخصات التي تباع في مكتبات البرامكة والجامعة ليس لنظام التعليم المفتوح أيّة علاقة بها، وليست تحت إشراف أساتذة تلك المواد"، مضيفةً، أن فروع التعليم المفتوح تعتمد رسمياً على الكتب الموجودة في الجامعة.

وحيال ارتفاع أسعار هذه الملخصات، قال صاحب مكتبة فادي في البرامكة لوكالة "آسيا" بأنّ كلفة تصوير المحاضرات لمقرر واحد تصل إلى حدود ال 5000 ليرة، ولا مجال لمقارنته بسعر المادة، كونه سعر غير منطقي، والحكومة لم ترفع تكاليف تسجيل المواد".

وأضاف، بأن "الورق مستورد ويكلف كثيراً ما بين جمارك وسعر صرف الليرة وتقلباته، وقد وصل سعر ماعون الورق إلى 7 آلاف ليرة، ، كما أن الحبر وآلات التصوير، جميعها مستوردة".
وختم حديثه لوكالة آسيا بأن مكتبته خفضت أرباحها كي يستطيع الطالب الحصول على محاضراته، "حيث كانت نسبة الربح في العام الماضي 30% وهذا العام خفضناها إلى 10%" كما يقول.

ولا تقتصر معاناة طلاب التعليم المفتوح على غلاء النوطات، ففي حين بدأ التعليم المفتوح برسوم خفيفة على جيب المواطن، إلا أنّها لم تستمر كذلك فيما بعد، حيث بدأ المنحى البياني لها بالصعود تماشياً مع ارتفاع كل الرسوم الجامعية، حيث أصبحت الرسوم 5000 للمادة للمرة الأولى، وفي حال الرسوب تبقى كذلك. وصولاً للعام 2018 الذي عدل رسوم المواد الراسبة لتصبح 6500 للمرة الأولى، و7500 للمادة الراسبة للمرة الثانية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5