رغم الأزمات.. القطاع الصحي اللبناني يقاوم الانهيار ويغلّب "الجانب الإنساني"

لبنى دالاتي _ بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.09.09 - 04:40
Facebook Share
طباعة

 ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر أي تطور من شأنه أن يعينهم على مواجهة الانهيار الشامل الذي يعيشونه على مختلف الأصعدة، ويأمل البعض بأن يكون تشكيل الحكومة الجديدة خطوة أولى في هذا الاتجاه، لعلها تعكس هذا المسار ، خاصةً بعد أن خسر الآلاف أعمالهم ووظائفهم، وانهار الاقتصاد اللبناني، وارتفع الدولار بشكل كارثي فدخل لبنان في مرحلة الإنعاش الاصطناعي.

ويبدو القطاع الصحي في وسط هذا الانهيار مطوقاً بمشكلات وتحديات لا حصر لها، لكنه إلى اليوم يقدم خدماته للمرضى، مستنفراً مستشفياته وعياداته ومختبراته، فاضطر إلى حصر عمله بالموارد المتاحة.

ولم يعد السبب الرئيسي لأزمة القطاع الاستشفائي مرتبطاً بتأخر المؤسسات الضامنة الرسمية عن سداد المستحقات، بل أعلن مستوردو المعدات الطبية أنهم باتوا غير قادرين على استيراد المعدات الطبية منذ أيلول الفائت (2019).

حول هذه التطورات، تقول نقيب مختبرات لبنان ميرنا جرمانوس في تصريحات لوكالة أنباء آسيا، إن الوضع أصبح كارثياً، فجميع المعدات الطبية اللازمة أصبح سعرها مضاعفاً عدة مرات.

وتشير جرمانوس إلى أن جزءاً من هذه المعدات يدخل ضمن حيز الفئة المدعومة من مصرف لبنان بسعر الصرف الرسمي 1585 ل.ل، وأن نسبة 85% من قيمة المواد تدفع على هذا السعر والـ15% تدفع حسب سعر صرف الدولار في الأسواق.

وتتابع نقيب مختبرات لبنان بأن كافة التحاليل والفحوصات المخبرية لم تشهد أي ارتفاع من حيث الأسعار، وهذا خير دليل على تضامن القطاع الطبي مع الناس، مؤكدةً "مهنتنا إنساتية ولن نتاجر بأرواح الناس".

وتضيف جرمانوس بأن أعداد المرضى الذين أجروا فحوصات منذ شهر شباط-فبراير 2020، تراجع بنسبة كبيرة، وذلك لعدة أسباب أهمها تفشي فيروس كوفيد19- وهو ما دفع الناس إلى البقاء في منازلهم.

وتشير إلى أن تردي الوضع الاقتصادي في لبنان، أجبر الكثيرين على إهمال صحتهم بهدف توفير المال لشراء الطعام واحتياجاتهم اليومية.
وتقول جرمانوس إن أصحاب المختبرات الطبية، هم اليوم في حالة قلق وترقب بعد أن تردد على الإعلام موضوع رفع الدعم عن العديد من المواد الأساسية، ومن بينها الدواء، وتستنكر مثل هذا الاحتمال قائلةً"في حال تم رفع الدعم عن مستلزمات المختبرات الطبية ستكون كارثة كبرى!".

في سياقٍ متصل، يقول الدكتور خالد جبلاوي، وهو صاحب مركز تصوير شعاعي، إن الوضع العام في قطاع مراكز التصوير الشعاعية، أصبح متردياً، خاصةً بعد انتشار فيروس كوفيد-19، وبعد الأزمة الاقتصادية التي أرخت بثقلها على اللبنانين، فتراجع، بشكل ملحوظ، أعداد المرضى الذين يقصدون مراكز التصوير الشعاعي لإجراء الفحوصات اللازمة.

ويشير الجبلاوي في تصريحات لوكالة أنباء آسيا، إلى أنه، وفي كل سنة، تحديداً خلال فصل الصيف، تزداد الحركة في المركز نظراً لقدوم المغتربين إلى لبنان، بهدف متابعة علاجاتهم، حيث أن لبنان، بلد مميز في القطاع الطبي، ويستدرك " لكن الإقبال كان ضعيفاً هذا الصيف، والوضع يثير القلق".

ويضيف الجبلاوي" مصرف لبنان لم يكن يوماً داعماً لمراكز التصوير، لذلك لسنا خائفين من موضوع رفع الدعم الذي يقال إنه سينفذ في القطاعات الأخرى، ولكن نحن نعاني من عدم إعطاء الموافقات المسبقة للمرضى من قبل الجهات الضامنة".

ويلفت الجبلاوي إلى أن الأسعار لم تتغير رغم ارتفاع سعر الدولار، وظلت على ما هي عليه في السابق، لأن الناس لم تعد تحتمل الوضع الاقتصادي المتردي، مضيفاً أن "لا داعٍٍ للقلق، فالأسعار ثابتة والاهتمام بالصحة واجب أساسي".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 3