للسوريين: لا تخدعوا أنفسكم ..كورونا لم يمر من سوريا الشتاء الماضي

لودي علي _ دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.09.08 - 07:59
Facebook Share
طباعة

 يتمنى السوريون اليائسون من أن يكون لدى بلدهم القدرة على مواجهة وباء "كورونا"، لاسيما مع إمكانياته الضعيفة بعد مرور 9 سنوات حرب، فيعمدوا إلى الترويج لأقاويل تثبت وجهة نظرهم دون أن يكون هناك ما يثبتها علمياً.

بُعيد انتشار فيروس كورونا من الصين إلى العالم، تناقل السوريون روايةً مفادها أن الفيروس سبق أن زار سوريا حتى قبل أن يظهر في الصين، وأن المستشفيات السورية غصت في الشتاء الماضي بمئات الحالات لمرضى يعانون نفس أعراض "كورونا" .

وحتى اليوم، ما زال العديد من السوريين يعتبرون أن لا خطر عليهم من الفيروس الذي "سبق أن عانوا منه ونجوا، وبالتالي فقد أصبحت لديهم المناعة الكافية لصده وتجاوز تداعياته".
لكن مجموعة من الأطباء السوريين أعدوا دراسة (لم تنشر بعد) على عينة من الأشخاص الأكثر عرضةً للعدوى بالفيروس ليتأكدوا من أن "كورونا" لم يصل سوريا قبل الشهر الثالث من العام الجاري..

العينات أخذت في بداية الجائحة أي قبل انتشار الفيروس في سوريا، والنتيجة جاءت بأن كورونا لم يمر من هنا في الشتاء الماضي، ولا حل أمام السوريين إلا بمزيد من الإجراءات الاحترازية، علّهم لا يصابوا دفعة واحدة فتغص المستشفيات المنهكة أصلا بمرضى يبحثون عن شمة أوكسجين فلا يجدونها.

يقول الدكتور مروان الحلبي، الوكيل العلمي لكلية الطب في جامعة دمشق، والمشرف على الدراسة التي استهدفت 450 شخصاً من العاملين في مستشفى الأسد الجامعي بدمشق: إن الدراسة شملت مقدمي الخدمة الطبية من أطباء وممرضين وفنيي تخدير في المشفى، وتنوع المشاركون في الدراسة بين طلاب الدراسات العليا من الأطباء والممرضين في أقسام العزل والاسعاف وباقي الأجنحة.

ويؤكد الحلبي لوكالة أنباء آسيا: لم نجد أي شخص منهم لديه أضداد، علماً أننا اعتمدنا عيار أضداد كمي ولا يوجد مجال للخطأ، وبالتالي هذا الإنتان لم يمر على سوريا في الشتاء الماضي، وأكبر دليل الذروة التي عاشتها دمشق خلال أيام عيد الأضحى الماضي.

ولفت الوكيل العلمي إلى أن وزارة الدفاع قامت أيضاً بدراسة مشابهة في مستشفى تشرين العسكري خلصت إلى النتيجة نفسها: كورونا لم يمر على سوريا خلال الشتاء الماضي.

من جانب آخر، أوضح الحلبي أن هناك 6 أنماط سريرية من الفيروس، ومن الممكن للمصاب أن يحصل على مناعة قريبة المدى أو طويلة المدى، فالمناعة القريبة مؤكدة وتتراوح بين 3-4 أشهر، أما المناعة البعيدة فمن غير المعروف حتى الآن إن كانت حقيقة، فذلك لم يثبت علمياً بعد.

مضيفاً: تصوري الشخصي أن المصاب بكورونا سيحصل على مناعة طويلة المدى ولو لم تكن تامة، وإلا فكيف يكون هناك نتيجة من اللقاح.
ويتوقع الوكيل العلمي لكلية الطب أن تشهد سوريا ذروة بسيطة وارتفاع في الإصابات مع افتتاح المدارس، إضافة إلى أن هناك مؤشرات دولية تشير إلى احتمال وجود ذروة ثانية العام المقبل.

ويطمئن الحلبي السوريين إلى أن منحنى الإصابة اليوم في انحدار، وأن الالتزام بالإجراءات الوقائية قد يسهم في السيطرة على الفيروس بشكل أو بآخر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8