"ميدل إيست مونيتور": ما هي طموحات ماكرون في الشرق الأوسط؟

ترجمة: عبير علي حطيط

2020.09.07 - 01:25
Facebook Share
طباعة

 أثارت رحلات ماكرون المتكررة إلى لبنان والعراق شكوكًا من محاولة فرنسا إحياء "السياسة العربية" أو العلاقة الخاصة مع العالم العربي، وذلك بحسب ما قاله تقرير نشره موقع "ميدل إيست مونيتور".

وأضاف الموقع في تقريره أنه في الوقت الذي بدأت فيه محاكمات المتواطئين في هجوم "تشارلي إيبدو" عام 2015 طار ماكرون إلى بيروت، في زيارة ثانية للعاصمة اللبنانية التي شهدت انفجارًا ضخمًا أودى بحياة ما يقارب 190 شخصًا ودمر نصف المدينة، وحصل على وعد من النخبة السياسية التي فقدت مصداقيتها لإجراء إصلاحات سريعة أو مواجهة الشح الحاصل في الأموال، وأسوأ من هذه العقوبات المفروضة. ثم طار الرئيس البالغ 42 عامًا إلى بغداد، حيث شدد على أهمية تأكيد البلد سيادته على أراضيه وسط التوتر الأمريكي- الإيراني وزيادة التدخلات التركية.

وبحسب التقرير، فقد كان الرئيس تشارلز ديغول أول من أقام علاقات خاصة مع الدول العربية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، خاصةً بعد نهاية الحرب الجزائرية، في محاولة منه لمواجهة ثقل ألمانيا والمحور الأمريكي-البريطاني العابر الأطلنطي.

وتابع قائلًا إن جاك شيراك كان أبرز من دعموا وعززوا العلاقات مع الدول العربية، خاصةً صدام حسين، وأغضب الولايات المتحدة بمعارضته للغزو عام 2003. وكان نيكولاي ساركوزي منخرطًا في علاقات مع الدول العربية على خلاف خليفته فرانسوا هولاند.

وأردف التقرير أنه في ظل تراجع التأثير الأمريكي في المنطقة، وتركيز بريطانيا على مشاكلها الداخلية وملف الخروج من الاتحاد الأوروبي، قدم ماكرون نفسه على أنه القيادي الحامل للمشعل في المنطقة. ويبدو أن رهانه الخطير نجح في لبنان.

وأشار إلى أن زيارته الأولى التي جاءت في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس، حيث استُقبل استقبال الأبطال، وبعريضة وقعها 60 ألف لبناني تطالب بعودة الانتداب الفرنسي على البلد، وهو الدور الذي تخلت عنه فرنسا عام 1943. وفي عودته الثانية لم تكن زيارته ناجحة كما توقع.

ورأى الكثيرون، وفقًا للتقرير المنشور، أن زيارته التي تزامنت مع توافق النخبة السياسية على رئيس وزراء جديد هي موافقة على هذه النخبة المتهمة بالفساد الكبير، رغم تأكيده على عدم العودة إلى نظام المحاصصة الطائفية. واستطاع الحصول على تعهدات بتشكيل حكومة "فاعلة" والقيام بإصلاحات شفافة خلال شهرين، وذلك حتى يقدم صندوق النقد الدولي حزمة إنقاذ للبلد، وإجراء انتخابات في غضون عام.

ومع أن هذه التعهدات تعتبر واعدة، إلا أن أغنيس لافلوا، نائب مديرة المعهد المتوسطي إريمو قالت إن النخبة السياسية هي "قضية خاسرة". وأضافت، "يرغب القادة بإظهار أدنى قدر من حسن النية حتى يبدأ الدعم بالتدفق مرة أخرى، ثم يعودوا للمخادعة". مستطردةً "لكن هذه المرة لن يكون هناك صك مفتوح، وربما فرضت عقوبات على عدد من الأفراد. ومن المتوقع، بحسب الصحيفة، أن يعود ماكرون مرة ثالثة في كانون الأول/ديسمبر".

وطار الرئيس الفرنسي إلى العراق في أول زيارة له، حيث أقامت باريس علاقات طويلة، لكنها خسرت كل التأثير بعد الغزو الأمريكي. وهو أول زعيم كبير يزور العراق منذ تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الوزراء في أيار/مايو، وأكد على أهمية دفاع العراق عن "سيادته"، وهاجم تركيا و"تدخلها" المتكرر فيه.

وكشفت استطلاعات الرأي أن مغامراته في الشرق الأوسط أسهمت في زيادة شعبيته، إلى جانب نجاحه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتمرير حزمة تبلغ حوالي 750 مليار يورو لتعافي الاقتصاد الأوروبي من تداعيات تفشي وباء كورونا.

وعادة ما لا تترك السياسة الخارجية أثرًا على شعبية الرئيس في فرنسا، لكن التفجيرات والعمليات الإرهابية التي نُفذت في فرنسا وتم التخطيط لها في العراق وسوريا أكدت على أهمية الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط على الأمن القومي.

وقال مارك سيمو، المحرر الدبلوماسي في صحيفة "لوموند" الفرنسية إن "خبطات" ماكرون الخارجية أثارت انتباه الرأي العام الفرنسي، لكنها لم تحقق الكثير.

وقال إن ماكرون يملك حدسًا قويًا وقدرة على التواصل، ولكن علينا الاعتراف بأن لديه "القليل ليظهره"، و أنه "بالغ في صداقته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لم يتوقف عن سياسة "أمريكا أولًا".

وتابع قائلًا:"هناك ما أنجزه داخل الاتحاد الأوروبي، إلا أنه معزول داخل الكتلة في مواجهته مع تركيا التي وصفت بالتصرف الهستيري، فهو على خلاف معها في ليبيا ومنطقة شرق المتوسط".

ويرى الخبراء أن محاولات ماكرون تبنّي موقفًا ديغوليًا لن ينجح، وربما ارتد سلبًا. ويقول السفير الفرنسي السابق في تونس إيفو بانديلا ماسوزييه: "يقرع ماكرون طبل التعددية، ولكنه يتصرف بطريقة فردية، وهو معزول على المسرح الدولي اليوم".

وقال ماسوزييه: "وحتى في لبنان الذي تتمتع فيه فرنسا بتأثير، فإنه لا شيء يمكن فعله بدون الأمريكيين، ولا نتصور تحرك حزب الله في وقت تتعرض فيه إيران للعقوبات الأمريكية، ولهذا فإن علينا انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية".

ويقول ديديه بيليون، مدير معهد "آيريس" إن ماكرون قد يطلق النار على قدمه، لو لم يكن قادرًا على التحكم بأسوأ خصاله وهو "الغرور".[https://www.middleeastmonitor.com/20200907-macron-and-the-weak-return-of-french-colonialists/](https://www.middleeastmonitor.com/20200907-macron-and-the-weak-return-of-french-colonialists/

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6