لبنان أمام آخر خرطوشة... والشارع اللبناني سيتحرك بوجه حكومة أديب

ريان فهيم- بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.09.03 - 01:48
Facebook Share
طباعة

 
 
 
لم تُمارس الضغوط على القوى السياسية بهذه العلنية من قبل، بل كانت تُمارس من تحت الطاولة، إلى أن جاء اليوم الذي شهد فيه اللبنانيون سرعة السياسيين بتشكيل حكومة، والتي لطالما كانت تأخذ عملية تشكيلها مدّاً وجزراً، وأشهراً من تصريف الأعمال. حيث انتظرت آخر حكومة في هذا العهد ٥٠ يوماً لكي تتشكل، بسبب توافد عدة أسماء للمرشحين المحتملين للتكليف. أما اليوم وبعد وضع الأم الحنونة فرنسا يدها على لبنان، قررت بمبادرتها الإسراع في التشكيل، إلى أن وقع الخيار على سفير لبنان في المانيا مصطفى أديب الذي هبط اسمه من السماء فجأةً، وحصل على ٩٠ صوتاً توزع على الكتل النيابية، فيما برز اسم نواف سلام من جديد من قبل "القوات اللبنانية" التي حرصت على تسميته مجدداً، وكذلك النائب فؤاد المخزومي. المبادرة الفرنسية شددت على اختيار وجوه غير مستفزة للشارع اللبناني، وعليها أن تكون من أصحاب الإختصاصات، لكن ما حصل بالفعل كان متوقعاً، وهو غضب ثوار ١٧ تشرين الذي إلتف حول طريقة تعيين مصطفى أديب من دون برنامج حكومي، يعرّف من خلاله اللبنانيون عن الإصلاحات التي ستكون من أولوياته.
 
من أين جاء إسم مصطفى أديب؟
يجيب النائب علي بزي "لوكالة أنباء آسيا" بالقول إنه " طُلب من الحريري اختيار ثلاثة أسماء لكي يتم المضي في اسم تتفق عليه أغلب الكتل النيابية ومن بين هذه الأسماء كان مصطفى أديب، وكان مطلوباً من الحريري المشاركة في الحكومة وفي الإستشارات النيابية وأن يمنح الثقة للحكومة الجديدة".
و عن التدخل الخارجي في لبنان أشار بزي إلى أنه " مما لا شك فيه أن هناك غيرة دولية على لبنان، تهب لمساعدته ومؤازرته أثناء محنته والمبادرة الفرنسية ساهمت بشكلٍ أساسي في هذه الخطوة، كما والقيادات اللبنانية التي كان لها دور فعّال في اختيار مرشح لرئاسة الحكومة". مؤكداً أن "هذه الحكومة هي آخر خرطوشة لكل لبناني، وعليه يجب الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات وإلا نكون قد ارتكبنا جريمة في حق البلاد والعباد".
 
بعد أن أسقطت ثورة ١٧ تشرين الغلاف الذي يحيط بالسلطة وبعدَ أن كشفت أمام الملايين وجه الفساد الحقيقي، ها هي تعود مجدداً لإسقاط هيبة الحكومة التي ستتشكل قريباً، فجرح الثوار لم يلتئم بعد ومطالبه لم تحقق، فما هي تحركاته المقبلة؟
يجيب المحامي والناشط المدني في الحراك الشعبي واصف حركة "لوكالة أنباء آسيا" أن مظاهرة الأمس كانت جزءاً صغيراً من الذي سيحصل في الأيام المقبلة، ولن نقف على أعتاب منظومة فاسدة تكرر نفسها مرارًا وتكراراً، سنكون في المواجهة في اليوم الذي ستعطى فيه الثقة للحكومة لأنها تتناقض مع قضية ومطالب ثورة ١٧ تشرين". مشيراً إلى أنه"عندما سقطت حكومة العهد في ثورة تشرين، طالبنا بحكومة مؤلفة من الشعب ومن خارج قوى السلطة لكي تنقذ الوضع الإقتصادي، ولإسترداد المال المنهوب ولإقرار قانون انتخابات مع اختصاص تشريعي محدد لكي لا تضطر الذهاب الى المجلس النيابي المحكوم من السلطة، ومن تلك اللحظة لم تتحقق أهداف الثورة التي نزلت الى الشارع بهدف تغيير المنظومة السياسية لذلك لن يخلو من الشارع لحين تحقيق مطالب
الشعب".
وأكد الحركة أن " التدخل الخارجي بات واضحاً وإسم مصطفى أديب تم اختياره من خارج القوى اللبنانية وفرض على هذه السلطة المنهارة القبول بكافة الشروط والإملاءات الخارجية، وسنكون ضد هذه السلطة مجدداً لأن أديب لا يمثل الشعب، والحكومة التالية هي إعادة للمنظومة السياسية ولكن بوجوه وأقنعة مختلفة". لافتاً إلى أن "السلطة تحقق ما تريده الدول الخارجية وترفض الإنصات لشعبها علماً أن التدخلات الخارجية تأتي في نصاب مصالحها وليس في مصالح لبنان".
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9