رفع الدعم عن الطحين.. القرار الذي -إن تم - سيحول اللبنانيين من فقراء إلى جوعى

وكالة أنباء آسيا - لبنى دالاتي

2020.08.27 - 03:01
Facebook Share
طباعة

 
وكأن اللبنانيون لم يكتفوا من الارتفاع الجنوني في أسعار السلع، بسبب أزمة شح الدولار وارتفاع سعره في السوق السوداء، حيث تخطى عتبة الـ 7 آلاف ليرة للدولار الواحد، فهاهو مصرف لبنان يلوّح برفع الدعم عن السلع الأساسية، والتي لاغنى عنها، كالخبز والدواء والمحروقات .
رفع الدعم عن الطحين بشكل خاص، سيكون بمثابة الضربة القاضية على رأس المواطن اللبناني، فهو إذا ما جاع، استعان بأقل لقمة كلفةً علّها تسكت جوعه، وها هو رغيف الخبز بات مهدداً اليوم بأن يصبح حكراً على موائد الأثرياء وميسوري الحال.
ناصر الدين .. هل هناك ارتباط سياسي مشروط؟
في حديثه لوكالة أنباء آسيا، يطرح الخبير الاقتصادي زياد ناصر الدين عدة تساؤلات أمام المعنيين بسبب ما يتردد مؤخراً حول القرار الذي يقضي برفع الدعم عن العديد من المواد وأهمها القمح والطحين: فهل لهذا الأمر علاقة بشروط معينة وضعها صندوق النقد الدولي، وهل هو مقدمة للمس بمخزون الذهب تحت عنوان "لم نعد نستطيع استخدام هذا الاحتياطي، أم هل هو ابتزاز معين لكي تضطر الدولة اللبنانية إلى استعمال جزء من الاحتياطي مقابل ألا يتعمق التبرير الجنائي أكثر بالمواضيع المتعلقة بمصرف لبنان، والمصارف، والمؤسسات الحكومية؟
ويضيف ناصرالدين أنه في حال قرر مصرف لبنان رفع الدعم فسيطال مباشرةً جميع مستلزمات الأمور الحياتية والأساسية للمواطن، أي كل ما يتعلق بالأمن الغذائي!
ويشير إلى أن القمح والطحين يعتبران أهم أركان الغذاء الأساسي واليومي، وبالتالي، رفع الدعم هو مقدمة لتحرير سعر صرف الدولار، وهو ما سينعكس   بشكل سلبي على الواقع الاجتماعي، وعلى القدرة الشرائية لدى المواطنين.
ويرى أن الواقع الاقتصادي الحالي لا يحتمل بتاتاً تطبيق هذا القرار الذي سيؤدي إلى فوضى اجتماعية عارمة، ويستطرد "نحن اليوم نقف عند خط الفقر، لكن إذا توقف الدعم عن الطحين فسندخل في دائرة الجوع".
ويقول ناصر الدين لوكالة أنباء آسيا إن اللبنانيين لن يكونوا مستعدين لتحمل هذا الواقع، لأن المواطن اللبناني اليوم يشتري المحروقات، والأدوية، والمستلزمات الطبية، ويدفع كافة الفواتير على سعر صرف الدولار ب1500 ليرة، ولكن عند تحرير سعر صرف الدولار فستقفز كافة الأسعار بشكل جنوني.
المير .. لن نوافق على خفض سعر ربطة الخبز
من جهته، يقول نقيب أفران لبنان الشمالي، طارق المير، إنه عندما يتم رفع الدعم عن الطحين، فسيتخطى سعر ربطة الخبز 8 آلاف ليرة.
ويشير المير في حديث إلى وكالة أنباء آسيا، إلى أن كل ما يحكى حول هذا الموضوع يبقى محصوراً بالتوقعات والتهويلات، ولا قرار جدي حتى هذه الساعة.
يضيف المير أن الهبة المقدمة من الدول الأوروبية إلى لبنان، بعد تفجير المرفأ، والتي تبلغ قيمتها 12.500 طن من الطحين كانت رفضتها وزارة الدفاع بحجة أن الطحين لحقت به رطوبة قوية.
ويتابع "وزير الاقتصاد كان ينوي خفض سعر ربطة الخبز، معولاً على أن تقبل المطاحن والأفران هذه الهبة، ولكن النقابة رفضت، لأنها لن تكون كافية لأكثر من يومين".
ويضيف المير أن كمية الطحين المتوفرة في المطاحن تكفي لمدة شهرين كاملين، وأن الاتصالات جارية مع وزير الاقتصاد لمتابعة موضوع رفع الدعم عن الطحين، وهو بدوره يقوم بالتنسيق مع حاكم مصرف لبنان.
حطيط .. أستبعد هذا القرار
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء آسيا، يقول نقيب المطاحن والقطاع الغذائي أحمد حطيط أن السعر الحالي للطن الواحد من الطحين هو 628.000 ليرة وفي حال رفع الدعم سيصبح 2500.000 ليرة، مستبعداً أن تخطو الدولة هذه الخطوة، وسبق أن أكد حاكم مصرف لبنان أن لا نية لديه في رفع الدعم عن الطحين.
ويضيف حطيط أن الحلول تبقى محصورة بالدولة، وفي حال قررت الدولة أن تكون هي المستورد للقمح بدلاً من المطاحن فسيتوجب عليها أيضاً أن تتحمل الأعباء الاضافية التي ستنتج عن قرار رفع الدعم عن الطحين، على حد قوله.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 6