شباب دير الزور يهاجرون من جديد بانتظار

خاص - وكالة انباء اسيا

2020.08.25 - 05:09
Facebook Share
طباعة

 بعد حملة الاعتقالات العشوائية والاغتيالات المجهولة، عاد أبناء ريف دير الزور الواقع تحت سيطرة مليشيا "قسد" إلى البحث عن طرق الهجرة خارج البلاد، خوفاً من الممارسات الحاصلة في بلداتهم، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة في ظل ارتفاع الدولار، وغياب الرقابة الحقيقية عن الأسواق، وانعدام مقومات الحياة في ظل غياب أغلب الخدمات الأساسية .

عودة قبل عامين وهجرة جديدة..

مع سيطرة "قسد" على المنطقة وخروج تنظيم "داعش" منها، بدأ أبناء منطقة الجزيرة في العودة إلى ديارهم، قادمين من تركيا أو من مناطق إدلب وحلب، حيث كانوا مهجرين أثناء تواجد "داعش" في المنطقة.

هذه العودة كانت مع بدء استقرار المنطقة، وحتى قبل أشهر كانت العودة ممكنة، ولكن ومنذ انتشار فيروس كورونا بدأت احوال المنطقة تشهد تراجعاً على كافة الأصعدة الأمنية والسياسة والصحية والاقتصادية، الأمر الذي جعل خيار العودة إلى تركيا، والهرب من الديار أحد أبرز الحلول .

أوضاع صعبة اقتصادياً وأمنياً ..

يقول "علاء الشيخ " وهو من بلدة الكسرة لوكالة أنباء آسيا : "إن الكثير من الشباب بدأ العودة إلى تركيا بعد أن بدأت الأوضاع الأمنية في المنطقة تسوء، إضافة إلى انعدام الحلول بالنسبة للعمل الحر، فأغلب الشباب انخرط في قوات سورية الديمقراطية، ولكن مع الفلتان الأمني وكثرة الاغتيالات هناك الكثير من عناصر "قسد" التحق بما يسمى الجيش الوطني التركي، أو أكمل طريقه نحو تركيا، باحثاً عن فرصة جديدة للعيش في ظروف أفضل، بعيداً عن المنطقة التي مازال يلف مستقبلها الغموض" .

ويتابع الشيخ بالقول إنه "على الرغم من صعوبة الحصول على طرق الهجرة، إلا أن الشباب يجدونه الخيار الأمثل للهروب من واقع الحال الذي يعيشونه، فهم يبحثون عن حياة كريمة وفرص أفضل للعمل " .

1500 دولار تكلفة الهروب ..

وعن طرق الخروج من المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، يقول الشاب "عبد الرحمن. س" وهو مقاتل سابق في صفوف "قسد" : "لقد تم تهديدي في أكثر من مرة أما بالقتل أو ترك صفوف "قسد"، ولأن الخيارات محدودة في ظل عدم قدرة "قسد" على حمايتنا من التهديدات، فقد اخترت الهرب أنا وعائلتي إلى مكانٍ أكثر أمناً، وبعد الاتفاق مع أحد المهربين للخروج من ريف دير الزور، واجهت الكثير من المتاعب على الطريق، إضافة إلى الاستغلال المادي من قبل المهرب، الذي أخذ مني مبلغ خمسة آلاف دولار لقاء تأمين خروجي مع عائلتي من مناطق سيطرة "قسد"، وهو بالفعل ما حدث، ونحن اليوم نعيش في مدينة أورفة التركية بعيداً عن المشاكل التي تعاني منها المنطقة، وهذا حال الكثير من أبناء الريف الذين تعرضوا للتهديدات " .

معابر الموت والاستغلال ..

أما عن الطرق التي تؤدي إلى الخروج لبر الأمان يقول "مصطفى ل" وهو من أبناء بلدة هجين: الكثير من أبناء المنطقة ومن خارجها ينطلقون من ريف دير الزور إلى أحد معابر التهريب، فهناك الكثير من المعابر، منها في مدينة الحسكة عبر راس العين إلى تركيا، ومنها عبر الرقة إلى تل أبيض أو إلى ريف حلب، ومنها من قرى ريف حلب التي تخضع لسيطرة "قسد" إلى أخرى تقع تحت سيطرة مايسمى "الجيش الوطني"، وفي كل الأحوال فإن الخطورة قائمة، فطرفي الصراع يقومون برمي القادمين بالرصاص، لذلك يجب اختيار المهرب القادر على إيصالك إلى بر الأمان، وكما كان الطريق أسهل وأقل خطورة ارتفع المبلغ المتفق عليه" بحسب قوله.

موعد العودة الجديد ...
من جهته، يقول الشاب " حسان ع " : "عند خروجنا من المنطقة، لم نفكر بموعد العودة، فكل اهتمامنا كان نحو الذهاب بعيداً عن المنطقة والفلتان الأمني الذي تشهده، في المرة الأولى هاجرت إلى تركيا هرباً من التجنيد الإجباري الذي فرضه تنظيم "داعش" على شباب المنطقة، وفي العام الماضي عدت إلى قريتي في ريف دير الزور على أمل عودة الأمان للمنطقة والاستقرار، ولكن مع مرور الوقت اكتشفنا العكس، فبدأت رحلة تأمين المبلغ للخروج من المنطقة عبر أحد منافذ التهريب، من الحسكة أو الرقة، ومع الوصول إلى تركيا سنبدأ رحلة جديدة في العمل بانتظار وصول قوة جديدة إلى المنطقة، لعلها تحقق معادلة الأمن والأمان، فنعود إلى بلدنا التي حرمنا منها خلال سنوات الحرب ".
وفي نهاية المطاف يبقى ريف دير الزور الشرقي وأبناؤه تحت رحمة الصراع الدولي على المنطقة لما تحمله من خيرات زراعية ونفطية تزيد من الصراع بين الدول المتواجدة على الأرض السورية، دون الالتفات إلى المواطن وما يعانيه في ظل هذه الظروف .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6