المهرجانات في سوريا .. إلى أين ؟

بيتي فرح _ دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.08.21 - 07:22
Facebook Share
طباعة

 كانت المهرجانات الفنية والثقافية من أهم الفعاليات السياحية في سوريا عامة، و محافظتي طرطوس وحمص خاصة، و كباقي القطاعات أدت سنوات الحرب العشر الى ركودها و اندثارها، و ما زاد الطين بلة، أزمة وباء كورونا المستجد، التي جاءت مع بداية فصل الربيع و امتدت الى فصل الصيف اللذين يحييان مثل هذه الفعاليات .

جورج صايغ عضو مجلس إدارة غرفة سياحة طرطوس و رئيس شعبة مكاتب السياحة والسفر رأى في حديث له مع" وكالة أنباء آسيا" : أنا من أوائل الداعمين للمهرجانات لانعكاساتها الإيجابية بشكل عام، و هكذا فعاليات ستعود للحياة عندما يتعافى المجتمع السوري اقتصاديا و أمنيا و تنتهي جائحة الكورونا ، ولكن في الظرف الحالي لدينا توجهات أهم تخص الوضع المعيشي للمجتمع لارتباطه الوثيق بنجاح أي مهرجان، و الحكومة تشرف على بعض الخطوات التي تأخذ الأولوية منا هذه الفترة" .

و أضاف صايغ :" ناهيك عن الغلاء الفاحش الذي ينهش الجسد السوري، و مطالبة وزارة التربية بتأخير افتتاح المدارس لبعد ١٥ أيلول- سبتمبر، فطبيعة المناخ في سوريا تسمح للسياحة في الشهر التاسع- عوامل عدة أثرت و ما زالت تؤثر على عمل المنشآت السياحية، كالمطاعم والفنادق، و على اصحاب الشقق السكنية الذين يعتاشون من الإيجارات في المواسم السياحية التي تقام فيها المهرجانات و الفعاليات، وهذا ما أثّر على السياحة الداخليةو أضعفها" .
و أشار الصايغ إلى أن المغتربين هم الممولون الأساسيون للمهرجانات والكرنفالات، و الأولوية لديهم حاليا هي التركيز على خطط لتحسين حالة المواطن المعيشية. كما أننا نأمل الخروج من زمن الخطابات ونأخذ مساحة حرية أكبر بالتعبير في مهرجاناتنا الفنية والثقافية القادمة، وهناك معوقات أهم يجب الإضاءة عليها كمحاربة الفساد في بعض المؤسسات الحكومية و ضبط سعر الصرف .

بدوره مؤسس الملتقى الثقافي العائلي في منطقة مشتى الحلو وائل صباغ قال في حديث " لوكالة أنباء آسيا : " إن العمل الصيفي كان محدوداً نوعا ما هذا الصيف، جراء اتخاذ الاجراءات الاحترازية تفاديا لتفشي وباء كورونا، لكن الحياة السياحية للمنطقة بدأت بالعودة بالتزامن مع نشاط ملتقى دلبة مشتى الحلو الذي سيبدأ في أول أيلول" . منوها الى أن منطقة مشتى الحلو - خصوصا عند حلول شهر آب - أغسطس تكون عادة حافلة باستقطاب (السياحة الدينية) التي تحيي اقتصاد المنطقة والتي بدأت تجلياته واضحة بالانعكاس الإيجابي على حركة المطاعم و الفنادق والشقق و المحلات التجارية، التي تعود بريع جيد على أهل المنطقة.

من جهته زاهر يازجي أحد مسؤولي لجنة التنظيم في كرنفال مرمريتا أكد في حديث مع " وكالة أنباء آسيا" أن كرنفال مرمريتا توقف منذ عام ٢٠١١ ليعود إحياؤه في ٢٠١٦ بقوة، و ذلك بدعم من مغتربي المنطقة في الخارج، و الوافدين من سيّاح الداخل .

 



و نوّه يازجي أن هذا الكرنفال كان يعود ريعه السنوي لشراء مستلزمات الكرنفال كثياب التنكر و المجسمات و السيارات ...الخ. " و لكن فيما بعد و نتيجة ظروف الحرب التي طرأت على سوريا تم توزيع الريع على أسر شهداء المنطقة واحتياجاتهم.
مضيفا بأن لجنة الكرنفال، و بسبب ظروف البلد هذا العام، اكتفت بإقامة نشاطات بسيطة مؤلفة من ٣ فقرات بهدف التوعية من الوباء فقط".

يازجي أشار الى المهرجان الثقافي الذي ترعاه جمعية الخدمات الاجتماعية في مرمريتا، والذي يتجاوز عمره ال ٥٥ عام، و الذي أسسه مثقفي البلدة، حيث استقطب أهم الشخصيات الثقافية محليا و عربيا كنضال الأشقر و الدكتور علي المقداد، أدونيس، فيرا يمّين، نزيه أبو عفش، ندرة يازجي والدكتور سامي كليب وغيرهم، و كان له الدور الفعال في إنعاش السياحة الداخلية .


و اعتبر أن التراجع السياحي نتيجة الأسباب التي ذكرت سابقا، أثر سلبا على الوضع الاقتصادي للأهالي وبالتالي امتهان حِرف ومِهن أخرى .

بدورهم أهالي مرمريتا و المناطق المحيطة، يأملون بأن تبقى الكرنفالات و المهرجانات محصورة بدائرة لجنة المنطقة فقط، و عدم استحواذ أي يد حكومية عليه. و يبقى العائق الرئيسي للوافد والمقيم هو ارتفاع سعر الصرف المرتبط بالغلاء الفاحش .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10