قرار المحكمة الدولية يقسم الشارع الحريري في الطريق الجديدة

غنوة طعمة - وكالة انباء اسيا

2020.08.20 - 03:13
Facebook Share
طباعة

 لطالما اشتهر سكان منطقة الطريق الجديدة (معقل تيار المستقبل)، بتأييدهم الكامل لرفيق وسعد الدين الحريري، على مختلف المستويات وفي كل الأوقات.
وكان أنصار الحريري الأب والإبن، يخرجون في شوارع المنطقة في كل مرة يتم فيها التعرض لآل الحريري، في مواكب سيارة ودراجات تلبية لدعوات التظاهر في مناسبات مختلفة، دعماً لزعمائهم وتأييداً لسياستهم.
وفي سياق متصل، أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري قرارها الذي خلف ردود أفعال متناقضة في صفوف أنصار تيار المستقبل، فالقرار الذي لطالما انتظره مناصرو آل الحريري في الطريق الجديدة على أحر من الجمر، لمعرفة من هم قتلة الحريري الأب وللإقتصاص من المجرمين بعدالة دولية، كان نبض الشارع في هذه المنطقة التي تعرف بولائها الأعمى لآل الحريري، يشدد دائما على ضرورة الإنتقام من القتلة.
وللوقوف على ردود أفعال الشارع في الطريق الجديدة، أجرت وكالة أنباء آسيا مقابلات مع العديد من أنصار الحريري هناك، وجاءت الآراء بين مؤيد لقرار المحكمة وبين معارض لها.
وفي هذا الشأن، قال الحاج أمين الربعة لوكالة أنباء آسيا: "قرار المحكمة الدولية لم يكن على مستوى الإنتظار، انتظرنا 15 سنة لمعرفة الحقيقة التي لطالما طالبنا بها ونزلنا مرارا وتكرارا إلى الشوارع منذ ال 2005، ولكن خاب ظننا، كيف يمكن لمحكمة بهذه الأهمية الدولية، أن تصدر قرارا بإتهام شخص واحد فقط بمقتل الرئيس الحريري، كيف يمكن أن نصدق أن هذه هي الحقيقة، هل يمكن لشخص واحد أن يدبر ويخطط وينفذ جريمة بهذه الفظاعة، إنها جريمة العصر وانتظرنا أن تبصر الحقيقة النور ولكن خاب ظننا".
ومن جهته، قال الحاج محي الدين الحسامي في حديثه معنا: "لقد شكل قرار المحكمة صدمة لي ولعائلتي التي تدين بالولاء للخط الحريري، ويمكن أن أقول صدمة لمعظم أهالي الطريق الجديدة، لقد انتظرنا لأعوام طويلة أن يأخذ الحق مجراه وأن نقتص من المجرمين، حق أبو بهاء ذهب مع الريح، بالنسبة لي لا عدالة في الدنيا، العدالة عند الله، وهناك سيأخذ رفيق الحريري حقه، لقد تسمرنا أمام التلفاز منذ الصباح وكان أملنا كبيرا لمعرفة الحقيقة بعد طول إنتظار، وللأسف ما صدر عن المحكمة لم يشكل إلا خيبة أمل وصدمة بالنسبة لنا".
وفي هذا السياق، قالت السيدة نهاد جبيلي لوكالة أنباء آسيا: "محبتنا للشهيد رفيق الحريري وابنه كبيرة وعميقة، سوف نبقى أوفياء لذكراه وبالنسبة لنا قرار المحكمة عادل، تمت إدانة المسؤول الرئيسي عن اغتيال الشهيد الحريري، وحاليا نحن بإنتظار أن يأخذ العدل مجراه وتتم محاسبة الفاعل، لن نهدأ حتى نراه وراء القضبان وحول رقبته حبل المشنقة، نحن نطالب بالعدالة عاجلا أو آجلا ونطالب بالقبض على هذا المجرم في أسرع وقت ممكن".
أما السيدة ديانا الصعيدي فقالت: "أستغرب ردود الأفعال الشاجبة لقرار المحكمة الدولية، لقد تمت إدانة الفاعل وهو تابع لمنظومة سياسية لطالما عرف أنصارها بعدم محبتهم للرئيس الحريري ولسياسته، أنا راضية كل الرضى عن قرار المحكمة، هذا انتصار للبنان ولبيروت ولطريق الجديدة التي حضنها الشيخ رفيق وكان لنا أبا قبل أن يكون رئيسا للحكومة".
ومن جهته، قال السيد عمر اللادقي لوكالة أنباء آسيا: "لقد ضربت هذه المحكمة عرض الحائط حقيقة اغتيال أبو بهاء، إنها مسيسة وبالنسبة لي أنا مقتنع تماما أن قرار المحكمة جاء ليفرض تسوية سياسية في البلد وللأسف على حساب دم الرئيس الشهيد، لقد خاب ظننا بالقرار وخاب ظننا بالشيخ سعد، انتظرنا 15 عاما لنسمع من القاضي قد وممكن ولا نجزم ويجوز، هذه مهزلة بحق اللبنانيين وظلم بحق الرئيس الحريري ورفاقه".
وقالت السيدة أحلام عيتاني: "يؤسفني أن أقول أن قرار المحكمة جاء مخيبا للأمال بعد كل ما تم التداول به من اتهامات لأربعة عناصر متهمين بالجريمة المروعة لتأتي النتيجة ادانة واحد منهم فقط، فهل يعقل أن يقوم هذا الفرد بشراء المتفجرات والسيارة المسروقة وتأمين سائق لها ومراقبة تحركات الرئيس الشهيد لوحده، هذا تضليل للرأي العام بكل ما للكلمة من معنى".
أما السيد جمال لبابيدي فإعتبر أن قرار المحكمة جيد إذا تمت متابعته من الجهات المعنية سواء في لبنان أو على مستوى العالم وإلا فإننا سنرى هذه القضية أمام مجلس الأمن لأن قرار إنشائها تم تحت الفصل السابع ما يعني أن على مجلس الأمن الدولي أن يطالب الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار دون هوادة.
وأخيرا يبقى تنفيذ قرار المحكمة متابعاً ومترقباً من القاعدة الحريرية لا سيما في منطقة الطريق الجديدة التي لن تهدأ كما قال معظم أبنائها قبل رؤية المجرم وراء قضبان العدالة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7