سورية: مكبات النفايات تتحول إلى بؤرة تلوث .. ووعود نقلها لا تجد من ينفذها أو يصدقها!

وكالة أنباء آسيا - زينة عماد الدين

2020.08.20 - 02:51
Facebook Share
طباعة

 أقل من كيلومتر واحد هو ما يفصل بيت محمد عن مكب نفايات قريته، البصة، الواقعة على بعد 10 كم عن اللاذقية، حيث ترى الدخان الناتج عن حرق المكب يومياً من على شرفته وكأنه غيم أسود يغطي القرية .
يؤكد محمد أنه حاول بيع منزله منذ ازدادت الحرائق في المكب، ولكن من دون جدوى، ويسخر من أن قريته البصة ملاصقة للبحر، ولكن بدل أن تكون مقصداً سياحياً، تحولت إلى أحد أكبر وأخطر مكبات النفايات، ويعود لسبعينيات القرن الماضي..
رجل آخر كبير بالسن يمشي معنا وسط أكوام النفايات، لديه أحفاد منهم من يعاني من الربو كما أخبرنا، بسبب الجو الملوث، وآخر مريض بالسرطان، ويرى ان هذه الحال لن تتغير قريباً، فالمكب أصبح مصدر رزق وتجارة، مؤكداً أن البعض استخدم البدو وبعض العائلات المشردة من محافظاتهم كإدلب وريف حلب كنابشين، للبحث عن المعادن والنحاس وبيعها لصالح تجار كبار.
يضيف الرجل بحرقة أن النفايات باتت على ارتفاع ثلاثة أمتار عن مستوى اﻷرض ويمتد لعدة كيلومترات، حيث يقدر إجمالي كمية النفايات غير المطمورة بحدود مليون طن، وحتى وقت قريب لم يكن هناك أي مراقبة للمطمر من قبل أي جهة .
ويحمّل أهالي البصة محافظة اللاذقية، المسؤولية عن هذا الوضع الفظيع، حيث تتوالى وعودها بإغلاق المكب منذ أكثر من 25 عاماً دون أن تتم أي خطوة توحي بأن ذلك صحيح أو ممكن، على حد قولهم.
أحد المهندسين في بلدية البصة، أوضح في تصريحات لوكالة أنباء آسيا، خطورة مكب البصة، الأضخم في سورية، وحذر من غاز الميتان السام الذي يفتك بالبشر والشجر والحيوانات، نتيجة تفاعل الحرارة مع مخلفات النفايات ما يسبب انتشاراً للأمراض الجلدية والتنفسية والسرطانية، وانتشار الحشرات والكلاب الشاردة، مطالباً الجهات المختصة بحل سريع..
مكب نفايات رخلة: خطر يحدق بالعاصمة
في ريف دمشق، ثمة مكب قمامة آخر يفعل فعله في الأراضي الزراعية والبشر. يقول رئيس بلدية رخلة بركات أبو الخير إن المكب يتموضع في قرية حيوية و زراعية من قرى جبل حرمون والتابعة إداريا لقطنا، وتعتبر رخله رئه دمشق بالهواء النقي، فيما ينفث المكب سمومه فيها مهدداً كل ما حوله. ويؤكد أبو الخير أنه حتى تاريخه لايوجد أي مؤشر لإزاله المكب.
وبلسان أهل قريته، يقول أبو الخير لآسيا "هناك أضرار كثيره للمكب من الناحيه البيئية، حيث يؤثر بشكل مباشر على المياه الجوفيه والأراضي الزراعية، على امتداد القرى المحيطة بالمكب، ناهيك عن أن عملية الطمر لاتحقق أدنى شروط السلامة البيئية.
ووجه أبو الخير اللوم على مديرية النفايات الصلبه في محافظه دمشق لأنها الجهة المسؤولة والمشرفة على المكب.

مكب جديدة الفضل..ملاصق للمناطق السكنية
في مكب جديدة الفضل، يبدو الوضع أكثر سوءاً، حيث يلاصق مكب القمامة بيوت الناس، منذراً بكوارث صحية لا تحمد عقباها.
أم علي تقطن بجوار المكب، ترافقنا في جولتنا لتشرح حجم المصيبة كما تقول، وتتساءل: هل نحن بشر أم لا، لماذا علينا أن نتعايش مع فضلات الناس؟ نريد العيش بسلام، وعلى الأقل وسط جو نظيف، الناس تتغنى بالطبيعة و نحن حياتنا تدور حول النفايات.
وأضافت: أعاني من الربو التحسسي، كما أن الطفح الجلدي لا يفارقنا من كثرة الحشرات السامة، نريد حلاً .
حلول مؤجلة.. ووعود بإعادة تدوير النفايات
موريس حداد مدير النفايات الصلبة في محافظةدمشق، يقول في تصريحات خاصة بوكالة آسيا إن العمل جارٍ على حل هذه الأزمة.
وفيما يخص مكب البصة قال حداد إن هناك مكباً بديلاً في منطقة القاسية بالحفة، وتم تجهيزه بشكل منظم على أن تطمر فيه النفايات على مراحل، نظراً لأن مكب البصة ضخم وعشوائي، وتتابع محافظة اللاذقية عملية النقل والطمر ليكون جاهزا خلال أشهر.
أما بالنسبة لمكب جديدة الفضل - يقول حداد - فهو غير نظامي ولا قانوني، وهو ناتج عن سوء إدارة، وتمت محاسبة وإقالة رئيس بلدية جديدة الفضل على إثره، مشيراً إلى أنه يجب أن تنقل القمامة إلى مكب رخلة، وقد تواصلنا َمع َمحافظة ريف دمشق لمتابعة الملف.
وختم حداد حديثه بالقول إن مكب رخلة باقٍ ولن يتم نقله، والسبب أنه أرض مستملكة لمديرية النفايات، وتم تجهيزه من زفت وإنارة وتم عرضه للاستثمار لمعالجة النفايات الصلبة وتدويرها، لتوليد الطاقة أو الفيول، ونحن ندرس بعض عروض الاستثمار، وسيكون الوضع مستقراً في رخلة بما يتناسب مع الشروط التي وضعناها، كما قال.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 2