هل يترشح ظريف للانتخابات الرئاسية الإيرانية 2021

أحمد الساعدي_طهران وكالة أنباء آسيا

2020.08.18 - 07:52
Facebook Share
طباعة

 تحدثت صحيفة "شرق" الإصلاحية، اليوم الثلاثاء، عن وجود تكهنات لترشح وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى الانتخابات الرئاسية المقرر إجرائها منتصف العام المقبل 2021، فيما يرى بعض المراقبين أن "ظريف هو الخيار الأنسب للتيار الإصلاحي، على الرغم من كل الأداء السلبي للحكومة في السنوات الثلاث الماضية، لا يزال شخصية شعبية".

وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه "يدور الحديث هذه الأيام عن مرشحين رئاسيين محتملين، وسيظل بعضهم محتملاً، والبعض الآخر يُستبعد من الحملة من قبل مجلس صيانة الدستور؛ لكن بعض التكهنات بدأت تظهر والتي كانت حتى وقت قريب تبدو غير مرجحة؛ ومنهم ترشيح محمد جواد ظريف الرجل الأول في الدبلوماسية الإيرانية".

وأضافت إن "المتعاطفين الذين استهدفوا ظريف مرارًا وتكرارًا بالافتراء والنقد الشديد، ما زالوا يعارضون وجوده في الانتخابات اليوم ويستخدمون كل الذرائع، بما في ذلك الاتفاق النووي لتدميرها بمهارة باعتبار أن هذا الاتفاق لم يحقق رغبات إيران الاقتصادية ويزيل العقوبات عنها".

وأشارت الصحيفة إلى أن "ثناء المرشد علي خامنئي على ظريف عبر استخدام عبارات الرجل الشجاع والمؤمن هي دعم خفي من قبل القيادة (خامنئي) لأعمال وأنشطة ظريف"، منوهة إلى أن "ظريف يعتبر من الشخصيات القليلة الإصلاحية التي تحظى بدعم وإشادة من المرشد علي خامنئي".

ويؤكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريحات على أنه "لن يترشح للانتخابات الرئاسية؛ لأنني ليس سياسياً وإنما دبلوماسياً"، وتظهر هذه التصريحات عدم رغبته الشخصية في الترشح للرئاسة، لكنها ليست مجرد مسألة رغبة قلبه، بل إن الضرورات تحمل معها أحيانًا مسؤوليات جديدة، كما تقول الصحيفة.

وتابعت إنه "حتى أسابيع قليلة مضت، اعتقد الكثيرون أن ظريف لن يرشح نفسه لأنه لا يريد الترشح، لكن في هذه الأيام، بينما لم يتغير موقف ظريف الشخصي، أصبح مرشحًا محتملاً للانتخابات، وأصبح عرضة ودعوته لخوض الانتخابات أكثر جدية".

وظل ظريف هدفاً للتيار المتشدد منذ توليه منصب وزارة الخارجية الإيراني عام 2013 وحتى الآن، وتزايدت هذه الهجمات من المتشددين ضده بعدما قاد المفاوضات النووية مع القوى الدولية لإبرام إتفاق مشترك عام 2015.

وحتى بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو 2018، تصاعدت الانتقادات في الداخل الإيراني ضد ظريف بدلاً من الولايات المتحدة وأوروبا؛ يبدو أن محمد جواد ظريف هو المسؤول عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعدم تحرك أوروبا للوفاء بالتزاماتها، بحسب تقرير الصحيفة الإصلاحية.

ونقلت الصحيفة عن مستشار الرئيس الإيراني، حسام الدين آشنا، عن ترشح ظريف للانتخابات: "ظريف يتمتع بشعبية ويعرف اللغة العامة والخاصة، وإذا كان قادرًا على مواجهتها، يمكنه دخول ساحة الانتخابات".

كما أن محمد جواد ظريف هو شخصية مقربة من حزب العدالة والتنمية الإيراني الذي يتزعمه محمد باقر نوبخت ـ أحد الأعضاء في حكومة روحاني ـ كما أن الرجل الثاني في هذا الحزب هو إسحاق جهانغيري نائب الرئيس الإيراني، وهو من الداعمين لترشيح ظريف، بحسب ما ذكرت الصحيفة.

وفي هذا الصدد، نفى السياسي الإصلاحي والوزير في حكومة الرئيس الأسبق محمد خاتمي، "علي صوفي" مؤخرًا إمكانية ترشح ظريف للانتخابات الرئاسة وقال: "على الرغم من منع الدبلوماسيين من الانضمام إلى الفصائل السياسية، فإن ميول ظريف السياسية تعتبر إصلاحية".

وأضاف علي صوفي إن "ظريف مختلف تماما عن روحاني؛ لأن الأخير لديه خلفية أصولية، لكن هذه الميزة لم تظهر في سجل ظريف".

فيما يقول السياسي في التيار الأصولي المتشدد "عباس سليمي نمين"، أن ظريف هو الخيار الأنسب للإصلاحيين، من بين محسن هاشمي وإسحاق جهانغيري وعلي لاريجاني، وأعتقد أن ظريف لديه أفضل فرصة للحصول على دعم الإصلاحيين في انتخابات 2021"، مضيفاً "أن مجال عمله كان السياسة الخارجية وأداء الحكومة في المجال الداخلي لم يكن له تأثير سلبي كبير على الرأي العام".

لكن صادق زيبا كلام أحد الشخصيات الإصلاحية البارزة، ينفي بشدة دخول ظريف للانتخابات الرئاسية، مضيفاً "ظريف لن يخوض الانتخابات على الإطلاق، والإصلاحيون لا يستطيعون القول إن ظريف هو مرشحنا؛ لأنه لم يكن مصلحًا أبدًا، وإذا ذهب ظريف إلى الترشح وأيده كل الإصلاحيين والأصوليين المعتدلين وقالوا علانية في مؤتمر كبير وعام أن خيارنا الأول والأخير هو ظريف، فلن يصوت مرة أخرى؛ لأن الناس سئموا من القوى السياسية، وظريف ليس استثناءً من هذه القاعدة، والتيار الاجتماعي لا يدعمه بأي شكل من الأشكال، ولا يذهب إلى صناديق الاقتراع، وفي النهاية، كما قلت في انتخابات العام المقبل، سيفوز الأصوليون بأدنى حد في الانتخابات الرئاسية، مثل ما حدث في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أواخر فبراير/ شباط الماضي، وسيتولى شخص رئاسة البرلمان على شاكلة ما حدث في البرلمان الحالي".

وترى الصحيفة الإصلاحية إن "نظرة صادق زيبا كلام صحيحة في عدم توجه الإصلاحيين نحو ترشيح ظريف، في ظل عدم وجود رغبة لدى الشعب بالمشاركة بالانتخابات الرئاسية بعدما سئموا من العقوبات الأمريكية التي أثرت على حياتهم اليومية".

وتابعت الصحيفة تقريرها إنه "بأي منطق ستُسلم دفة البلاد إلى أيدي الأصوليين المتطرفين الذين يقرعون طبول الحرب والعقوبات؟ ولا ينبغي تجاهل حب الوطن والود تجاه إيران، على أي حال، سيكون للانتخابات الرئاسية الأمريكية حتما تأثير كبير على الترتيب الانتخابي في إيران، وربما إذا خسر ترامب السباق، فإن فرصة التوصل إلى إجماع على معتدل توافق عليه القيادة (المرشد خامنئي) وتجاوز حاجز مجلس صيانة الدستور مقبولة بشكل عام سيكون مفتاح النجاح".

وختمت إنه "بقدر ما يفسر الأصوليون الشروط والأحكام السياسية لصالحهم، يمكن للإصلاحيين تغيير ميزان القوى لصالحهم مع مجيء ظريف. لهذا السبب، لا يزال ترشيح محمد جواد ظريف احتمالًا قويًا للغاية لانتخابات 2021، ويمكنه أن يبث حياة جديدة في الجسم البالي للإصلاحيين".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 1