"عقمها".. مبادرة مجتمعية للتصدي لكورونا تؤمن 40% من الاحتياجات الصحية السورية

وكالة أنباء آسيا – حبيب شحادة

2020.08.17 - 01:25
Facebook Share
طباعة

 

 
مع غياب وندرة أسطوانات الأوكسجين وارتفاع أسعارها، أطلق شباب سوريون مبادرة "عقمها "، وهي مبادرة مجتمعية، تهدف إلى نشر ثقافة النظافة العامة والشخصية والوقاية وتوفير السبل والوسائل اللازمة لها، وذلك بالتزامن مع الحملة الوطنية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وتقوم المبادرة"، بحسب ما يذكر مؤسسها، د قاسم عواد، بتوفير أسطوانات الأوكسجين، والمستلزمات الأساسية للأسطوانة، من ساعة، وشوكة أنفية، وفي بعض الأحيان قناع وجهي، وكذلك خدمة الاستشارات اللوجستية، كتعبئة الأسطوانة وصيانتها، وسلامتها وغيرها من الأمور.
ويقول عواد لوكالة أنباء آسيا "لدينا فريق طبي موجود 24 /24 ساعة، مؤلف من 166 ألف متطوع، يقدم استشارات هاتفية مجانية، ومعاينات منزلية بأجر رمزي (4000 ليرة) لمن يستطيع الدفع، ومن لا يملك تكون المعاينة مجانية".
ويضيف عواد بأن "كل الخدمات المقدمة من أموال المتبرعين والمجتمع الأهلي والفعاليات التجارية، وتحت رعاية جمعية الصم والبكم المحتضنة للمبادرة، ويتم تقديم الأموال لها لتأمين مستلزمات المبادرة"، التي تعمل وفقاً لعواد، عبر موافقات خطية وشفهية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومديرياتها الفرعية والجهات المعنية في كل محافظة أو منطقة، ولا تتبع لأي جمعية أو مؤسسة أو شركة.
كما يرفض عواد القول إن الحكومة ووزارة الصحة عجزت عن توفير وتقديم الخدمات لمصابي "كورونا"، موضحاً أن "هذا العجز حدث في أغلب الدول ومنها بريطانيا، إيطاليا، نتيجة لأزمة صحية غير متوقعة ومفاجئة، وعدم تسطح بالمنحنى لعدد الإصابات". وهنا أتت "عقمها" كرديف للنظام الصحي، عبر لعب المجتمع الأهلي دوراً أساسياً في مواجهة الجائحة.
وصل عدد الأشخاص المستفيدين من المبادرة منذ تأسيسها إلى ما بين 2500 و 3000 شخص بحسب عواد، ذلك ما بين استشارة طبية ومعاينة، وتأمين أسطوانات غاز، وخلال الأسبوع الحالي وصل الرقم لحوالي 4500 شخص.
ومبادرة "عقمها" تُخدّم حوالي 30 إلى 40% من الاحتياج الصحي في دمشق وريفها، وهذا الأمر خفف الضغط على المشافي، وكان الهدف الأساسي منها هو "تخفيف ذهاب الناس للمشافي"، وفقاً لإفادة عواد، الذي أضاف بأنّ المبادرة تعمل كدعم لوجستي في دمشق وريفها، وتقدم الاستشارات الهاتفية لجميع مناطق الجغرافيا السورية، وهناك محاولات لتخديم حمص والسويداء. وهذا الموضوع يتم دراسته اليوم للوصول لأكبر عدد ممكن من الناس.
ويختم عواد حديثه لوكالة "آسيا" بأن "عقمها" لا تفكر الآن بالمستقبل، بسبب الوضع الحالي، ولا يمكن التفكير بمستقبل المبادرة في ظل وضع طارئ وإسعافي، لكن الأمر وارد مع انتهاء جائحة كورونا، لتصبح "عقمها" جزء من المجتمع السوري.
يذكر أن المبادرة بدأت في دمشق بتاريخ 13 مارس- آذار الماضي، وتبعها تَشكّل مبادرات شبيهة تشترك في الاسم والهدف في مختلف مدن ومناطق سورية.
وتشمل المبادرة العديد من الأنشطة كتعقيم الطرقات والحارات، ونشر وسائل النظافة العامة والشخصية من وضع معقمات ومغاسل عامة في الشوارع وعند سبل المياه، والاشتراك بأنشطة مختلفة تؤدي نفس الغاية، وهو نشر مفهوم النظافة الشخصية والعامة والوقاية.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7