مؤتمر المانحين: الحضور الكبير يتمخّض عنه مردود ضئيل .. "لانعدام الثقة" بالسلطات اللبنانية

لبنى دالاتي _ بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.08.13 - 08:03
Facebook Share
طباعة

مؤتمر المانحين: الحضور الكبير يتمخّض عنه مردود ضئيل .. "لانعدام الثقة" بالسلطات اللبنانية
وكالة أنباء آسيا - لبنى دالاتي
أدت الكارثة التي حلت بمرفأ بيروت إلى تفاقم الوضع المأساوي الأليم الذي يعيشه الشعب اللبناني، بسبب الفساد السياسي الذي امتد لعشرات السنين، وبسبب جائحة كورونا التي تسببت هي الأخرى بأضرار فادحة .
انفجار مرفأ بيروت راح ضحيته عشرات القتلى وآلاف الجرحى، وأحدث دماراً هائلاً في المباني والممتلكات، فضلاً عن تفاقم التحديات الاقتصادية والمالية للبلد المثخن بالجراح.
المجتمع الدولي بكافة مكوناته، من دول ومنظمات، لبى نداء الاستغاثة الذي أطلقه اللبنانيون، فقرر تقديم المساعدات والمساهمات المالية العاجلة التي تساعد لبنان على تجاوز الظروف المؤلمة التي يمر بها قبل البدء بأي حوار حول القضايا الداخلية للشعب اللبناني.
وجاء في بيان مؤتمر المانحين الذي عُقد بدعوة فرنسية، أن شركاء لبنان مستعدون لدعم نهوضه الاقتصادي، شرط أن يلتزم الأفرقاء السياسيين في لبنان التزاماً كاملاً بالإصلاحات اللازمة للنهوض بدولة تؤمن عيشاً كريماً لشعبها، بشرط أن تكون هذه المساعدات سريعة وكافية ومتناسبة مع احتياجات الشعب اللبناني، وتسلّم مباشرة إليه، إضافة إلى ضرورة الوضوح والشفافية، خشية أن تكون هذه المساعدات فرصة أتت على" طبق من فضة " لصالح حكومة غارقة في السرقات، والنهب، والفساد.
مؤتمر كبير ..لكن الكارثة أكبر
الخبير الاقتصادي، الدكتور أيمن عمر، أكد في حديث مع وكالة أنباء آسيا، أن "أهمية هذا المؤتمر وهذه المساعدات تتجلى في فك العزلة الدولية والحصار الدولي عن لبنان، والبدء جدياً بمساعدته، بشكل أساسي لمعالجة الأزمة الاقتصادية، بعد اكتمال عناصر التسوية السياسية التي ستتكشف معالمها بعد زيارة المبعوث الأمريكي ديفيد هيل إلى لبنان".
ويلفت إلى أن الأعضاء الذين شاركوا في المؤتمر بلغ عددهم 36 عضواً، ومن أبرزهم الرئيس الأمريكي، والرئيس الفرنسي، والمستشارة الألمانية، إضافة إلى مسؤولين في منظمات عالمية، و ممثلين عن صندوق النقد الدولي للإنماء.
يضيف عمر أن هذه المساعدات لا تهدف إلى انتشال الاقتصاد اللبناني والمالية العامة من أزمتهما، لأنها تحتاج بحسب دراسة كانت قد أعدتها الحكومة، قبل انفجار المرفأ، إلى ٢٨ مليار دولار.
ويشير إلى أن هدف المؤتمر محصور فقط بمساعدة لبنان لتغطية جزئية للأضرار الناجمة عن الانفجار، وأن هذه المساعدات لم تتخطَ 298 مليون دولار حتى اليوم، في حين تقدر الأضرار لوحدها بمليارات الدولارات، وكلفة بناء مرفأ جديد تتراوح ما بين ٥٠٠ مليون دولار إلى المليار، على حد قول الخبير الاقتصادي.
أما عن قيمة المبالغ المقدمة إلى لبنان خلال المؤتمر، فيقول إنها تنحصر بهذه اللائحة :
قطر 50 مليون دولار، الكويت 41 مليون دولار، الاتحاد الأوروبي 35 مليون دولار، فرنسا 30 مليون دولار، بريطانيا 26 مليون دولار، أمريكا 17 مليون دولار،  كندا 20 مليون دولار،  ألمانيا 10 مليون دولار، أستراليا 2 مليون دولار، المملكة العربية السعودية 260 طن من المواد الطبية والغذائية، الإمارات 80 طن من المواد الطبية والغذائية.
ويضيف عمر أن هذه المساعدات ستقدم عبر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات الإنسانية مباشرة إلى المتضررين، وليس عبر الأطر الرسمية للدولة اللبنانية لغياب الثقة بها.
ويقول عمر إن عدم وجود مساعدات جدية لاستنهاض لبنان من أزمته الكبرى دون إصلاحات جذرية، ودون دفع بعض الأثمان السياسية لبعض القوى السياسية في لبنان، لم يناقشه المؤتمرون.
ويختم بالقول "يعتبر هذا المؤتبر ضخماً من حيث المشاركة الدولية فيه، ولكن نتائجه الفعلية أتت ضئيلة مقارنة مع هول كارثة مرفأ بيروت، وهذا سببه انعدام الثقة في الطبقة السياسية الحاكمة" كما قال.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3