طهران تحاكم 3 مراهقين بينهم إيراني من عناصر داعش

احمد الساعدي - طهران

2020.08.12 - 07:41
Facebook Share
طباعة

 
قالت صحيفة "همشهري" الإيرانية، اليوم الثلاثاء، إن المحكمة الجنائية بالعاصمة طهران، عقدت أمس جلسة لمحاكمة ثلاثة مراهقين من عناصر داعش دخلوا إيران ضمن مجموعة مكونة من 21 شخصًا لتنفيذ عمليات انتحارية، وجرى اعتقالهم عام 2017.
 
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، إن "تلك المجموعة اشتبكت مع عناصر الأمن الإيراني وأدت إلى مقتل ثلاثة من القوات الإيرانية على الحدود مع العراق".
 
وأشارت الصحيفة إلى جلسة المحاكمة لهؤلاء المراهقين بينهم إيراني، إنه "خلال جلسة المحاكمة، التي عُقدت في الفرع الخامس من محكمة جنايات محافظة طهران، تمت تلاوة لائحة الاتهام ضدهم أولاً، وطلب ممثل النيابة معاقبة المتهمين"، مضيفة أن "ممثل النيابة وجه للمتهمين تهمة المحاربة".
 
وبحسب ملف القضية، دخل المتهمون إلى إيران من الحدود العراقية على شكل مجموعة من 21 عنصرا من داعش واستقروا في قرية بالقرب من مدينة "جوانرود" التابعة لمحافظة كرمنشاه غرب إيران، وكانت لديهم 16 بندقية كلاشينكوف وأربعة أسلحة أخرى وعدد كبير من الأحزمة الناسفة.
 
وقالت الصحيفة الإيرانية إنه "تبين من التحقيق أن أعضاء المجموعة كانوا يعتزمون الانتشار في أنحاء البلاد بعد دخولهم إيران وتنفيذ عدة عمليات انتحارية وتفجيرات، ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها الضباط في منطقة جوانمرد، فقد تم محاصرة المجموعة بمجرد دخولهم القرية التي تمركزوا فيها".
 
وأشار التقرير الإيراني إلى أن "عناصر تنظيم داعش بعدما استسلموا أقدم أحدهم على تفجير نفسه وهو يرتدي حزاماً ناسفاً ما أدى إلى مقتل 3 من قوات الأمن الإيرانية، وقد استسلم 16 عضوا من الخلية الداعشية في نهاية المطاف؛ لكن ظل أربعة أشخاص قتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن".
 
وتابعت إنه "أثناء قيام قوات الأمن بنقل 16 عضوًا محتجزًا إلى قاعدة للحرس الثوري الإيراني، تعرضوا للهجوم مرة أخرى من الخلف، مما أسفر عن مقتل عضو آخر في داعش في الاشتباك الذي أعقب ذلك وتسليم الأعضاء الخمسة عشر الباقين".
 
من جانبها، قالت صحيفة "شرق" الإصلاحية، إنه "بعد ثلاث سنوات من الحادث، حوكم ثلاثة من أفراد خلية داعش الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، في الفرع الخامس للمحكمة الجنائية الإقليمية بطهران وكشفوا عما حدث".
 
ونقلت الصحيفة عن المتهم العراقي البالغ من العمر 14 عاماً حين اعتقاله رفض توجيه النيابة العامة في إيران له تهمة "المحاربة"، مضيفة إنه "اعترف بالتحاقه في صفوف تنظيم داعش عن طريق تعرفه على أفكار الجماعة عبر قناة في تطبيق تلغرام، وهو الآن يرفض معتقدات هذا التنظيم".
 
ثم وقف عضو آخر في داعش، كان يبلغ من العمر 17 عامًا وقت إلقاء القبض عليه وهو عراقي الجنسية، وقال للقاضي: "أنا أعتبر داعش على حق وما زلت أؤمن بنفس الشيء، تعرفت عليهم من خلال مقاطع فيديو نشرها تنظيم الدولة الإسلامية وأصبحت عضوا في داعش، لقد أرادوا القضاء على الفساد، ولولا إيران لكنا نحكم العراق الآن".
 
وأضاف المتهم الثاني دون أن تكشف وسائل الإعلام الإيرانية عن إسمه "كركوك وأربيل (شمال العراق) في أيدينا، تسبب جنرالكم قاسم سليماني بأخذ منا،  ولولا سليماني وعناصره لكان العراق كله في أيدينا، وعندما وصلنا إلى أربيل، أردنا تنظيف المكان الذي يوجد فيه الكثير من الفساد والنساء لا يرتدين الحجاب والرجال يخطئون؛ لكن بينما كنا ننتصر، جاء سليماني وأخذ أربيل منا، كان ينبغي أن يساعدنا (سليماني) في الحكم هناك، لكنه أخذ رجال ونساء أربيل خلفه وقاتلنا، لهذا السبب، يجب تدمير إيران".
 
ولدى سؤاله عن سبب دخوله إيران قال: "كنا في كركوك عندما هوجمنا، كنا 19 شخصًا. تركنا كل ما لدينا وهربنا، تم تهجيرنا ولم يكن لدينا ما نأكله، وأصيب عدد من جنودنا في الاشتباك، ومشينا في نفس الطريق ولم نعرف إلى أين نحن ذاهبون. لم يخبرنا أميرنا أبو خديجة بأي شيء حتى رأينا صيادًا بعد أربعة أيام وقمنا بأسره وأخذنا ما لديه من طعام، فقال: سآخذك إلى قرية وأعطيكم طعامًا هناك، جاء بالطريقة التي قالها أبو خديجة ثم أحضر لنا الطعام".
 
وتابع "كان من المفترض أن نبقى هناك طوال الليل. لأن عناصر الخلية كانوا متعبين للغاية وأصيبنا بجروح؛ لكن أبو خديجة قال يجب أن نتحرك، وبينما كنا نتحرك، تمت محاصرتنا من قبل القوات الإيرانية وإجبرنا على الاستسلام بعد الوعود الإيرانية، وقال أبو خديجة إن الجميع يريد الاستسلام، وقد استسلم 17 شخصا وانتحر أحدنا".
 
ثم حل محله المتهم من المتهم الثالث وهو إيراني الجنسية، وقال للقاضي بعد توجيه الإتهام له، "لا أقبل تهمة المحاربة، كان عمري 16 عامًا في ذلك الوقت وقد أخطأت في الانضمام إلى داعش".
 
وأضاف "تعرفت على هذا التنظيم من خلال المقاطع التي ينشرونها، قلت لنفسي إنني أذهب إلى هناك، لأجل تغيير حياتي والحصول على السيارات الأمريكية باهظة الثمن، عندما غادرت، لم أخبر عائلتي، عندما وصلت إلى محافظة ديالى العراقية، شعرت بالندم، ورأيت أن هذا لم يكن ما يقولونه على الإطلاق".
 
وأوضح إنه "تم سجنه لمدة شهر من قبل تنظيم داعش بسبب شكوك حوله فيما إذا كان يريد جمع معلومات عن التنظيم وإرسالها للقوات الإيرانية، وبعد شهر أعطوني هاتفي المحمول لإعلام عائلتي بمكان وجودي، ثم علمونا أن ننتحر، وكنت أنا وصديقي، الذين غادرنا، خائفين للغاية، بكينا وقلنا إننا لا نستطيع قتل أحد".
 
وتابع "تعرضنا للضرب والتعذيب بعد رفضنا لعمليات الانتحار، كنا نبحث عن طريق للعودة إلى إيران، وكنت أخاف من أبو خديجة زعيمنا لأنه هدد بقتلنا إذا تركناه لأن هذا التنظيم ليس لديهم رحمة، وأمراء هذا التنظيم عنيفون جداً".
 
وختمت الصحيفة تقريرها عن جلسة المحاكمة إنه "بعد إفادات المتهمين قدم محاموهم دفاعهم، وفي النهاية قرر قضاة الفرع الخامس بالمحكمة الجنائية في طهران، رفع الجلسة للتشاور وإصدار حكم بحق هؤلاء المتهمين".
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 9