لا تلوث إشعاعي في بيروت: نصائح بارتداء معدات الوقاية خلال تنظيف آثار الانفجار

ريان فهيم _ بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.08.11 - 06:26
Facebook Share
طباعة

أُصيب اللبنانيون بالهلع نتيجة الانتشار الكثيف لنترات الأمونيوم في سماء بيروت، عقب انفجار المرفأ الذي دمّر أجزاء واسعة من المدينة، وأودى بحياة عشرات الشهداء وآلاف المصابين، الأمر الذي أثار مخاوف فيما إذا كانت هذه المواد خطيرة على صحة الإنسان.

بدايةً تُعرّف نترات الأمونيوم، التي كانت مخزنة منذ سنوات في مرفأ بيروت على أنها مركب كيمائي بلوري عديم الرائحة، يشيع استخدامه كسماد زراعي، وكمتفجرات تستخدم بأعمال البناء والتعدين (اي استخلاص المعادن القيّمة، أو أي مواد جيولوجية أخرى من باطن الأرض).
ويعتبر الانفجار التي ينتجه هذا المركب خطير، لأن احتراقه ينجم عنه أكسيد النيتروجين، وهي غازات سامة تهدد حياة الإنسان.

تشرح الدكتورة ياسمين جبلي الأستاذة المحاضرة في كلية الهندسة المدنية والبيئية في جامعة بلمند، في حديث مع "وكالة أنباء آسيا" أن " هذه المواد لها قدرة عالية على الذوبان في المياه (high solubility in water ) فطريقة تخزين نيترات الأمونيوم في المرفأ كانت خاطئة والأهم أن تكون غير مضغوطة او "contaminated".

وتضيف جبلي بأن هذه المواد تحتاج لفرض قواعد صارمة على طريقة تخزينها، ويجب أن تكون بعيدة عن مصادر الحرارة". لافتاً إلى أن "اللون البرتقالي الذي شهده اللبنانيون في السماء هو نتيجة ثاني أوكسيد الكربون الذي ينتج عن نيترات الأمونيوم، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الهيدروكربونات الأروماتية الحلقية "Polycyclic Aromatic Hydrocarbons “ وهو نوع من الملوثات".

و تلفت جبلي إلى أن " انتقال غاز ثاني اوكسيد النيتروجين الى الدول المجاورة تحدده العوامل المناخية منها سرعة الرياح و اتجاهها، وخفف تركيز الغازات الملوثة والجسيمات العالقة بشكل فعّال إلى حدّ كبير".

وتقول: " اخذنا عينات من الغبار المتساقط على الشرفات و اسطح المنازل في اماكن عديدة بعد ساعات على حدوث الانفجار، لتحليل هذه المواد الملوثة التي تركزت في الهواء على مدى ساعات،وتشير إلى أن هذه العينات ستكون ضمن الدراسة التي نعمل عليها في جامعة البلمند، فهذا الغبار يحتوي على الملوثات وعلى مادة مصنوعة من الألياف "Fiber” الموجودة في الزجاج المكسور، وهذا يشكل خطراً على صحة الإنسان إذا تنشق هذا الغبار، لذلك يجب على المواطنين ارتداء الكمامات والقفازات عند تنظيفهم للمكان، ومن الضروري شطف الأرض بالمياه وترطيب المنزل لكي يتجنبوا استنشاق الغبار".

كيف يمكن للمواطن معرفة أنه تنشق الغبار؟

تجيب جبلي على هذا السؤال بالقول : "للأسف لا يمكن معرفة ذلك، لكن يجب علينا الالتزام بسبل الوقاية، لكي نتفادى حدوث هذا الأمر، بارتداء كمامة N95. ومن الضروري لفت انتباه المواطنين إلى أن الاحتباس الحراري وسرعة الرياح المنخفضة يؤديان إلى تركيز الملوثات في مكان واحد، ومن ثم تبعثر هذه المواد وإعادة تمركزها في الهواء، خاصةً خلال فترة تنظيف الشوارع من الحطام والزجاج".

ما علاقة الأمطار التي شهدتها بيروت منذ يومين ؟

لفتت جبلي إلى أن " الانفجارات التي تكون ناتجة عن مواد كيمائية ممكن ان تحمل معها تغيرات مناخية احيانا،ولا داعي للخوف من مياه هذه الأمطار لأنها إيجابية ودورها تنظيف الجوّ من الأتربة والملوثات ".

ماذا عن التلوث الشعاعي ؟

تؤكد الدكتورة جبلي أن " استنادا الى مقال قد نشر في American Scientific Journal , شبكة الإنذار الإشعاعي المبكر، استمرت ببث المعلومات الإشعاعية كل 15 دقيقة بعد حدوث الانفجار، وتبيّن بعد الانتهاء من التحاليل الإشعاعية أنه لا يوجد تلوث إشعاعي بسبب الانفجار".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 6