حتى القمامة لم تنجُ من "الأجندات السياسية": طرابلس مهددة بـ"انفجار بيئي" وشيك!

لبنى دالاتي _ بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.08.10 - 03:38
Facebook Share
طباعة

 

مصائب عديدة عصفت بلبنان، وكان آخرها انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن عشرات القتلى وآلاف الجرحى، إضافة إلى أضرار هائلة في الممتلكات العامة والخاصة تم تقدير حجمها بنحو 15 مليار دولار.
أما طرابلس المنسية، فحالها ليس أفضل، وما ينتظرها لا يبشّر بخير طالما بقي الإهمال والفساد سيدا الموقف لدى سياسييها وسياسيي لبنان عموماً.
و تواجه عاصمة الشمال مشكلةً خطيرة تتمثل في "جبل النفايات"، ونظراً
لموقعه الحساس على الشاطىء، وعلى مقربة من مرفأ طرابلس، فقد جعل ذلك منه اليوم محط أنظار وأحاديث أهالي طرابلس، محذّرين من خطورته، ومطالبين بمعالجة الغازات السامة المنبعثة من داخله بسبب التكدس العشوائي للنفايات، ومتخوفين من عدة عوامل قد تؤدي إلى انفجار ما أو إلى وقوع كارثة بيئية وصحية.
سمرجي .. المكب يهدد المنطقة
يقول المهندس الميكانيكي في الطاقة المتجددة باتحاد بلديات الفيحاء  طارق سمرجي لوكالة أنباء آسيا إن الدولة توقفت عن استقبال النفايات إلى هذا المكب منذ شهر شباط-فبراير 2019، وحصل ذلك بعد صدور قرار من مجلس الوزراء سنة 2018 يقضي بإقفال المكب بشكل نهائي.
ويوضح سمرجي أنهم كاتحاد بلديات ليسوا مسؤولين عما آل إليه وضع المكب "عملنا محصور بالمتابعة".
ويعدّد سمرجي لآسيا الشروط التي يجب أن يتمتع بها كل مطمر صحي، وهي تختصر على حد قوله بضرورة وجود سور وسياج حول المكب ليكون محمياً، ويجب أن يكون معزولاً كي لا تتسرب النفايات والسوائل منه إلى الخارج، وأن تعالج الغازات المنبعثة من النفايات، كما أنه من الضروري طمر النفايات وتغطيتها يومياً بالأتربة لمنع وصول الحشرات والزواحف والقوارض إليها.
يتابع : من الضروري أيضاً وضع غشاء مخصص عازل ومصنوع من البلاستيك على قمة المطمر، "ولكن للأسف كل هذه الأمور لم تحصل".
ويشير سمرجي إلى أن أي مكب مهمَل ولا تطبق عليه الشروط البيئية للسلامة، فمن المتوقع أن يحدث أضراراً وحرائق في حال اشتعاله، وينفي علمه بمدى قوة الكارثة التي ستحصل في حال حصول اشتعال المواد العضوية والكيميائية الموجودة فيه، لافتاً إلى أن عامل تسرب أجزاء من الغاز الداخلي إلى الجو سيضعف حتماً من قوة الانفجار، وهذا أمر إيجابي على حد قوله، ولكن لا يمكن غض النظر عن موضوع الأضرار البيئية الناجمة عنه والتي تحمل في طياتها عدة سلبيات بيئية.
ويشدد على ضرورة معالجة موضوع الغاز المكدّس في أسفل المكب "من الضروري استحضار معدات مختصة مهمتها تحديد مكان وجود طبقات الغاز وكميتها، بهدف معالجتها لتجنب أي كارثة قد تحصل".
الهوز .. لا نستطيع أن نقارن
من جهتها، تقول الخبيرة البيئية، الدكتورة ميرفت الهوز لوكالة أنباء آسيا إن بدأ العمل في جبل نفايات طرابلس منذ سنة 1974، وتوقف منذ حوالي سنتين، وقد تخطى ارتفاعه ال50 متراً، أما خطورته فسببها الرئيسي عدم سحب الغاز السام منه، وكذلك الرواسب السائلة التي تنجم عنه.
وتشير الهوز إلى أن انسداد أنابيب الغاز، والإهمال التام لأعمال الصيانة يعتبران من أهم الأسباب التي تولد انفجاراً بيئياً، مؤكدةً أن أهم الشروط والمعايير العالمية والصحية لمكبات النفايات معدومة في هذا المكب.
لكن الهوز، بالرغم من ذلك، ترى أن لا خوف من حصول انفجار مماثل لمرفأ بيروت، وذلك نظراً لاختلاف نوعية المواد، فالمواد التي كانت موجودة في المرفأ هي مواد حارقة ومتفجرة، أما الترسبات والغازات الموجودة في مطمر طرابلس فهي مواد عضوية وكيميائية.
وتشير إلى أنها عرضت عدة حلول على المسؤولين، من ضمنها نقل المكب بطريقة علمية، وهي مطبقة في عديد من الدول المتقدمة على صعيد البيئة، ولكن الرفض كان سيد الموقف على حد قولها.
وتختم بالقول " الأجندات السياسية لعبت دوراً كبيراً في هذا الموضوع، حتى أصبح الفساد مستشرساً".
 
البابا: ربو وأمراض سرطانية
 الدكتور وليد البابا، الاختصاصي في الأمراض الصدرية، يؤكد على أن وجود المكب يؤثر على الصحة العامة، وذلك بوجود  العديد من الأمراض التي باتت تهدد صحة المواطنين اليوم.
ويضيف البابا في تصريحات لوكالة أنباء آسيا، أن أهم أسباب هذه الأمراض ينتج عن الأضرار التي يخلفها هذا المكب، وعن عواملها السلبية على البيئة وعلى الصحة، مشيراً إلى أن أبرز هذه الأمراض هي الأمراض السرطانية التي تضرب جهاز المناعة وجهاز التنفس على حد سواء.
ويؤكد البابا أن الانسان يحتاج للعيش في بيئة هواؤها نظيف، ولعدم توفر هذا الشرط أصبح عدد حالات الربو وضيق التنفس في ازدياد كبير خلال السنوات الأخيرة.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 6