"ذا غارديان": هل ستعجل لعبة الأمم بانهيار الشرق الأوسط بعد انفجار بيروت الأخير؟

ترجمة : عبير علي حطيط

2020.08.10 - 01:53
Facebook Share
طباعة


نشرت صحيفة "ذا غارديان" مقال رأي حذرت فيه من تمزيق لعبة القوة الدولية للشرق الأوسط. وقالت  الصحيفة في مقالها إن الانفجار الذي دمر مركز بيروت هو مجاز صعب عن المخاطر التي تواجه دول الشرق الأوسط.
فقد ظلت المنطقة وعلى مدار عقود، المكان الأقل استقرارًا، وكانت بمثابة برميل بارود قابل للاشتعال في أي وقت، مع الإشارة إلى الانفجار الذي شهدته العاصمة بيروت، والذي طرح أسئلة حول قدرة بلدان المنطقة الهشة على استيعاب الصدمات قبل أن تتشرذم وتنهار وتتمزق.
وتساءل المقال عّما إذا بات كل الشرق الأوسط على حافة الانفجار، فبعد عشرة أعوام تقريبًا على الربيع العربي، هل تم محو أحلام الإصلاح في عاصفة من العنف والثورة المضادة، وفي الوقت الذي تقترب فيه المنطقة من نقطة الغليان، هل باتت نقطة التحول قريبة؟
كما تطرق المقال إلى زيارة الرئيس الفرنسي لبيروت قائلًا إن زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون يوم الخميس إلى لبنان، والدعم الدولي يقترحان أن العالم بات يهتم من جديد، وربما كان هذا سيقدم زخمًا واسعًا للتغيير الأساسي الذي يطالب به الكثيرون في لبنان والمنطقة بشكل عام.
وأشار إلى أن لبنان الذي أنشئ عام 1943 بعد نهاية الانتداب الفرنسي كان يواجه أزمة وجودية منذ ولادته. فهو دولة نوعًا ما ضعيفة من الناحية السياسية والاقتصادية، ونرى حاجة لبنان لهذه المميزات. ويرى أن الإهمال الذي أدى إلى كارثة الثلاثاء هو نتاج طبيعي لأنظمة الحكم التي جردت من معناها بسبب الفصائلية والطائفية والفساد وغياب المحاسبة الديمقراطية. ورغم كل هذه العلل فإن آفة التدخل الأجنبي هي الأكثر خبثًا، ولبنان كان الضحية الأكبر. فالحرب الأهلية ما بين 1975-1990 خلفت وراءها انقسامًا واحتلالًا إسرائيليًا.
ولم يكن البلد مجهزًا بما فيه الكفاية لمواجهة تدفق اللاجئين الفلسطينيين والسوريين. واعتمدت عافية اقتصاده على لطف الغرباء أو مصالحهم الخاصة. كما أن المشاركة السياسية قائمة على الهوية الطائفية أكثر من المهنية، وعادةً ما تقوم على الاختيار بين الولايات المتحدة والسعودية وإيران وحليفها الشيعي، حزب الله. وظل لبنان واقعًا بين ضربات القوات الإسرائيلية والجماعات الإسلامية المتشددة. ولم يكن مفاجئًا اعتقاد الكثيرين في بيروت بمسؤولية إسرائيل عن انفجار الثلاثاء.
وفي عام 2017 اختطف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية. وفي الوقت الحالي يواجه اقتصاد لبنان الضرر من العقوبات الأمريكية التي فُرضت على سوريا وأُخرت حزمة إنقاذ بحوالي 20 مليار دولار من صندوق النقد الدولي والتي تمليها الأجندة الأجنبية. وبعد عقد على الربيع العربي، زادت التدخلات الإقليمية والتلاعب على يد عدد كبير من اللاعبين. وزادت هذه المنافسات بتراجع دور المتلاعب الأكبر، الولايات المتحدة، والتي تركت فراغًا تسابق الآخرون على ملئه. فلو تصدع لبنان بسبب الضغوط الحالية أو دخل في حالة صراع أهلي جديد فإن السبب هو التدخل الدولي ومحاولة التلاعب بالخيوط.
ونفس الصورة واضحة في العراق الذي يكافح فيه رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي لهز الإرث المزدوج للغزو العسكري الأمريكي ولعبة التدخل الإقليمي الإيرانية، التركية والخليجية. ودعا الكاظمي إلى انتخابات مبكرة في رد على المحتجين الذين طالبوا مثل اللبنانيين بتفكيك شامل للنظام السياسي. وفاقم الوضع الاقتصادي في العراق بالإضافة للتنافس السني – الشيعي والجماعات الموالية لإيران والفساد وتراجع أسعار النفط وفشل الدولة في الاستثمار بالوظائف والبنى التحتية. وكلها عوامل تغذي عدم الاستقرار، وكذا تدخل الدول الأجنبية.
وبحسب المقال فإن مجموعة كتائب حزب الله المسؤولة عن الهجمات ضد القوات الأمريكية هي جزء من محاولة إيران ممارسة دور متسيد نالته بعد الغزو الأمريكي للعراق. ويواجه مصطفى الكاظمي معركة حامية لإنقاذ الديمقراطية العراقية العاجزة ومعها الدولة العراقية. ويمكن للبرلمان أن يعرقل دعوة الكاظمي لانتخابات برلمانية مبكرة. ولم تجدِ محاولات الكاظمي تقليل الدور الإيراني وقطع الدعم المالي الأمريكي عن العراق. كما أن حياته باتت عرضةً للخطر بعد مقتل المستشار الأمني هشام الهاشمي.
ويرى المقال أن العراق ممزق، فمن ناحية هناك منطقة الحكم الذاتي في شمال العراق التي لا تتبع أوامر بغداد. وهنا لاعب مهم هو تركيا التي استغلت الضعف لملاحقة الانفصاليين الأكراد. وبتدخله العسكري في سوريا والعراق وليبيا يتذكر الرئيس التركي مقولة السلطان العثماني: متهور وشرير.
وما يصلح للعراق ولبنان ينسحب على مناطق واسعة من الشرق الأوسط، كسوريا، وليبيا التي مازالت ساحة تنافس دولية سعيًا وراء النفط، وكذلك الوضع القائم في اليمن. فهذا التفتت الجديد في مرحلة ما بعد 1918 بالشرق الأوسط خطير إلى درجة كبيرة مع أنه أصبح عاديًا، وعلينا توقع انفجارات أخرى. ففي الوقت الذي يجمع أهل بيروت الحطام، يُتوقع حدوث انهيارات أخرى.


المصدر : https://amp.theguardian.com/commentisfree/2020/aug/09/global-power-games-could-blow-the-whole-middle-east-apart#aoh=15970548060867&referrer=https%3A%2F%2Fwww.google.com&amp_tf=From%20%251%24s
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 6