لا خيمة على رأس أحد: الفجيعة تجمع شقيق "علي مشيك" وشقيقة "محمد عباس"

لبنى دالاتي _ بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.08.07 - 06:01
Facebook Share
طباعة

علي مشيك .. مفقود

"حرام عليهن... منذ وقوع الانفجار إلى الآن، لم يسأل أحد عن أحوالنا، ووزارة الصحة لا تتجاوب معنا.. نرجو الدولة أن تنظر إلينا، نريد جثة علي فقط" صرخات أطلقها شقيق علي مشيك".
ويقول زياد أحد شهود العيان الذين كانوا في منطقة المرفأ بعد الانفجار إن شقيق علي مشيك كان يصرخ" نطالب الدولة بالإسراع بانتشال الجثث من تحت الركام، قضينا ثلاثة أيام تحت الشمس، والدولة تنتظر مجيء فرق المساعدة، نحن لا نريد مالاً ولا مساعدات، ولكن نطالب بتحديد مصير ابننا".

ويتابع زياد أن علي هو عامل يوميّ في المرفأ يُجاهد لنيل 24 ألف ليرة فقط يوميّاً، وهو أب لثلاثة أولاد، ووضعه الاقتصادي صعب جدّاً.
ويؤكد زياد ل"آسيا" أن علي كان قد تواصل مع عائلته عند الرابعة عصر الثلاثاء لدى وصوله إلى حي السلم في الضاحية الجنوبية، وأنه ينهي دوامه يومياً في المرفأ عند الثالثة.

"لكن علي تلقّى اتصالاً من المسؤولين في عمله، للعودة إلى العمل وإفراغ حمولة قمحٍ مستعجلة فعاد مقابل 5 آلاف ليرة بدل كل ساعة إضافية برفقة زميله علي إبرهيم المفقود أيضا للعمل بدل ساعات إضافية وفُقد الاتصال بهما بعد وقوع الانفجار عند نحو السادسة مساءً" كما يقول زياد.
ويختم زياد" عائلة علي أملها بالله كبير جدّاً.. والله معهم".

كان ذلك قبل أن يتم الإعلان صباح اليوم عن العثور على جثث ثلاثة عاملين في الإهراءات أحدهم علي مشيك والآخران هما زميله في العمل ابراهيم الأمين ومعهما جو عقيقي.

محمد عباس.. نجا من كورونا ولكن..

سماح عباس، هي شقيقة الشهيد محمد عباس، نشرت عبر حسابها الخاص على تويتر منشوراً قالت فيه إن شقيقها أصيب بكورونا في إفريقيا، وأتى إلى لبنان ليتعالج وكانت حالته دقيقة جدا، مشيرةً إلى أنه كان لا يزال لديه 10 % من العلاج من فيروس كورونا قبل شفائه نهائياً، ولكن خسرته عائلته في انفجار المرفأ، حيث كان يُعالج في مستشفى الروم الذي لحقه أضرار هائلة جراء الانفجار.

تقول سماح بلوعة "خيي برقبة كل الفاسدين انشالله بتبتلو بولادكن وبتدوقو اللوعة"..

"ما بدي موت.. "

"ما بدي موت" ..يقول محمد عبيد لآسيا أن هذه العبارات لا زالت حتى الآن عالقة في أذنيه، وهي عبارات تعلو في فضاء يغطيه الدخان الأسود، ويرتفع صوت الصراخ والبكاء، قبل أن يشقه صوتان طافحان بالخوف والحنان والتشبث بالحياة يردد طفل عبارة "ما بدي موت" وهو متشبث بوالده الذي يحاول إنقاذ ابنه وحمايته من الموت القادم من المرفأ، وبشجاعة وتماسك يردد الوالد على مسامع ابنه "لن تموت “.

يحمل والد الطفل ابنه بين ذراعيه ويركض به محاولاً الوصول إلى سيارات الإسعاف أو أي شخص يساعده لإنقاذه والوصول الى أقرب مستشفى علّه ينقذ فيه آخر رمق.

أسوأ من الحروب الأهلية..

"أظلمت الدنيا واستيقظت في غرفة ثانية" هكذا يلخص زياد انفجار بيروت الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي وتسبب في مقتل أكثر من 154 شخصا حتى الآن، وجرح أكثر من خمسة آلاف، وتشريد نحو 300 ألف شخص في العاصمة اللبنانية.

زياد كان في الطريق إلى منزله في بيروت حين وقع الانفجار الضخم الذي دمر مرفأ المدينة البحري ونصف المدينة.

يعتقد زياد أن عدد المصابين في التفجير يفوق عدد مصابي كورونا في لبنان، ويقول بأنه عاش جزءا من الحرب الأهلية في طفولته والكثير من الحوادث الدامية في شبابه، ولا يعتقد أن شيئا منها يماثل ما شهده ساعة الانفجار" اعتقدت أن القيامة قامت".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3