عن "العريس جواد".. المعاون الذي زفّه محبّوه إلى عروسته "الشهادة"

يوسف الصايغ - بيروت

2020.08.07 - 03:36
Facebook Share
طباعة

 

 
بفرقة زفة ونعش لُف براية الأرزة وحُمل على أكف وسواعد أهله ومحبيه وسط نثر الأرز والورد، وصل المعاون الشهيد جواد أجود شيا إلى بلدته بدغان – قضاء عاليه، حيث كانت عائلته وأهالي بلدات جرد عاليه في استقبال شهيد المؤسسة العسكرية، الذي قدم ثلاثين ربيعاً من عمره فداءً للوطن عندما وقع انفجار مرفأ بيروت المشؤوم قبل أيام.
المصاب كبير والدمع يملأ العيون ويخنق الحناجر، والقلوب تنبض غضباً وقهراً على الخسارة الكبرى، كيف لا والشهيد معروف بأخلاقه العالية ومناقبيته بشهادة الأهل والأصدقاء الذين بكوا شهيدهم الذي فارقهم دون وداع.
"هو ابن المؤسسة العسكرية الذي عُرف بشجاعته التي بلغت حدّ الشهادة".. بهذه الكلمات عرّف ممثل قائد الجيش مسيرة الشهيد جواد العسكرية، فأشار إلى مزاياه، لافتاً إلى أنه حائز على تنويه العماد قائد الجيش مرتين وتهنئته 4 مرات.
جواد رحل بالجسد، لكن بسمته المعهودة لن تفارق عقول ومخيلة كل من عرفه فأصبح صديقاً له يسأل عنه ويفرح لفرحه ويحزن لحزنه، وهو صاحب النخوة بحسب ما وصفه صديقه المهندس الذي تحدث بإسم أصدقاء الشهيد جواد، فعدد مزاياه وخصاله ورجولته ونخوته، كما تحدث عن تجار السياسة والفاسدين الذين أوصلوا البلد إلى هذا المستوى، حيث بات شباب الوطن أمثال جواد يدفعون حياتهم ثمن أخطاء وفساد أهل السياسة.
وقبل أن يختم صديق جواد كلامه، سأل كيف سنفرح بك ومتى، وأنت الذي غادرتنا دون استئذان قبل عيد ميلادك (7 آب)، فكيف سيمر علينا العيد وأنت أصبحت بين الشهداء؟
أما عائلة المعاون الشهيد والتي سلمت أمرها لقضاء الله وقدره، فقد أكد المتحدث بإسمها الثقة بمؤسسة الشرف والتضحية والوفاء التي اعتادت أن تقدم القرابين على مذبح الوطن، وأكد ان الجبل وأهله سيكونون دائماً على الموعد لتلبية نداء الواجب متى نادى الوطن.
رحل جواد إلى مثواه الأخير، وكما استقبله أهله وأحباءه، قاموا بوداعه للمرة الأخيرة بالزفة والزغاريد، كما قام رفاق السلاح بتأدية تحية الوداع للشهيد، فكان يوم تشييعه أقرب الى يوم زفافه، لكن الشهادة كانت هي العروس التي تنتظر المعاون جواد الذي ستبقى بسمته ترسم فرحاً، وشهادته مصدر فخر لوالده المعتز بشهادة ابنه الوحيد الذي حفر اسمه بالأحمر القاني، أما أم جواد وشقيقاته الثلاث فسيبقى طيف جواد ماثلاً أمامهن كل يوم، وهو الذي قدم حياته فداء للوطن الجريح، والغارق بدماء أبنائه الشهداء والجرحى على امتداد مساحة الوطن.
 
Image may contain: one or more people, crowd and outdoor
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8