جنبلاط يلاقي "الصديق جيف": نحو "التدويل" دُر

يوسف الصايغ - بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.08.06 - 04:24
Facebook Share
طباعة

 في مشهد يعيد الى الأذهان حقبة عام الـ 2005 التي أعقبت حادثة اغتيال رئيس وزراء لبنان حينها رفيق الحريري، أطل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في مؤتمر صحافي من منزله في كليمنصو على بعد يومين من حادثة التفجير في مرفأ بيروت، ليعلن رفض أي لجنة تحقيق محلية لكشف ملابسات ما حصل، وبينما نعى ثقته بالتحقيق المحلي؛ دعا إلى لجنة تحقيق دولية بانفجار المرفأ في سيناريو يشبه إلى حد كبير مطالبته بلجنة تحقيق دولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط الـ2005.

كما أعلن جنبلاط أن كتلة اللقاء الديمقراطي لن تستقيل من المجلس النيابي، وعزا السبب "كي لا يسيطر المحور العوني - حزب الله على المجلس"، داعياً إلى "انتخابات جديدة على أساس قانون لاطائفي على أساس دائرة فردية، وكذلك طالب زعيم المختارة بـ "حكومة حيادية لا معادية لنخرج لبنان من سياسة المحاور"، وشن هجوماً حاداً على رئيس الحكومة الحالية حسان دياب واصفاً إياه بـ "الذئب الكاسر".

هجوم جنبلاط السياسي على العهد ورئيس الحكومة وحزب الله ليس جديداً، وهو بدأ بعد فترة قصيرة من ولادة الحكومة التي لا تسلم من سهام تغريداته اليومية، لكن الجديد في مؤتمر جنبلاط كان المطالبة بلجنة تحقيق دولية، والتي تعتبر "بيت القصيد السياسي" في إطلالة جنبلاط بعد تفجير المرفأ.

مطلب جنبلاط "التدويلي" ليس يتيماً، فقد سبقه عدد من السياسيين والإعلاميين الناطقين بلسان محور 14 آذار سابقاً في الترويج لمسألة التدويل في قضية المرفأ، ما يشكل إستنساخاً لسيناريو شباط 2005 وما تلاه من تطورات سياسية بعد تأليف لجنة تحقيق دولية بدأت مع ديتليف ميليس آنذاك".

ووفقاً للمعلومات فإن الهدف من استعادة "مطلب التدويل" في هذا التوقيت الذي يترافق مع اقتراب موعد صدور الحكم بقضية اغتيال الحريري (كان مقرراً صدوره في 7 آب الحالي قبل ان يتم تأجيله إلى 18 آب بعد انفجار المرفأ) هدفه توجيه أصابع الاتهام نحو فريق سياسي معين، بغية تحميله مسؤولية ما حصل في المرفأ بطريقة أو أخرى، تحت شعار أن من يملك السلاح أوصل لبنان إلى هذه الكارثة، وبالتالي يصبح مطلب نزع السلاح شعاراً دولياً. وفي هذا السياق تشير المعلومات إلى التقاطع الحاصل بين طرح شعار "حياد لبنان" وإعادة طرح مسألة التدويل، ما يرسم علامة استفهام حول تزامن هذين المطلبين في ظل التطورات التي يشهدها لبنان والمنطقة.

وكما يبدو فإن مطلب جنبلاط التدويلي شكل نقطة تلاقي مع السفير الأميركي الأسبق في لبنان خلال حقبة الـ 2005 جيفري فيلتمان، والذي وصفه جنبلاط مرة بـ"الصديق جيف" تعبيراً عن العلاقة الوطيدة التي تجمعه به، حيث أشار في مقال له في موقع معهد "بروكينغ" إلى أن "أي تحقيق يجب أن يسلط الضوء على امتيازات حزب الله في المرفأ وأطراف متورطة أخرى، مدّعياً أن الحكومة تعتمد على حزب الله وحلفائه من أجل الدعم البرلماني، واستبعد أن تلجأ حكومة تعتمد على حزب الله إلى الخارج من أجل تحقيقٍ شامل كما حصل عام 2005 عندما وافق لبنان على تحقيقات الأمم المتحدة حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري".

وفي تقاطع مع جنبلاط روّج فيلتمان في مقاله لفكرة أن ينصاع لبنان لوصاية دولية، فأعرب عن أمله في إحداث زلزال سياسي جديد في لبنان بعد تفجيرات المرفأ، بحيث لن يكون أمام السلطات اللبنانية أي مخرج سوى إجراء تحقيق "موثوق" أو اللجوء إلى أطراف خارجية "موثوقة" كما حصل عام 2005، سائلًا عما إذا كان اللبنانيون "سينتفضون كما فعلوا عام 2005".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10