سوريون لاجئون وآخرون سعوا وراء رزقهم .. شهداء في انفجار بيروت

هيا صالح حمارشة دمشق _ وكالة أنباء آسيا

2020.08.06 - 03:56
Facebook Share
طباعة

 " احذروا الموت الطبيعي"، هذا ما كتبه الكاتب والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني، وهذا ما كُتب على السوريين في السنوات التسع الأخيرة، وكأن ذلك لم يكن كافياً لهم.. ليأخذوا نصيبهم من جراح بيروت أول أمس، الثلاثاء، إثر انفجار مرفأ بيروت، والذي راح ضحيته أكثر من 100 شهيد و 4000 مصاب، حسب تصريح رئيس الصليب الأحمر اللبناني جورج الكتاني.

من بين هؤلاء الشهداء الذين لقوا حتفهم في المرفأ، كانت دماء السوريين جزءاً لا يتجزأ من أشلاء اللبنانيين، في حين لم يتم التوصل إلى إحصائية محددة لعدد الشهداء السوريين في الانفجار، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور عديدة منها لشابين من دير الزور، وشابين من الرقة وآخر من درعا وشاب من اللاذقية، وفتاة من حلب، استشهدوا في المرفأ.
"آسيا" حاولت التواصل مع بعض ذويهم. إحداهن هي قريبة لفتاة سورية توفيت في انفجار بيروت"سيدرا" من محافظة حلب، قرية "جبة الراح صغير"، البالغة من العمر 18 عاماً.

تقول ابنة خالتها "رقية الحجي": "انتقلت سيدرا وعائلتها إلى بيروت كلاجئين منذ عام 2012، وعمل والدها منذ ذلك الحين حارساً لأحد الأبنية في بيروت، جانب دار "زهير مراد للأزياء"، وعند وقوع الانفجار توفيت سيدرا ونقل كل من أبيها وأمها وأختها إلى أحد مشافي بيروت، دون أن يعلموا بوفاة سيدرا حتى هذه اللحظة، بسبب خطورة وضعهم الصحي"، وتضيف رقية أنهم حتى الآن ينتظرون تحسّن وضع أهل سيدرا الصحي لكي يعودوا إلى البلاد.

مأساة أخرى عاشها أهالي محافظة الرقة، بمصرع أيمن ابراهيم الحميش والذي لم يرَ مولوده الأول بعد، حيث غادر قريته "السويدية" منذ ثمانية سنوات، إلى لبنان، حسبما أفادنا صديقه "تركي المنوخ" وهو من ذات القرية، فيقول: " لقد انتقل منذ أسبوع إلى عمل جديد في مطعم وجبات سريعة بمنطقة الأشرفية ببيروت يسمى (سندويشة ونص)، ليلقى حتفه أثناء انفجار المرفأ، وعندما تواصلنا مع أحد العاملين معه أخبرنا أن أيمن شعر بشيء يسقط على رأسه وفارق الحياة فوراً".

محافظة درعا أيضاً، كان لها حصة في انفجار المرفأ، حيث استشهد أيمن الحمصي الذي غادر بلاده منذ 12 عاماً، بداعي العمل وتحسين وضعه المعيشي، ومساعدة والدته التي كانت تعمل "مستخدمة" وأبيه سائق التكسي، وذلك حسبما قالت إحدى قريباته (آية الطراد)، لكن الموت الذي كان وما زال ملاحق للسوريين، لاحق أيمن أيضاً. وتضيف آلاء: " لقد عاد مساء أمس إلى إزرع درعا، وبجانبه زوجته المرّملة بعد زواج دام بضعة أشهر فقط.. هذا كان نصيبها".

أيمن آخر لاحقه الموت في بيروت، حيث ظهرت صورة له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يحتضن ابنتيه، يدعى أيمن عاصم سليمان، من مدينة جبلة باللاذقية، قرية " بستان باشا"، لكن "آسيا" لم تتمكن من الحصول على المزيد من المعلومات عنه، لامتناع ذويه عن الحديث.

خرجوا هرباً من الموت، وبحثاً عن العمل، عادوا مصابين وشهداء إلى بلادهم، غير مدركين أن الموت ليس محصوراً في أرض سوريا فقط، بل بشعب سوريا أينما كان، منتظرين أسماء شهداء أخرين منذ الآن مروراً ب14 يوماً، نتيجة لحالة الطوارئ التي أعلن عنها مجلس الوزارء في بيروت لمدة أسبوعين.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2