"معاً نستطيع": سوريون يدعمون بعضهم بعضاً

كمال شاهين ـ وكالة أنباء آسيا

2020.08.03 - 11:18
Facebook Share
طباعة

 

 

تشير إحصاءات أممية إلى أن نسبة كبيرة من المساعدات التي تلقاها سوريون في محنتهم المستمرة، كان مصدرها سوريون آخرون في الخارج كما في الداخل، وتأتي حملة "معاً نستطيع" التي انطلقت من ألمانيا قبل شهر في نفس السياق موجّهةً إلى السوريين اﻷكثر عوزاً داخل البلاد.

تأتي الحملة ضمن مجموعة ظروف ضاغطة على حياة السوريين، ليس آخرها تدهور سعر صرف الليرة أمام الدولار، فقد شهدت اﻷسواق ارتفاع أسعار وصل حدوداً لم تنفع معها اﻹبر المسكنة التي قدمتها حكومة العرنوس، وسجّلت اﻷشهر اﻷخيرة انضمام مجموعات جديدة من السوريين إلى قوائم الفقراء بأكثر من 90% من إجمالي السوريين داخل البلاد.

حملة "معاً نستطيع" أطلقها الشاعر السوري "فريد ياغي" القادم من دمشق إلى ألمانيا منذ عدة سنوات، مع عدد من المتطوعين، لدعم اﻷسر اﻷكثر فقراً في سوريا وتقوم فكرتها كما يقول في حديث لوكالة أنباء آسيا على أن (يجتمع عشر أفراد لجمع مئة يورو أو ما يقابلها من العملات الأخرى لتشكيل مجموعة من الأفراد يدفع كل منهم عشرة يورو، ثم يتم تحويل المبلغ إلى عائلة من اختيار المجموعة، وتشكّل المجموعة من الأقارب أو الأصدقاء أو المعارف الذين لديهم الاستعداد على التبرع بمبلغ عشرة يورو فما فوق شهريّاً) لمدة غير محدودة.

تشكَّل المجموعة المعنية ضمن إحدى المدن أو المناطق التي يعرف اﻷشخاص فيها بعضهم بعضاً ولو افتراضياً، عبر التواصل على صفحة المبادرة التي أطلقت على منصة الفيسبوك، وعند وصول عددها إلى عشرة أشخاص تنتقل لتناقش كيفية تجميع اﻷموال بشكل خاص مع بعضم بعضاً، وهي من تحدد العائلة السورية المقيمة في الداخل التي سوف ترسل لها المال وعلى مسؤوليتها وقرارها المنفرد وطريقتها، وهو ما يساهم وفق مؤسس المبادرة "في تفادي عمليات سرقة اﻷموال أو التشكيك بعمليات نقلها ووصولها إلى مستحقيها، حيث تعرف المجموعة العائلة المرسل إليها بشكل واقعي".

بالنسبة لمن هم خارج البلاد من السوريين، فإن مبلغ عشرة يورو لا يشكّل عبئاً شهرياً على المرسل، ولكن مبلغ مئة يورو هو عبءٌ على غالبية السوريين المعتمدين على نظام الضمان الاجتماعي حتى اﻵن، وقلة منهم دخلوا سوق العمل، ومن هنا تأتي فكرة تجميع عشرة أشخاص مع بعض، حتى لا يشكل اﻷمر عبئاً على مرسلي اﻷموال، وبالمقابل فإن مبلغ مئة يورو لعائلة سورية تعادل رواتب أربعة موظفين من الفئة اﻷولى شهرياً (تقريباً 250 ألف ل.س) أو راتب أربعة شهور ﻷي موظف.

140 مجموعة

تمكنت المبادرة حتى اﻵن من تشكيل قرابة مائة وأربعين مجموعة تتوزع على أوروبا والعالم العربي، بأكثر من ألفي مشارك، وكانت أكثر الدول مشاركة ألمانيا بأربعة وثمانين مجموعةً حيث نسبة السوريين اﻷكبر في أوروبا، وأكثر المدن مشاركة مدينة كوبلنس التي شكلت عشر مجموعات كاملة، في حين أن هناك غياباً  للسوريين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية والعربية السعودية وماليزيا بالرغم من وجود جاليات كبيرة مكتفية ذاتيّاً، وهو ما يرجعه مؤسس المبادرة إلى  (عدم وصول المبادرة إعلاميّاً).

مشكلة إيصال الأموال

لا تتدخل المبادرة في طريقة إيصال المبالغ إلى مستحقيها، وهو اﻷمر الذي يشكّل عبئاً على العموم لكل الراغبين في إيصال اﻷموال إلى الداخل السوري، خاصةً أن الحكومة السورية أغلقت كل الطرق التي كانت تعبرها اﻷموال للوصول إلى مستحقيها بسعر السوق الحقيقي، وهو ضعف السعر الرسمي، يضاف إليه العمولات المرتفعة ﻹيصال الحوالات عبر الشركات الرسمية (أكثر من 12%)، وبسعر النصف من سعر السوق السوداء.

بعد صدور القانونين 3 و 4 المتضمنين عقوبات شديدة للمتعاملين بغير الليرة السورية، فإن مزيداً من العائلات السورية أضحت فريسةً حقيقيةً للجوع، بعد أن فقدت نصف مداخيلها من الحوالات الخارجية، يوضح ذلك ارتفاع كبير في عدد طلبات المساعدة التي تلقتها صفحة المبادرة على منصة الفيسبوك وقد بلغت آلافاً.

ليس هناك من مدة محددة ﻹنتهاء المبادرة، ولكن الذي يحصل هو خفوت البريق نتيجة صعوبات في إيصال اﻷموال إلى السوريين، وبغياب أي تفاعل من المؤسسات الرسمية داخل البلاد لعدم القدرة أو الخوف من الوقوع في براثن القوانين الجديدة، وهو أمرٌ ليس من الممكن حله في القريب العاجل.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7