كتبَ كورتولوش تاييز: ماذا يحدث لو استلم "الشعب الجمهوري" الحكم؟
في الواقع، ليس هناك من يطرح هذا السؤال أو يتحدث عنه بشكل جدي. السبب في ذلك هو أن حزب الشعب الجمهوري بعد كل البعد عن سدة الحكم، إلى درجة لا يمكن تصورها.
ومع ذلك، إذا كان من الضروري الإدلاء بإجابة فستكون: إنها "كارثة". لا داعي لإثارة قضايا من العيار الثقيل.
لن أتحدث عما سيحدث في ليبيا وشرق المتوسط وسوريا والعراق وعلى حدودنا الجنوبية.
نكتفي حاليا بالنظر إلى إسطنبول.
استلم حزب الشعب الجمهوري رئاسة بلدية إسطنبول فأعاد سكانها إلى تركيا التسعينات.
تقف النساء والأطفال والمسنون في منطقة "شيلة" وبأيديهم الأوعية يتدافعون من أجل حجز مكان في الطابور أمام صهريج المياه التابع لمؤسسة المياه في بلدية إسطنبول.
في الحقيقة، كنا نعتقد أن هذه المشاهد أصبحت جزءًا من الماضي وعفى عليها الزمن.
وعندما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستحضر مثل هذه المشاهد في التجمعات الانتخابية كنا نعتقد أنها مشاهد لم يعد أحد يفكر بمجرد احتمال عودتها.
هذه المشاهد، التي لا يمكن حتى تصنيفها في إطار سيناريوهات الكارثة، أصبحت حقيقة واقعة قبل أن يمضي حتى عام واحد على الانتخابات، التي فاز أكرم إمام أوغلو فيها برئاسة بلدية إسطنبول.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فخليج إسطنبول، الذي جعله أردوغان بزرقة السماء، أصبح في حال يرثى له.
حول أكرم إمام أوغلو خليج إسطنبول الجميل إلى نهر من الطين قبل أن ينقضي عام واحد على رئاسته.
يقولون إن هناك "تزايدًا شديدًا في الطحالب" بالخليج، وإن الأمر مؤقت!
لا يمكن إخفاء الشمس بالغربال! تبين فيما بعد أن الأمر لا يتعلق بالطحالب، وإنما بتلوث ناجم عن الطين المترسب في القاع.
وماذا بعد ذلك؟
خلال هذه المدة، خرّب الشعب الجمهوري هذا المدينة ذات الشهرة العالمية. المعرف لا يحتاج إلى تعريف.
تنتظر مخاطر كبيرة هذه المدينة الجميلة خلال الأعوام الثلاثة القادمة.
يخترعون الذرائع والحجج دائما، ويسعون إلى تغيير الأهداف والأجندة من خلال الأكاذيب والافتراءات.
لم يقدموا على شيء، اللهم إلا إقامة مراسم "عدم وضع حجر أساس"!
هذه بروفة صغير في إسطنبول لما يحدث حين يستلم حزب الشعب الجمهوري القيادة. ما تبقى أتركه لكم.
المقال لا يعبّر عن رأي الوكالة وإنما يعبر عن رأي كاتبه فقط
