كتب عادل شريفي: إعدام ميت

خاص - وكالة أنباء آسيا

2020.06.08 - 02:10
Facebook Share
طباعة

في ذكرى السادس من حزيران، ذكرى الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 ارتأى منظمو الحراك الثوري أن يُتّخذ توقيتاً للنّزول إلى الشّوارع تحت شعار تطبيق القرار 1559، فإذا افترضنا جدلاً أن لا علاقة لهذا الحراك بالتاريخ المذكور، وطبّقنا أعلى درجات حسن الظّن، فإن محاولة بعث القرار المذكور الذي عفى عليه الزّمن لا يمكن أن تكون بريئة أو متّصلة بأهداف مطلبيّة يمكن أن تتفق بشكل من الأشكال مع أهداف الحراك الذي انطلق في 17 أكتوبر من العام الماضي، خصوصاً أن المشاركين بالحراك كانوا يركّزون على نزع سلاح الحزب صراحةً وكأنّ لذلك الأمر انعكاس مباشر على تحسّن الوضع المعيشي وإعادة المال المنهوب! فهناك الكثير من الإجراءات المعطّلة في هذا الصّدد وهي من حيث النتيجة أكثر تأثيراً على الحالة المعيشيّة من سلاح المقاومة الذي لا يكلّف خزينة الدولة اللبنانيّة بنساً واحداً. في الحقيقة يجب أن يكون المرء مغفلاً حتّى يعتبر أنّ تلك التظاهرة بريئة وغير موجّهة من قبل العدو الصّهيوني مباشرة خاصّة وأن قيادات مهمّة في الحراك أعلنت عدم تأييدها للتّظاهرة وهرع قطبا الكتائب وحزب سبعة لتحييد المطالبة بنزع السلاح من أجندة التّظاهرة، وعليه فلم يتبقى في الميدان غيرك يا حديدان! ولا أوضح من الشّمس حين تعرّي أحدهم وتلفحه بسياط أشعّتها الحارة، إذ بادر من تبقّى في الشّارع إلى نزع اللثام عن الوجه الحقيقي للتّظاهرة متناولين الرّموز الدينيّة بالسبّ والشّتم مما استدعى سبّاً مضاداً من المقلب الآخر كاد لولا تدخّل عقلاء لبنان أن يودي بريشة السّلم الأهلي في مهبّ الرّيح. شتمٌ وتخريب وتكسير وحرق واعتداء على الأجهزة الأمنية جهاراً نهاراً وأمام أعين أجهزة الإعلام هذا هو كلّ ما تبقى من تظاهرة يُقال أنّها مطلبيّة. ووفقاً لمتابعين للشّأن اللبناني ولمحور المقاومة فإن هذه التّعريّة للمشروع المشبوه الذي أراد عملاء إسرائيل إعادة بعثه على الأرض اللبنانيّة من باب القرار المهيض 1559 كانت ضرورية لإفهام من لا يريد أن يفهم مسألتين مهمتين، أولاهما أنّ مسألة نزع السّلاح هي أمرٌ أكبر من أن يتحمّله هؤلاء العملاء الصّغار، وثانيهما أنّ السّلم الأهلي في لبنان خطّ أحمر يصعب تجاوزه في وجود هذا السّلاح.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2