طبيب سوري مقيم في الصين لـ"آسيا": 6 أسباب لاختلاف معدل وفيات كورونا

خاص آسيا _ عبير محمود

2020.06.05 - 09:24
Facebook Share
طباعة

كشف الطبيب السوري المقيم في الصين، طارق محمد لـ"وكالة أنباء آسيا"، عن الأسباب المحتملة لاختلاف شدة ومعدل وفيات COVID19 بين مناطق العالم المختلفة، مشيراً إلى وجود 6 أسباب لهذه الاختلافات في شدة وفوعة (حدة) الفيروس.


وأوضح أخصائي المناعة والروماتيزم بالقول: بعد سبعة أشهر من اندلاع الجائحة الفيروسية في ووهان وانتشارها عبر المناطق الجغرافية في العالم، من الواضح أن فوعة الفيروس ومعدل الوفيات مختلف بين هذه المناطق، ونجد أنها تصل تقريباً لـ ٣٠٠ وفاة لكل مليون شخص في أمريكا وعدد من الدول الاوربية، في حين أنها تتراوح بين ١ إلى 10 وفاة لكل مليون شخص في دول شرق آسيا وافريقيا والخليج العربي وبلاد الشام. 

وأضاف الطبيب المقيم في تشونغ تشينغ المحاذية لـ ووهان، أن الأسباب المحتملة لهذه الاختلافات في شدة وفوعة الفيروس ومعدل الوفيات تتلخص بما يلي:

١_المناعة المتشكلة سابقاً ضد الفيروسات والطفيليات الأخرى: 

يرى عدد من الخبراء في العلوم الطبية الحيوية في الصين و شرق آسيا، أن الإستجابة المناعية والاضداد المتشكلة بعد إصابة سابقة بالفيروسات التاجية الأخرى او الملاريا و ربما الإنفلونزا تقي جزئياً من الإصابة بفيروس الكورونا، وهم يستشهدون أيضا بدراسة لجمعية الامراض الإنتانية البريطانية أن الفيروسات التاجية الموسمية الشائعة التي تنتشر في بعض التجمعات البشرية منذ عقود تعطي مناعة جزئية ضد الكورونا ربما هذا يفسر لنا لماذا الاعراض خفيفة و نسبة الوفيات منخفضة في بعض الشعوب و ربما نكون قد تعرضنا سابقا في بلداننا العربية لجائحات بفيروسات تاجية مشابهة للكورونا قد أعطتنا مناعة جزئية ضد الكورونا، إضافة للتوقعات بدور الاصابة السابقة بطفيلي الملاريا في وقاية بعض الشعوب في إفريقيا و جنوب شرق آسيا من الإصابة بالكورونا.


٢_المناخ: يقول البروفسور (شوي جي) اخصائي الامراض الإنتانية و عميد كلية الصحة العامة في ووهان أنه لدى دراسة سلوك فيروس الكورونا في المختبر ان الفيروس تضعف فوعته و قدرته على العدوى  و مدة بقائه كلما ارتفعت درجات الحرارة . بشكل عام يعتقد الخبراء أن الحرارة المناسبة للفيروس كي يكون شرسا و معديا هي من ١٠ الى ٢٥ درجة و أنه كلما ارتفعت الحرارة تنخفض فوعته لذلك نلاحظ انخفاض شدة الاعراض و معدل الوفيات في البلدان الحارة. 

هناك من يقول أن معدل الوفيات المرتفع في البرازيل قد ألغى فكرة تأثر الفيروس بالحرارة ، ولكن في البرازيل الآن هو فصل الشتاء و متوسط الحرارة نهارا ٢٥ درجة و ليلا ١٥ درجة بل إنه يوجد مناطق باردة في البرازيل حاليا.


٣_عوامل ديموغرافية:

 البلدان التي ترتفع فيها نسبة كبار السن مثل اوروبا و إيطاليا بالتحديد حيث يشكل المعمرون ثلث السكان، هذه البلدان يكون فيها معدل الوفيات أكبر، إضافة لهذا البلدان الغنية التي ترتفع فيها نسبة المصابين بالسمنة و انخفاض اللياقة البدنية ( حمية غنية دون بذل جهد بدني )، او ترتفع فيها نسبة الامراض المزمنة المهمة، هذه المجتمعات أقل مقاومة للفيروس و العوامل الديموغرافية هي لصالح البلدان النامية في مقاومة الفيروس و عكس هذا في البلدان المتطورة و الغنية.


٤_العامل الجغرافي والتعداد السكاني: 

المثال على تاثير البيئة الجغرافية قد يكون منطقة التيبت في الصين المرتفعة عن سطح البحر، إن التيبت هي المنطقة الوحيدة في الصين التي لم يسجل فيها إصابات او وفيات، و من جهة أخرى بالتأكيد المناطق ذات الاكتظاظ السكاني الكبير و التجمعات السكانية المتقاربة سيكون فيها احتمال ارتفاع الاصابات و معدل الوفيات أكبر من المناطق منخفضة التعداد السكاني و المتباعدة.


٥_حركة الطيران و الملاحة الجوية: 

كان للطيران الدور الأكبر في انتشار الفيروس من المناطق الموبوءة إلى العالم. على سبيل المثال تذكر أحد التقارير في ووهان انه مع بداية تفشي الوباء في ووهان قام مريض دون أعراض مهمة بالسفر الى ألمانيا، إذ حضر اجتماع مع عدد من رفاقه الصينيين و الألمان ثم عاد الى الصين لتشتد الاعراض و تكتشف اصابته بالفيروس و بعد عدة ايام عدد من المخالطين له في الرحلة اصيب بالفيروس، ربما هناك آلاف القصص المشابهة التي انتشر فيها الفيروس عبر الملاحة الجوية، لذلك فإن البلدان التي ملكت حركة طيران نشطة مع البلدان الموبوءة بالفيروس  كانت أكثر عرضة ل تفشي الوباء فيها.

٦_العرق او عوامل وراثية: 

يوجد في جنوب شرق آسيا عرق يدعى عرق الخمير يعيش في كمبوديا و تايلاند و الدول المحيطة حاليا. هذا العرق لديه شذوذ دموي حيث يملكون هيموغلوبين E في كرياتهم الحمر. عندما تفشت الملاريا سابقا في جنوب شرق آسيا، كان للسكان من هذا العرق مقاومة للملاريا و قد بينت الدراسات العلمية و الوبائية ان الهيموغلوبين E يوفر مناعة ضد الملاريا و يعتقد الخبراء أن هذا الهيموغلوبين ساعدهم في الوقاية من الكورونا حاليا، حيث تمتلك هذه الدول مثل كمبوديا و تايلاند و لاوس اتصالات جوية مباشرة مع الصين و خصوصا مع ووهان و استمرت الرحلات الجوية مع ووهان لفترة بعد انتشار الوباء و مع ذلك الاصابات قليلة جدا و الوفيات بفيروس الكورونا نادرة في هذه الدول، و من المحتمل ان تتواجد شذوذات جينية أو صفات وراثية معينة في فئات عرقية اخرى عبر العالم قد يكون لها دور في الوقاية من فيروس COVID19 ، كما ذكر الطبيب محمد.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7