عبر "آسيا"، خبير إقتصادي يحذر من معضلة الدواء في سورية

زينا صقر - وكالة انباء اسيا

2020.06.02 - 04:13
Facebook Share
طباعة

 يأتي قيصر بعظمة وطأته ليحط على شعب يلفظ انفاس حرب و حصار خانق رافقه ل 9 أعوام، ليقضي على كل الظنون التي تلوح في مخيلته عن تحسن طفيف ربما يطاله، بالتوازي مع انتظار طويل الامد لتحرير الشمال السوري و انتهاء المعارك داخل الاراضي السورية، التي من شأنها أن تنعكس بانفراجات على جميع المجالات و خاصة القطاع الاقتصادي.

ثم تأتي بعض القرارت الحكومية، لتفاجئ المواطن الذي يأمل ان يصحو على "هم" قديم، و آخرها رفع سعر الدواء الذي نزل عليه كالصاعقة
وسط تضارب المواقف بين عددٍ من مصنّعي الدواء المحليّ والجهات الرسمية. "لم يعد أمامنا سوى تلقي الصدمات، ولا أحد يرأف بحالنا"، هكذا عبّرت سيدةٌ عن موقفها الرافض تجاه رفع أسعار الدواء. و تابعت أم أحمد :" هل من المنصف أن أدفع نحو ثلث راتبي ثمناً للدواء الذي أتناوله شهرياً؟". فيما راتبها التقاعديّ 40 ألف. مضيفة هل يعقل أن يزيد سعر الدواء بنسبة 60 الى 500% . فيما تساءل مراقبون هل هو سوء تخطيط استرتيجي من قبل الدولة؟ و اذا كان كذلك، هل من حلول لتدارك هذا الخطر المحدق بالجميعط؟


الخبير الاقتصادي علاء الاصفري وصف ارتفاع سعر الدواء بأنه "معضلة كبيرة" وقال في حديث له مع "آسيا" : "يجب ان تحل مشكلة ارتفاع سعر الدواء في سورية بشكل سريع، هذا الارتفاع الحاصل بسبب توقف المصانع الدوائية كليا عن العمل، جراء ارتفاع سعر صرف الدولار امام الليرة السورية، سيما و أن مستوردات المواد الاولية كانت سابقا تمول من الدولار المدعوم من البنك المركزي".

و أضاف : "الآن يتم الدفع المستوردات من دولار السوق السوداء، ما أدى الى خسائر هائلة و مفاجئة لكل المصانع الدوائية، و الآن هذه الصناعة شبه مشلولة، لذا علينا ان ندرك أننا أمام معضلة حقيقية و اذا لم يتم ايجاد حل خلال 48 ساعة سنجد الادوية المهربة بدلا من المصنعة محليا، و بأغلى من ثمنها بعشرة أضعاف".


الأصفري تطرق الى قانون قيصر الذي بدأ تطبيقه على سورية أمس، واصفا اياه بالعقوبة الأعنف من بين العقوبات على سورية ، هذا القانون سيترك أثره على القطاعات مجتمعة " الا أن القيادة السورية و حلفاؤها -الروس و الايرانيين بالاشتراك مع الصين- اعتقد بأنهم وجدوا الحلول البديلة، و كنت اول من رجّح أن يكون هناك نوع من الاستثمار الروسي للموانئ البحرية السورية كاملة، لأنه بحسب العرف و القانون الدولي ستكون عندها مناطق تابعة لروسية بالكامل طيلة فترة الاستثمار، وأعتقد أن هذا الاستثمار ما هو الا عملية التفاف على قانون قيصر".

و تابع الأصفري : " بالاضافة لذلك لا بد لنا من التحرك باتجاه الاعتماد على الذات، بمعنى آخر أن ينشط الانتاج الصناعي و الزراعي، و اللجوء لتخفيف المستوردات الكمالية ما أمكن، لأننا أمام محنة لم تمر على سورية حتى في سنوات الحرب الماضية و تستدعي شد الأحزمة بجدية، و لكننا نأمل ان ننجح مع الحلفاء بالالتفاف عليها و تجاوزها".

و اعتبر الخبير الاقتصادي الى أن 9 أعوام من الحرب على سورية و حتى تاريخه"و بالتزامن مع وجود حصار -اميركي أوروبي- خانق، بالاضافة الى المحتكرين و المنتفعين، كل ذلك أدى الى تدهور في الحالة الاقتصادية و سحق للطبقة الوسطى، حيث ان قلة قليلة صعدت الى الطبقة الغنية، و القسم الأكبر منها انحدر الى الطبقة الفقيرة، نتيجة التضخم الحاصل و الذي يعد أكثر من 2000%منذ نشوء الازمة.


الأصفري أشار في ختام حديثه الى أن اكثر من ٥٠% من الاصناف الدوائية الرئيسية مقطوعة بدءا من السيتامول وانتهاء بأدوية القلب " بسبب الخسائر الهائلة التي أصابت الشركات الدوائية، إضافة لعدم استطاعتها تصدير منتجاتها إلى الخارج، ما يعود بالقطع الاجنبيي للبلد ،بالاضافة الى كارثة اقتصادية تحيق برأسمال الصيدلي الذي يتعرض حاليا لخسائر فادحة وضياع المدخرات".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 7