عن الاشكالية الثقافية لـ زيارة رئيس الحكومة وقائد الجيش الى اليونيفيل

أسد عاصي

2020.05.27 - 12:55
Facebook Share
طباعة

 



تتحكم عقدة النقص في تصرفات المسؤوليين اللبنانيين تجاه الولايات المتحدة الاميركية. وما زيارة الحج التي يقوم بها في هذه الاثناء حشد من المسؤولين اللبنانيين الى مقر قيادة قوات اليونيفيل الا استمرار لتقاليد الذل اللبناني امام الارادة الاميركية.
 
ولو لم تكن ثقافة الاستسلام للارادة الاميركية هي الامر الطبيعي في تصرفات المسؤولين اللبنانيين لما وجب على اي مسؤول لبنان زيارة الجنوب الا بعد زيارة قبور رموز المقاومة. واما ما هو حاصل من حج الى مقر قيادة اليونيفيل فما هو الا تحقيق لشروط اميركية تشدد دوما على وجوب اقرار المسؤولين اللبنانيين بالتوجيهات الاميركية وعلى رأسها التمسك بقوة مهمتها منع اللبنانيين من مقاومة الاعتداءات الصهيونية.
 
ان اي زيارة الى اليونيفل كتلك الحاصلة اليوم دون طرح قضية الانتهاك اليومي للطيران الاسرائيلي للسيادة اللبنانية هو انتقاص من كرامة اللبنانيين واستستلام للهيمنة الاسرائيلية بوجهها الاميركي.
 
فما لم تربحه اسرائيل في الحرب يقدمه المسؤولين اللبنانيين الى الاميركيين بطيب خاطر.
 
فارضاء الاميركيين عند المسؤوليين اللبنانيين ممارسة واجبة وطبيعية ولا تثير حفيظة اي كان في هذا الشعب اللبناني الراضي بكل ما يسيء الى كرامته ولاسباب مختلفة. ومما يمر مرور الكرام عند اللبنانيين المعنى الثقافي الاذلالي لوجود قوات اليونيفيل.
 
فهذه قوات منتشرة فقط في اراضينا وكأننا نحن المعتدين وليست قوات الاحتلال هي من هاجمتنا واعتدت على اراضينا. هذه قوات اتت لتحمي العدو الاسرائيلي، وهي تمارس التجسس المعلن وتحاصر المرافيء اللبنانية وتفتش السفن بحثا عن اي مصدر للقوة يحمي الشعب اللبناني مستقبلا من الاعتداءات الاسرائيلية. فما معنى زيارة الحج الرسمية الى اليونيفيل؟؟
 
اضحت القوات الدولية حالة طبييعة مع انها حالة شاذة ولو درسنا الرمزية المنحطة لوجود هذه القوات لوجب عند التجديد لها طرح توسيع مهامها لتشمل الجهة الاخرى من الحدود. وكما تفتش هذه القوات عن الدفاعات اللبنانية وتمنعها وتحاول حظرها عليها في المقابل ان تمنع تواجد جيش الاحتلال في الجهة الاخرى الا بما يوازي القوى اللبنانية من جهتنا وبنفس نوعية التسلح. وعليها قبل كل شيء ان تمنع الطائرات الاسرائيلية من انتهاك اجوائنا وعليها منع الحظر الاسرائيلي الذي يمنع الصيادين اللبنانيين من التحرك بحرية في مسافات 1800 من الحدود البحرية مع العدو.
 
بصريح العبارة، شكلت الزيارة اذلال للشعب اللبناني وانتهاك لكرامتنا، ولو كان لا بد من الاطلاع على عمل قوات اليونيفيل فكيف ان يقوم بذلك ضابط ارتباط ولا داعي لزيارة رئيس الحكومة وقائد الجيش لتلك القوات.
 
فهي لم تحمينا ولا تمنع عدوانا وتتجسس على بلادنا.
 
فهل يمكن ان نأمل من مسؤولينا الرسميين الالتزام بما يحفظ كرامتنا؟؟
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5